لا يخفى على احد ،ان الدور الامريكي في الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة، تجاوز حاجز الانحياز المطلق للاحتلال، والتحريض العلني غلى ابادة الغزيين وترحيل من يبقى منهم على قيد الحياة،وممارسة التظهير العرقي ضدهم وتهجيرهم الى سيناء المصرية،بعد محاولة الادارة الامريكية وحكومة الكيان قلب الحقائق والواقع ،وتحويل معركة عسكرية مسلحة مئة بالمئة ،بين المقاومة الفلسطينية وفرقة غزة المحتلة ،في مستوطنات الاحتلال المقامة على اراضي فلسطينية مغتصبة،الى عملية ضد مدنيين اسرائيليين واجانب،من اجل طمس هزيمة جيش الاحتلال في هذه المعركة ،والادعاء بأن الاسرى العسكريين من جيش الاحتلال ، رهائن ومختطفين مدنيين، لمسح عار الهزيمة التي لحقت بالمحتلين.
الادارة الامريكية السياسية والعسكرية،تتواجد حاليا في اسرائيل،وتقوم بجولات مكوكية في العواصم العربية ،بايدن يصل غدا،وبلنكن موجود هنا منذ عدة ايام،ووزير الدفاع الامريكي ايضا موجود،وهو في حالة اجتماع دائم مع حكومة الطواريء العسكرية الاسرائيلية،الى جانب الاساطيل العسكرية وحاملات الطائرات والمدمرات والسفن والفرقاطات، وآلاف الجنود الامريكيين الذين التحقوا بالجبهة مع جيش الاحتلال على حدود قطاع غزة، للمشاركة في اي هجوم بري قد يحصل ،كل ذلك لتحقيق هدفين اساسيين،الاول تأكيد التحالف العسكري والسياسي الاستراتيجي مع الاحتلال ،ورفع معنويات حكومة وجيش وقطعان الاحتلال،وبث رسائل لدول وقوى المنطقة الاقليمية والعربية،بأن اي تدخل من قبل اي جهة الى جانب المقاومة الفلسطينية وتحديدا قطاع غزة ،فان امريكا ستواجهه بالنيران والقتال المباشر،والهدف الثاني، محاولة اقناع القادة العرب بالموافقة على ترحيل وتهجير ابناء قطاع غزة الى عدة دول عربية ،مصر والاردن والسعودية والامارات وقطر،وهذه المهمة الرئيسية لبايدن الذي يبدأ غدا جولته في المنطقة من فلسطين المحتلة عام 48.
سوف يحاول بايدن تحقيق ما عجز عنه بلنكن، في اقناع القادة العرب والضغط عليهم بالقوة ،لاستيعاب اهالي قطاع غزة بعد تهجيرهم من ارض وطنهم ،وتفريغ القطاع للكيان المحتل تمهيدا لضمه ،وتوطين الغزيين في سيناء المصرية ،وتوزيع عدد منهم على دول عربية اخرى ،هي الاردن والسعودية وقطر والامارات .
لا يوجد ادنى شك بأن الادارة الامريكية هي التي تقود الحرب على غزة سياسيا وعسكريا،وهي التي توفر للاحتلال كافة وسائل الابادة الجماعية لاستخدامها ضد اطفال ونساء وشيوخ قطاع غزة،وتسطيح الاحياء السكنية بعد تسويتها بالارض،وامداد الاحتلال بأحدث الاسلحة واكثرهها فتكا وتدميرا،من قنابل وصواريخ وطائرات ودبابات وسفن حربية ،وجنود مشاة،وغير ذلك من متطلبات حرب الابادة الجماعية التي تشترك بها امريكا جنبا الى جنب مع جيش الاحتلال في الحرب على المدنيين العزل الابرياء في قطاع غزة،ومن ثم توفير الحماية السياسية والقانونية لجرائم الاحتلال.
اي عالم هذا الذي يدير ظهره ويغمض عينيه ويبلع لسانه ،ازاء ما يحدث من ابادة جماعية ضد مليونين ونصف المليون فلسطيني في قطاع غزة،من قبل امريكا واسرائيل،حتى وصل سلوكهم الاجرامي الى حد الطلب بتفريغ المستشفيات من المرضى والمصابين لقصفها وتدميرها وتعطيلها عن العمل ،وقتل وانتحار الذين يتلقون العلاج فيها،اين انسانية وضمير العالم ، امام كل هذا وقطع الماء والكهرباء والدواء والغذاء عن المدنيين العزل ،اي عالم هذا الذي نعيش فيه ،كيف وصل الى المستوى من الجبن واللامبالاة وعدم الاحساس بالاخر،والوقوف الى جانب الباطل والظلم والمجرم ومعاداة الحق والضحية .
كلما يسيل دم المحتلين الغاصبين للاراضي الفلسطينية منذ سبعة عقود ونصف ،تطير الادارة الامريكية بسياسييها وعسكرييها وجيشها ومعداته ومستلزماته الحربية الى المنطقة،لنجدة الاحتلال الغاصب،بينما لا تعير اي اهتمام لضحايا هذا الاحتلال المجرم .
مطلوب من القادة العرب ان يسمع بايدن نفس الاجابات والمواقف التي سمعها بلنكن ،وان لا يحدث اي تراجع او تنازل عربي بخصوص الموقف الرافض لتهجير الفلسطينيين والمتمسك بالحقوق الفلسطينية والمندد بالعدوان العسكري الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني.