أخبار الأردن اقتصاديات خليجيات دوليات مغاربيات برلمانيات وفيات جامعات وظائف للأردنيين رياضة أحزاب مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية جاهات واعراس الموقف شهادة مناسبات مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

لماذا نشعر بالصدمة؟


عصام قضماني
qadmaniisam@yahoo.com

لماذا نشعر بالصدمة؟

عصام قضماني
عصام قضماني
qadmaniisam@yahoo.com
مدار الساعة (الرأي الأردنية) ـ
لماذا نشعر بالصدمة لما يرد من تصريحات صادرة عن قادة الاحتلال تكشف عن خطة اخلاء سكان غزة البالغ عددهم نحو مليوني مواطن فلسطيني الى سيناء على الاراضي المصرية، فهذه الخطة قديمة وما يجري هو تنفيذها الان.
ماذا بعد غزة، سيتفرغ الاحتلال إن نجح لتنفيذ السيناريو ذاته في الضفة الغربية والقدس وبعد ذلك سيبدأ بتطبيق شعار يهودية الدولة بتهجير الفلسطينيين من اراضي فلسطين المحتلة عام ٤٨.
هذا المخطط لا تخفيه اسرائيل وما كانت تحتاج اليه هو دعم غير مسبوق من المجتمع الدولي وخصوصا الولايات المتحدة الاميركية واوروبا وقد حصلت عليه بفضل الروايات المفبركة عن هولوكوست جديد تعرض له اليهود.
لاول مرة يتحدث الغرب صراحة عن الاعتداء على اليهود وليس الاسرائيليين ما يعني ان الصراع بات دينيا وليس سياسيا وما يعني ايضا هو شيك مفتوح لتصفية الاخر وطرده.
لم تعد اميركا تتحدث حل الدولتين وقد اختفى ذلك من تصريحات القادة الغربيين وبعض القيادات العربية.
لم يعد حل الدولتين، قائما والحل الذي تقبل وتنفذه اسرائيل هو فلسطين خالية تماما من الفلسطينيين وهو الحل الذي هي قادرة على التعايش معه فقط فلا يوجد ما يتم الاتفاق عليه بين الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني فلا يوجد الا طرف واحد وهو الاسرائيلي.
ليس من الضروري أن نصاب بالصدمة لهذا كله ولا من موقف أميركا ولا من مواقف حكومات دول الغرب ذلك أن حل الدولتين قوض على الارض منذ وقت طويل ثم انه كان معززاً بقرارات دولية واجماع قادة العالم، ومع ذلك فلم يتحقق حل الدولتين ولا أي حل آخر.
الجديد القديم في الموضوع هو تطبيق خطة ترحيل سكان غزة قولا وفعلا والحل هو حل الدولة الواحدة اليهودية التي تقيم علاقات اقتصادية دافئة مع محيطها العربي وتذهب كل أرض فلسطين التاريخية وحدود ال 1967 ادراج الرياح.
ستعمل اسرائيل على ان لا يشكل الفلسطينيون ما يقارب نصف عدد السكان، وبالتالي قد يصبحون أغلبية عددية في دولة ديمقراطية خلال سنوات معدودة،.
ان هذه الديمغرافيا بالنسبة لاسرائيل مرعبة وتقوض حل الدولة اليهودية الخالصة.
حل الدولة الواحدة من وجهة نظر إسرائيل يتحقق بطرد الشعب الفلسطيني أو أغلبيته من غزة والضفة وفلسطين المحتلة عام ٤٨، فالمطلوب ضم الأرض وليس الشعب. ما يحب معه بدء النكبة والنكسة الثالثة بدون (الترانسفير) وقد كان قطاع غزة الكثيف السكان مستبعدا لكنه لم يعد كذلك.
ما كنا نفهمه خطأ من أن أميركا والعالم مستعدون لان يفرضوا على إسرائيل حلاً، لكن الامر متروك لخيارها وقرارها ولها حق الفيتو على أي حل وهذا ليس صحيحا لان اسرائيل اليوم تكشف بوقاحة عن الحل الوحيد على الطاولة باتفاق مع القوى الدولية التي ارسلت جيوشها الى المنطقة.
خيار إسرائيل هو ترحيل سكان غزة الى مصر لتتفرغ بعد ذلك الى ترحيل سكان الضفة الى الاردن، لأن بقاء الوضع الراهن بالنسبة لها الزمن يعني زيادة عدد سكان الضفة كما يوحي معدل النمو السكاني المرتفع، الذي لم يستطع التهجير ولا البطاقات الخضراء والصفراء والجوازات الدائمة والمؤقتة وتسهيلات الهجرة إلى أميركا، جعل الحياة في الضفة لا تطاق من تخفيضه.
استمرار الوضع الراهن لم يعد هو الخيار الإسرائيلي، لان إحداث تغييرات على الأرض قد نضجت وما بقي هو رحيل السكان ما يجعل قيام اي شكل من أشكال الدولة الفلسطينية غير وارد، وبنسى العالم هذا الحل الى الابد.
كان الباب مواربا امام اي حل يفضي الى اقامة دولة فلسطينية لكنه اليوم مغلق على أي حل يلبي بعض حقوق الشعب الفلسطيني، وما نراه اليوم هو نتيجة لذلك.
مدار الساعة (الرأي الأردنية) ـ