أخبار الأردن اقتصاديات مغاربيات خليجيات دوليات برلمانيات وفيات جامعات أحزاب وظائف للأردنيين رياضة مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية جاهات واعراس الموقف شهادة مناسبات مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

لماذا 'يكرهنا'.. هذا الغرب الاستعماري؟


محمد خروب
kharroub@jpf.com.jo

لماذا 'يكرهنا'.. هذا الغرب الاستعماري؟

محمد خروب
محمد خروب
kharroub@jpf.com.jo
مدار الساعة (الرأي الأردنية) ـ
تذكرون السؤال الذي طرحه في براءة مُفتعلة, الرئيس الأميركي الأسبق الأقل معرفة وثقافة جورج بوش الابن، بعد أحداث الحادي عشر من أيلول 2001 عندما قال: «لماذا يكرهوننا؟» في وقت كانت فيه القيادتان العسكريتان الأميركية والبريطانية, تُحضران لغزو أفغانستان (والعراق وسوريا لاحقاً), متجاهلاً ما أفضت إليه السياسات الأميركية التي كرست فيها واشنطن عن سابق قصد وتصميم أسلوب التعامل الفوقي وازدراء حقوق الشعوب والتلويح الدائم باستخدام القوة، سعياً للهيمنة ودائماً انتصاراً للعدو الصهيوني وتبريراً لجرائمه وارتكاباته ضد الشعب ا?فلسطيني, ودول الجوار العربي لفلسطين التاريخية, على نحو باتت تشكل فيه إسرائيل حاملة طائرات «أرضية» والولاية رقم/51 للولايات المتحدة. ناهيك عن غزوات واشنطن وحروبها التي لم تتوقف ضد معظم الدول العربية، تارة بتلفيق تهم دعم «الإرهاب» وتعريض الأمن القومي الأميركي للخطر، وتارة أخرى لأنها تُعارض السياسات الأميركية أو ترفض الانخراط في مشروعاتها الاستعمارية في المنطقة. هادفة في معظمها فرض التبعية الاستعمارية على المنطقة العربية. على النحو الذي دأبت فيه الإدارات الأميركية المتعاقبة على تكراره باستمرار بقولها إن «واشن?ن ملتزمة بجعل إسرائيل قادرة على هزيمة كل الجيوش العربية مجتمعة. ما وفّر للدولة العنصرية الاستيطانية ترسانة عسكرية مهولة, واصلت وما تزال تواصل استخدامها في حروب وغزوات لتدمير الحاضرات العربية, وخصوصاً في استيطان الأراضي الفلسطينية المحتلة وتهجير سكانها. ودوماً في اعتبار فلسطين التاريخية أرضاً موعودة من «رب اليهود», لا مكان فيها ولا سيادة سوى لليهود الذين يتم استجلابهم من أربع رياح الأرض بدعم وتواطؤ أميركي.
الآن وهنا.. باتت الصورة أكثر وضوحاً, عندما لم يتردّد وزير الخارجية الأميركية/بلينكن, الذي جاء متضامناً مع الكيان الصهيوني الغاصب, بعد الإذلال والمهانة التي ألحقتهما به معركة طوفان الأقصى، في قوله: أنه لم يأت إلى إسرائيل كوزير أميركي بل كـ«يهودي». في عودة مُعلنة منه إلى جذوره وولائه لدينه (رغم انه وزير في دولة عظمى تدعى «العلمانية»). ولم نسمع أو نقرأ أي تعقيب أو انتقاد لأقواله، فيما لو تجرّأ أحد من المسلمين أو المسيحيين يشغل موقعاً رسمياً, عن قول شبيه لما قاله بلينكن لتمّت إقالته وتشويه سمعته واتهامه بالطائ?ية والعنصرية ومعاداة السامية.
