عندما يقوم جيش دولة يعد واحداً من أقوى الجيوش في العالم بمهاجمة مدنيين عزل لمجرد الانتقام فان هذه الدولة وهي إسرائيل قد فقدت عقلها وهذا هو ما تفعله في غزة الان.
ليس هذا فحسب فهي لم يسبق لها ان اكترثت بمواقف القوى الدولية التي يفترض ان تكون معها والا فهي ضدها وهي لا تحفل بما يسمى مجلس الامن ولا بقراراته وقد ضربت بعرض الحائط كل ما صدر عنه ضدها منذ قيامها.
إسرائيل اذا دولة مارقة، خارجة على القانون، بل ان القانون يحميها ولا احد يجرؤ على محاسبتها تستطيع أن تفعل ما تشاء دون أن يرف لها جفن بل انها تحظى برعاية وغطاء دوليين.
العدوان الإسرائيلي المخالف للقانون الدولي على غزة أطلق شرارة الاحتجاج حول العالم لكن هذه الاصوات القليلة يتم اسكاتها تحت عنوان مساندة الارهاب ومعاداة السامية.
اسرائيل اليوم تنفذ خطتها بيهودية الدولة على الارض لكن ماذا تعني يهوديـة الدولة؟.
هذا يعني ان الحديث عن حقوق الشعب الفلسطيني لن يعود مسموحا به وهذا يعني ان على هؤلاء العرب الموجودين في فلسطين بالصدفة لديهم ٢٢ دولة يقيمون فيها وان الحديث عن اللاجئين الفلسطينيين وهم يجب ان يتوقف لان هذه الدولة هي دولة اليهود، وهذه النغمة نستطيع ان نراها في التحول الواضح في خطاب القادة الغربيين وخصوصا الولايات المتحدة التي استبدلت صفة الاسرائليين باليهود.
اكثر من نصف سـكان فلسطين ليسوا يهوداً بل عرب، وتحويلهم الى جالية غريبة ليس مرغوبا بها بدءا منذ وقت طويل بالفصل العنصري فلماذا يتم الابقاء عليهم ولماذا لا يتم طردهم.
اليهودية هي دين وليست قومية وقد سعت الصهيونية العالمية لعقود طويلة الى تحويله الى قومية وقد نجحت.
السؤال الاهم هو الى اي مدى تتقاطع يهودية الدولة مع المواثيق الدولية ومع معاهدتي السلام مع مصر والاردن واتفاقيات التطبيع مع دول عربية اخرى؟.
لهذه الاسباب وغيرها يقف الاردن ودول عربية تعي هذه المخاطر بقوة ضد التهجير وما بقي هو اعلان إسرائيل دولة مارقة خارجة على القانون.