أخبار الأردن اقتصاديات مغاربيات خليجيات دوليات جامعات وفيات برلمانيات رياضة أحزاب وظائف للأردنيين مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية جاهات واعراس الموقف شهادة مناسبات مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

الملك


عبدالهادي راجي المجالي
abdelhadi18@yahoo.com

الملك

مدار الساعة (الرأي الأردنية) ـ
الزعيم العربي الأول الذي خرج وتحدث علنا بعد الأزمة هو الملك.
أجزم أن الكل كان ينتظر الخطاب, إسرائيل والحلفاء.. الأميركان وأوروبا, ربما توقعوا أن يلمح الأردن ولو بخجل من زاوية إدانة ما حدث من أهل غزة اتجاه المستوطنات, لكن الخطاب كان مغايراً تماماً.. الخطاب كان أكبر من موقف سياسي بكثير, وأقرب للتعبير عن هوية الدولة وضمير الشعب.
خاب الذين ظنوا أن الأردن سيتراجع ولو خطوة, سقطت أحلام الذين اعتقدوا أن الوصاية الهاشمية على القدس قد تصبح يوما ما موضوع بحث, وتعرت وجوه من اعتقدوا أن القضية أصبحت على مفترق طرق وأن القذائف التي تسقط على غزة هي مجرد توقيع إسرائيلي أميركي على طي الملف.
جملتان قاتلتان في الخطاب: (فلسطين بوصلتنا, وتاجها القدس الشريف.. والأردن سيبقى في خندق العروبة).. يا ترى من سيلحق بهذا الخطاب, ويعيد ذات الكلام.. سيكون في صف الشعوب حتماً, والتاريخ سينصفه... ومن يقدم غير هذا الموقف حتما سيحاسبه التاريخ.
أنا لا أريد أن أوغل في التحليل, لأن الخطاب أصلاً لا يحتاج لتحليل... لكني أريد أن أوغل ضراوة اللحظة وبسالة الموقف, وأريد أن أختم بفقرة بسيطة وهي: فليتعلم العرب.. ليتعلموا من بلد تحاك في الظلمات حوله ألف قصة، ليتعلموا من بلد يحمل على أرضه اللاجئين من كل الجنسيات.. ليتعلموا من بلد اقتصاده منهك, لكن عزيمته كبيرة.. ليتعلموا من بلد لو ساوم على موقفه ولو قليلاً ستضخ في خزائن بنكه المركزي عشرات المليارات, ليتعلموا من بلد ينجو من كل طوفان بفعل الموقف الصارم لا بفعل التواطؤ..
شكرا للملك, ونحن في خندق العروبة.. وليتعلم الذين رموا أوراقهم على باب السفارات وظنوا أن اللحن الأميركي هو لحن النجاة, ليتعلم من استشرقوا وجعلوا من قوانين الغرب ولغة الغرب وقيم الغرب دستورا وحاولوا إسقاط هذا الدستور علينا... ليتعلم جماعات المنظمات الممولة, وجماعات العبث بالقيم والعادات... ليتعلم كل من سلم ضميره للغرب, معاني الكبرياء وأصول العروبة..
يا ترى بعد هذا الخطاب, هل ستجرؤ العرب أن تقول ما قلت؟
شكراً للملك... شكراً للملك.. شكراً للملك.
مدار الساعة (الرأي الأردنية) ـ