أخبار الأردن اقتصاديات خليجيات دوليات مغاربيات برلمانيات جامعات وفيات أحزاب وظائف للأردنيين رياضة مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية جاهات واعراس الموقف شهادة مناسبات مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

بزادوغ تكتب: ‎متلازمة/عقدة الناجي


د. رولا عواد بزادوغ

بزادوغ تكتب: ‎متلازمة/عقدة الناجي

مدار الساعة ـ
متلازمة معقدة للغاية، قد يختبرها الشخص
‎لشعوره بالذنب لأنه مازال على قيد الحياة فيما توفي الآخرون، أو لاعتقاده أنه لم يبذل الجهد الكافي لإنقاذ أحدهم، أو لأن شخصًا ما فقد حياته لمساعدته.
‎وتعتبر هذه المتلازمة عرضاً مهمًا لـ «اضطراب ما بعد الصدم-
PTSD»، إذ يتلازم الشعور بالذنب مع موقف كارثي مهدد للحياة، ينجو منه الشخص فيما يفقد آخرون حيواتهم. وقد تظهر متلازمة/عقدة الناجي "الذنب" وحدها دون أن يكون الشخص مصابًا باضطراب ما بعد الصدمة.
وتبرز بعد حدوث كوارث كبيرة و/اوالحروب؛ ((كمايحدث الان في فلسطين المحتلة)).
حيث يمكن أن يعاني البعض من شعورٍ بالذنب كونهم نجوا من حدثٍ لم ينج منه الآخرون، لاعتقادهم أنهم لم يبذلوا الجهد الكافي لإنقاذ أحدهم، أو لأن شخصًا ما فقد حياته لمساعدتهم وهو ما يسبب لهم مشاكل نفسية.
نجد العرض المشترك والأكثر وضوحًا هو الشعور بالذنب. وهناك عدد من الأعراض الأخرى التي تختلف في حدتها باختلاف حالة كل مريض. مثل:
* شعور بالضعف وقلة الحيلة.
* استرجاع ذكريات الموقف الكارثي.
* شعور بالغضب والانفعال.
* شعور بالخوف والحيرة.
* تقلبات مزاجية ونوبات غضب.
* فقدان الحماس.
* أفكار انتحارية.

هذه هي الأعراض النفسية التي تتطابق تقريبًا مع أعراض اضطراب ما بعد الصدمة. وهناك عدد من الأعراض الجسدية منها:
* اضطرابات الشهية.
* اضطرابات النوم.
* صداع.
* غثيان وآلام في المعدة.
* تسارع ضربات القلب.
اين تقع الخطورة ؟!
ان كان يعاني او قد عانى سابقاً من؛
* تعرض الشخص لصدمات الطفولة مثل: الاعتداء أو التحرش.
* وجود أمراض نفسية أخرى مثل: القلق أو الاكتئاب.
* غياب الدعم النفسي من العائلة أو الأصدقاء.
* تعاطي المخدرات أو الكحوليات.
أثبتت الدراسات وجود بعض العوامل الأخرى التي قد تزيد من صعوبة الموقف على الناجي. أهمها: الندم.يتقاطع الشعور بالذنب مع الندم في أغلب الأحيان، إذ ينظر الشخص إلى الوراء متسائلًا عما كان يمكن تقديمه لإنقاذ حياة هذا أو مساعدة ذاك.

يقع الشخص فريسة لهذا الشعور متأثرًا بما يعرف بتحيز «الإدراك المتأخر-Hindsight Bias» إذ ينظر الشخص إلى الحدث الصادم معتقدًا أنه كان واضحًا للغاية، وكان ينبغي عليه توقع حدوثه. فيما يخبرنا الواقع بالطبع أنه بعض الأمور تحدث فقط، ولا يمكننا التحكم بها لأنها خارج نطاق إرادتنا.
كيف يكون التعامل معها؟
يتطلب وجود عقدة الناجي، وحدها أو مرتبطة باضطراب ما بعد الصدمة، تدخلًا عاجلًا. لا لتقليل الشعور بالذنب وتحسين جودة الحياة فقط، ولكن لارتباط هذه العقدة بأعراض خطيرة قد تودي بحياة الشخص.

أثبتت الدراسات أن العلاج النفسي، خاصة العلاج السلوكي المعرفي، فعال للغاية في عكس الآثار السلبية للصدمة وعقدة الناجي
فكيف تنجو من متلازمة الناجي؟
1- اسأل نفسك من هو المسؤول فعلًا؟
احزن على الفقد لكن لا تحمِّل نفسك المسؤولية.
2- المرور بمشاعر قوية ليس سيئًا، ذكِّر نفسك بأن الحزن والفقد يمكن التعامل معهما، واسمح لقلبك ان يحزن فربما كان الشعور بالذنب هو حالة للهروب من الاكتئاب، تقبَّل ما حدث فحسب.
3- ذكر نفسك بتأثير نجاتك على من يحبونك واغفر لنفسك.
4- إذا كان من بدٍ فاجعل الذنب يحركك، لكي تنقذ شخصًا آخر ولكن بمنطق وسلوك رفيع وليس وضيع !
5- لا تترك نفسك فريسة للعزلة، وتواصل مع الآخرين.
6- شتت تفكيرك الذي انصب على الحادث، بأي ممارسات حياتية، من قراءة، أو يوجا، أو استماع لموسيقى.
7- الجأ لمتخصص في العلاج النفسي.
8- في الحياة لا يربح الجميع، أو يخسرون بالتساوي؛ فيأتي الذنب من فكرة أنك كنت محظوظًا بما يكفي لتنجو من المذبحة، في حين حُرم الآخرون، لكن الحظ في الحياة عشوائي تمامًا، وأنت غير مسؤول عن ذلك.
مدار الساعة ـ