لم أر عمان بهذا الحزن من قبل، حزن ودموع محبوسة ووجع بصدر كل أردني.
تحدثنا كثيرا عن العلاقة المختلفة مع فلسطين الذي لا يفهمها أحد سوى الشعبين، تماما كما نقل النعمان بن بشير عن الرسول -عليه السلام-
"مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل
الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى" فالمودة هي المحبة والرحمة في القلب وآثارها الحزن والألم.
منذ السابع من أكتوبر اجلس بمحاذاة التلفاز وبيدي الهاتف كحال كل العرب، أتابع مخرجات الساعة لأهلنا في غزة أتنقل بين أروقة الألم ومجازر الاطفالغ وذويهم تارة نذرف الدموع وتارة نلعن المحتل ونبحث عن أي شخص يعطينا نشوة الفخر وفي داخلنا خذلان كبير يفوق تحمل القلب الصغير الذي نحمله
بداخلنا.
اكتشفت أن أسوء أنواع الألم لا يأتي من أعدائك مهما كان بطشه، ولكن من بني جلدتنا الذي خذلونا، كمْ يكفينا من القتال النفسي لنرتقي بالنصر الداخلي كأهل غزة رغم خسارة الأرواح والبيت إلا من والعدو المتربص بكل مكان، فكل خائن أختلق لنفسه ألف عذر لأن حجته ضعيفة فصاحب الحق أرعن لا يهاب ولا يبرر، أرجوكم اصمتوا لنعذر ضعف همتكم وإيمانكم.
إن الضعف ليس خطيئة وإنما الخطيئة أن يكون المرء قادرا فيهين الآخرين بقوته المدفونة بشعارات كاذب، يحاول أن يقنع العالم بضعف مقدراته، سردية غريبة أهم عناصرها الزمان والمكان. تماما كالقوة بين البحر والبطل، البطل تحدى ليبهر العالم أن أكذوبة القوة هي كذبة نسجها خيال فاقد البصيرة متلون ومؤيد للبحر الهائج الذي يحتاج بحوته الكبير مقدرات ذاتك قبل المكان.
عندما تحدثنا عن هول النكبة في ٤٨ وأسبابها باتت مقنعة لضعف كل الأدوات وعندما ذهبنا لأوسلو ومدريد الجهل لدينا والتطور لديهم كان أحد أسباب الهزيمة التي ندفع ثمنها إلى يومنا هذا، أوسلو وبنودها المدروسة تماما كمحتاج للهدوء وما حوله ضجيج المدن، كما الآن من وجع الأطفال وحصرت الأهل سنقبل بوقف إطلاق النار ونعود إلى ما قبل المقاومة بآثار الحرب وهكذا، لا ندرك أن الحرية تحتاج لفكر حر يقنع نفسه بما يمتلك من قدرات وما أمامه بصحن مليىء بالخيرات وعينه على قطعة حلوة تعطي سلاما مؤقتا.
أقولها لكم
بالصبر على المصائب والألم والخسائر تفتح أبواب السعادة، وبالشكر تدوم النعم ومنها نعمة الشهادة، وبذكر الله تطمئن القلوب، جعلنا الله وإياكم من الذاكرين الشاكرين الصابرين.