لعل من الفوائد التي تحملها الأزمات وحالات الطوارئ،ومنها المعارك و المواجهات العسكرية كمعركة طوفان الأقصى المباركة، التي وضعت مدماكا اساسيا من مداميك النصر النهائي لامتنا، والتي انارت أكثير من المعالم على طريق النصر النهائي،اقول ان من فوائد حالات الطوارئ انها تكشف عيوب المجتمع وعلله، وهكذا فعلت معركة طوفان الأقصى، عندما كشفت تخذلنا وخورنا وتركنا لأهلنا في غزة وحيدين في مواجهة الة القتل الاسرائيلي الأمريكي، وانصرفنا نتلاوم فيما بيننا، ونلعن الأمة المتخاذلة، وقد نسينا جميعا ان الأمة هي مجموع أفرادها وجماعاتها، وأن فعل الأمة هو مجموع افعال أفرادها وجماعاتها، وبالتالي فإن على كل واحد منا ان يسأل نفسه اين انا مما يجري؟ ، وماذا قدمت للمعركة و للمجاهدين؟ قبل أن يلوم غيره، لأن كل واحد سيسأل أمام الله عن نفسه ويحاسب عن تخاذله، وماذا قدم لتجهيز المقاتلين، و دعمهم ومساندتهم، وماذا فعل لتغير واقع مجتمعه نحو الأفضل ونحو القدرة على مواجهة العدوان وردعه، هل تبرعنا بالمال لشراء الدواء والغذاء وغيرهما للصامدين في غزة؟، هل قاطعنا وسائل الإعلام التي تبث من بعض بلاد العرب والتي تساوي بين الضحية من أبناء فلسطين وبين الجلاد الصهيوني، بل ان بعضها لايخفي انحيازه للجزار الصهيوني، هل استنكرنا غياب التعبئه عن الخطاب الإعلام العربي، لتقوية عزيمة اهل غزة، واستنهاض همم سائر أبناء الأمة من أجل معركة الأمة كرامتها، وقد صار هذا أمرا متاحا لكل فرد منا، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فهل سأل كل واحد منا نفسه اين انا مما يجري؟ وماذا قدمت قبل أن يسال عن غيره ويلعن الأمة اي يلعن نفسه.