لا أحد ينكر أو يناقش أن الشعب الأردني والشعب الفلسطيني شعب واحد ونحن الشعبين وحدة دين وأرض ونسب وعادات وتقاليد ودم… الخ.
فما يدور في الأفق في هذه الأيام من أحداث مؤلمةً وموجعة للقلب ومؤذية للنفس والضمير لشعبنا الفلسطيني في قطاع غزة، أرض العزة والرباط والتضحية والفداء يحتاج الى الروية والحكمة والعقلانية والتدبر . فعلينا أن نكون جميعا يدا واحدة مع القيادة وقوات الأمن والدرك وغيرها من القوات الأمنية والمسؤولين والتي كلها مبتغاها مصلحة أهل قطاع غزة ومواطنينا من شتى المنابت والأصول في اردننا الحبيب. فالفوضى والعشوائية وعدم احترام القوانين والتعليمات الصادرة من القيادات الأمنية في المسيرات والاحتجاجات الشعبية مساندة لأهلنا في قطاع غزة تؤدي الى الحاق الضرر بأهداف المسيرات والاحتجاجات الشعبية السامية في ايصال أصوات الشعب الأردني للمجتمعات الدولية أجمع. وكذلك التدخل في مسؤوليات أئمة المساجد والطلب منهم دعاء القنوت لأهل غزة في آخر ركعة من كل صلاة، فأئمة المساجد لهم مرجعهم وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية ويعي الأئمة ويدركون متى يكون دعاء القنوت مناسبا وبعد أي صلاة.
ورجال الأمن منا وفينا إم أو اب أو عم أو أخ او ابن أخ أو ابن عم أو ابن أخت أو ابن عمة أو ابن خالة أو ابن جار أو ابن صديق … الخ، فعلينا مساندتهم ومساعدتهم في تأدية مسؤولياتهم ومهماتهم التي يقومون بها في المحافظة على سلامة المشاركين في المسيرات والاحتجاجات وسلامة ممتلكات المواطنين، وألا نكون عبئا اضافيا عليهم.
ونحمد الله على أن حبانا الله بقيادة هاشمية مثقفة وعلى علم بما يدور في العالم من تيارات وتكتلات سياسية مختلفة وتتدبر امور الوطن والشعب بميزان التأني والعقل والحكمة والفطنة ويقودون على مر السنين سفينة الوطن والشعب دائما وبعون الله رغم ما تواجهه من رياح وعواصف عاتية الى شط الأمان. فقال تعالى في كتابه العزيز (وَأَنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ۛ وَأَحْسِنُوا ۛ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ، لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ۚ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ ۗ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا ۚ رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا ۚ رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ ۖ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا ۚ أَنتَ مَوْلَانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (البقرة: 195 و 286)). فرحم الله امريء عرف قدر نفسه فالتزم حده، علما بأن القيادة والشعب بكل فئاته متضامنون مع أهل غزة قلبا وقالبا وعبر أئمة المساجد عن ذلك في خطب الجمعةوبتأجيج صلاة الغائب على أرواح الشهداء في قطاع غزة وفي دعاء القنوت بعد صلاة كل فجر. وعبر الشعب عن ذلك بمسيرات واعتصامات في جميع مدن الوطن وكان رجال الامن معهم وحماية لهم. فلا داعي للمزاودة على القيادة الاردنية ومسؤوليها وأئمتها وشعبها.