لنعترف بان الكيان الاسرائيلي سيسعى وبكل ما لديه من وسائل وادوات للانقضاض والهجوم علينا في الاردن وبأساليب تؤثر على معنوياتنا ونفسياتنا وهزيمتنا داخليا، بهدف اشغالنا عن تنفيذ مخططاته التهجيرية وجرائم الحرب التي يرتكبها ضد اهلنا في قطاع غزة، مستخدمين في حربهم الشائعات والفتن والتحريض والفوضى وزرع التشكيك فيما بيننا، فكيف لنا ان نتجنب فتنتهم وخبثهم وما هو سلاحنا ضدهم؟.
«سلاح الاردنيين الفتاك» المتمثل بالوعي والادراك والحرص على المصلحة الوطنية دائما ما يكسب الرهان بكافة المعارك والتحديات التي خضناها طيلة السنوات الماضية، ولهذا وبالاضافة لتعبيرنا عن غضبنا وما نبذله من جهود دبلوماسية كبيرة لوقف العدوان وافشال مخططهم التهجيري فأن على الاردنيين جميعا التسلح بالوعي والادراك واليقين وأن الكيان الصهيوني لن يهنأ له بال الا بعد نزع استقرارنا السياسي والاقتصادي ليتسنى له تنفيذ مخططاته التهجيرية التي دائما ما نحبطها وبدليل صفقة القرن.
الأردنيون يعلمون ان الكيان الصهيوني يتربص بهم حاليا ويسعى لنزع استقرارهم وثقتهم ومعنوياتهم بهجمات الكترونية شرسة تتعمد التشكيك في الموقف الاردني واثارة الفتن والفوضي من خلال صفحات وهمية يدعي اصحابها انهم اكثر الناس حرصا على فلسطين بينما هم في الحقيقة صهاينة متعربنين، فمثلا لربما ستخرج علينا صفحة تدعي ان قوات الدرك تضرب المتظاهرين وتتعامل معهم بشكل ليس انسانيا، او صفحة تقول ان القوات الاردنية تحمي سفارات العدو بهدف خلق حالة اشتباك بينها وبين المتظاهرين.
وكما ان تلك الصفحات ستدعو لمليونيات عند الحدود وبلغة تخوين لمن لايذهب للحدود، فيلبي الشباب وكل متعاطف ومتحمس لنصرة اهلنا بغزة فيمنعهم الامن حرصا عليهم من الاحتلال وحينها يحدث اشتباك ما بينهم وبين الاجهزة الامنية ليتم سبها واتهامها بحماية العدو، وكما ان الاردن مطالب بحكم الاعراف الدولية بتأمين البعثات الدبلوماسية ومقارها في المملكة وبالتأكيد انها ستمنع اقتحامها بالقوة ومن هنا يجب أن نتساءل جميعا لماذا تصر بعض الصفحات المشبوهة على الدعوة لاقتحام السفارات بالاردن؟ الاجابة ستكون حتما بهدف خلق مواجهة ما بين المتظاهرين و قوات الامن.
خلاصة القول، ان استقرارنا ووحدتنا وثقتنا في بعضنا البعض وتلاحمنا ووقوفنا خلف القيادة الهاشمية هي اسلحتنا بالتصدي لمخططات هذا الكيان الذي لن يفوت فرصة الا واستغلها بهدف بعثرة الجهود الدبلوماسية والشعبية الضاغطة لوقف العدوان وابطال مخططاتهم، ولهذا وجب علينا ان ندرك ان بعضا من الدعوات للوقف امام السفارات واقتحامها اوالتظاهر عند الحدود حتى وان كانت بريئة سيستغلها عدونا بطريقة لا تخدم مصلحة القضية الفلسطينة، حافظوا على اسلحتنا لمواجهة خبثهم.