مجموعة من الشبان المؤمنين بعدالة قضيتهم، قاموا بتحديد ساعة الصفر لإعطاء جرعة من الأمل للأمة وشعبها الغافل منذ عقود بأن القضية الفلسطينية لم ولن تموت، وما حققته من نتائج إيجابية للمقاومة يُسجل للأشقاء الفلسطينيين إذ هو في الحقيقة صناعة فلسطينية بامتياز.
إن هذه العملية لم تكن إلا ردة فعل متوقعة؛ بحسب القاعدة الفيزيائية التي تقول: لكل فعل رد فعل، هو أمر متوقع نتيجة السياسات الإسرائيلية المستفزة وحكومة الكيان اليمينية المتطرفة وما تحمله من أجندات تعمل على تنفيذها، وتنفيذ سياساتها ومخططاتها التوسعية المتعلقة ببناء المستوطنات التي تعدّ الخنجر في صدر حل الدولتين، عدا عن انتهاكاتها اليومية للمقدسات الإسلامية والمسيحية غير آبهة لا بقرارات الشرعية الدولية ولا بالقانون الدولي، فضلاً عن محاولاتها بتقارب علاقاتها بدول الجوار التي تعتقد من خلالها أنها تعمل على إنهاء القضية الفلسطينية، ولا ننسى سياستها الداخلية المتمثلة بالسيطرة على القضاء وتبنيها للتشريعات المتعلقة به بغرض إصلاحه حسبما تزعم.
إن انتهاك إسرائيل لحقوق الفلسطينيين والاعتداء عليهم إلى جانب الاستفزاز اليومي من تدنيس المسجد الأقصى كلها عوامل ساعدت على تفجير الأوضاع، وقيام حركة حماس من خلال جناحها العسكري بمعركة طوفان الأقصى، العملية التي عرّت العالم وبينت حقيقة المواقف للدول التي تسمى راعية للسلام، كما لم تمضِ سويعات قليلة حتى تحرك العالم للدفاع ودعم إسرائيل بتبني المواقف الداعمة ومثال ذلك ما قدمته الولايات المتحدة لابنها العاق سواءً بإدارتيْها الجمهورية أو الديمقراطية.
لا شك بأن عملية طوفان الأقصى ستغير من المعادلة الداخلية للصراع، مهما كانت ردة الفعل الإسرائيلية، كما ستبقى وصمة عار في جبين حكومتها، مع إثبات فشلها في إدارة ملفها الأمني والاستخباراتي والعسكري والسياسي بكل تأكيد.
الصراع اليوم هو صراع عسكري وليس سياسياً، وما بعد ردة الفعل العسكرية الإسرائيلية وخاصة على المدنيين حتى وإن كان هناك ضغط دولي ،والذي يجب أن يكون محترم لإنهاء العمليات العسكرية من الجانبين، فإن حماس وإسرائيل قد تنتقلا إلى التهدئة، خاصة وأن المعركة يمكن أن تكون سبباً لإنعاش وإعادة إحياء مفاوضات السلام والجلوس على طاولة الحوار مجدداً لإنهاء الصراع الممتد منذ عقود.
ولنتأكد بأن استمرار إسرائيل بنهجها هذا سياسياً وعسكرياً لن يعود على الإقليم والمنطقة إلا بنتائج سيئة سوف تؤثر على دول الجوار بما لا تُحمد عقباه، وهو ما يفرض على تلك الدول أن تتخذ كافة الحيطة والحذر، كي لا يكون الحل الإسرائيلي على حسابها.