ها هو المحذور يقع، الذي طالما حذر وحذر منه جلالة الملك عبدالله الثاني، مجزرة إسرائيلية بشعة جدا تطال مستشفى مدنياً خارج نطاق الحرب والصراع العسكري والسياسي، يحوي مرضى ومصابين ومدنيين أبرياء جاءوا من أجل العلاج على اعتبار أنه آمن لهم ولحياتهم، يا لها من جريمة بشعة..
جلالة الملك يغضب غضبا شديدا، ويحق له هذا الغضب كيف لا وهو القادم للتو من زيارات مكوكية لعدة دول كبرى حذرهم من القادم الأسوأ تجاه المنطقة، وها هو يصدق في تحذيره ونبوءته، جلالته لم يذق طعم النوم خلال ما يزيد على 72 ساعة، وفور وصوله يعقد اجتماعا طارئا وعاجلا للقيادات الأردنية للتشاور والتباحث في ما يحدث في غزة والسيناريوهات المتوقعة، وطرق وسبل توصيل المساعدات الإنسانية إلى أهلنا في غزة، لكن السيف سبق العذل..
هذا الملك الفارس العربي الهاشمي يحمل هم الأمة العربية والإسلامية، ويأخذ الأمور بشكل جدي، لأنه يعلم ما سيعقبها من مخاسر بشرية، ومخاطر أمنية لا تبقي ولا تذر، فهل من عاقل حكيم يصغي لجلالته من زعماء العالم، ومن قادة عرب ومسلمون راشدون يساندون مسعى جلالته المشرف لإيقاف الحرب الدموية والنار الملتهبة ، نعم نقدر غضبة جلالة الملك، ويحق له أن يغضب، لأنه أبو الإنسانية والمشاعر ، والغيور والحريص على الدم العربي ، وعلينا نحن الأردنيين أن نغضب لغضبة جلالته ، يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم ، وللحديث بقية.