وإذ بات معروفاً منذ وصول بايدن إلى البيت الأبيض, ومعرفة طاقمه المُقرب في الحكومة وفريقه اللصيق, أنه أكثر الرؤساء الأميركيين الذين ضمّت إدارته عدداً كبيراً من اليهود ليس فقط بلينكن وجاك سوليفان وعاموس هوكشتاين, الذي خدم في جيش العدو الصهيوني وحارب على الجهة اللبنانية, ثم أوفده بايدن «وسيطاً» لترسيم الحدود البحرية بين لبنان ودولة «اليهود).
وأسماء أخرى عديدة ومتنفذة، وهم يتعاطون مع إسرائيل كيهود أكثر ما يمثلون المصالح الاميركية، زد عليهم رهط المتصهينين مثل نائبة الرئيس كامالا هاريس ومعظم أعضاء الكونغرس بغرفتيه/ النواب والشيوخ، ناهيك عن إعتراف الرئيس بايدن نفسه, بانه «صهيوني رغم أنه ليس يهودياً». (لا تنسوا بالطبع زيلينسكي/الأوكراني الذي يستعد لزيارة الكيان اليهودي تضامناً ودعماً).
منذ أطلق بوش الابن سؤال «لماذا يكرهوننا»؟ واصلت الإدارات الاميركية المتعاقبة نظرتها الى المنطقة العربية, كـ«مشاريع أعداء» بهذه الدرجة أو تلك, وانخرطت معظمها في محاولات «دمج» إسرائيل في المنطقة, رغم أن إسرائيل نفسها أعلنت وتعلن عن نفسها أنها «دولة أوروبية في القِيم وأسلوب الحياة والثقافة»، لكن الدمج التطبيع/ يمنح تل أبيب أكثر من فرصة للهيمنة بانواعها المتعددة..اقتصادية تكنولوجية عسكرية استخبارية فضائية ونووية, وغيرها مما تزعم الدولة الاستعمارية أنها رائدة فيها وقادرة على الأخذ بـ«يد» العرب لإخراجهم من «تخلّ?هم»..
لكنها –الإدارات الأميركية- لم تستخلص دروس التاريخ وعبره, وهاي هي تعسكر المنطقة دفاعاً عن إسرائيل (التي تُدافع عن نفسها وشعبها), بإرسال حاملات الطائرات وأسراب من المقاتلات الحديثة لـ«تعزيز العمليات في الشرق الأوسط», وتُبدي استعداداً للتدخل في أي لحظة ضد أي محاولات من أطراف أخرى لتوسيع دائرة الحرب, داعمة خطة التطهير العرقي وجرائم الحرب التي تُقارفها حكومة الطوارئ ومجلسها الحربي الذي يشكله الثلاثي المجرم: نتنياهو, غانتس وايزنكوت..
إضافة إلى الطلب غير المسبوق والخطير لوزارة الخارجية الأميركية, من دبلوماسييها الذين يعملون في قضية الشرق الاوسط، «الامتناع» عن استخدام كلمات مثل «وقف التصعيد» أو «وقف العنف» علناً, وسط تصعيد إسرائيل حربها على غزة وفق ما نقلته صحيفة الأميركية.Huffpost..
**إستدراك:
«تيك توك» يُضيق الخناق على المحتوى الفلسطيني
انضمّت شبكة التواصل الاجتماعيّ «تيك توك»، إلى المنصّات المعادية للمحتوى الفلسطينيّ، وذلك بعد تحذير الاتّحاد الأوروبيّ للشركة، من السماح بنشر «محتوى غير قانونيّ» أو «معلومات كاذبة» بشأن الحرب التي يشنّها الاحتلال الإسرائيليّ على قطاع غزّة.
وكتب المفوّض الأوروبّيّ للشؤون الرقميّة/ تييري بريتون في رسالة إلى شو زي تشو/رئيس تيك توك... إنّ «منصّتكم يستخدمها بشكل مُكثّف أطفال ومراهقون. لديكم التزام خاصّ بحمايتهم من المحتوى العنيف (...), الّذي يبدو أنّه ينتشر على نطاق واسع على منصّتكم من دون أيّ تدابير أمنيّة خاصّة».
مدار الساعة (الرأي الأردنية) ـ