العمليّة التي نفّذتها المقاومة الفلسطينيّة من غزّة باتّجاه الأراضي المحتلّة، والّتي أطلق عليها اسم "طوفان الأقصى"، فيها دروس كبيرة، وكثيرة، للعرب، والعالم؛
في الجانب العسكريّ، والاستخباريّ، فقد قدّم المحلّلون العسكريّون والسياسيّون، على الفضائيّات العربيّة، تحليلات تصبّ في عمق الحقيقة، من حيث، قوّة المباغتة الّتي نُفذت بها العمليّة والتخطيط المنظّم، الذي يحتاج إلى تدريب طويل، وهو ما يؤكّد، حقيقة، أنّ العمليّة تمّ الإعداد لها منذ فترة طويلة.كما أنّ العنوان الأبرز، الآن، هو الفشل الاستخباريّ والعسكريّ، الذي منيت به دولة الاحتلال، رغم ما لديها من وسائل متقدّمة، في الاتّصالات، والتجسّس، والمراقبة الاستخباريّة.لكن، باعتقادي، أنّ الدرس الأكبر الّذي يستفاد من هذه العمليّة المفصليّة، الّتي ستبقى درساً عسكريّاً كبيراً يدرس في كلّيّات الحرب والمعاهد العسكريّة، هو أنّ اتّفاقيّات التطبيع التي جرت مع الحكومات- وليس الشعوب- العربيّة، أو تلك التي في طريقها للتوقيع ستكون حبراً على ورق، ما لم تأخذ بالحسبان، الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينيّ؛ وأوّلها حقّه في إقامة دولته الوطنيّة المستقلّة، وحقّ العودة لملايين اللاجئين الّذين شرّدوا من ديارهم.العنوان الأبرز لهذه العمليّة يقول "نحن كفلسطينيّين باقون في وطننا، ولن يكتب لاتفاقياتكم النجاح دوننا".ستعلم، الحكومات، المطبّعة، أنّ اتّفاقيّاتهم يمكن تمزيقها بصاروخ واحد من صواريخ المقاومة الفلسطينيّة، وأنّه لا يمكن، بأيّ حال من الأحوال، تجاوز حقيقة أنّ الشعب الفلسطينيّ، وقواه الوطنيّة المقاومة، لن يقبلوا أقلّ من دولة ذات سيادة، ولن يقبلوا المساومة، بالحلول المجزوءة، أو المساومة على ظهورهم من قبل هذا أو ذاك.أمّا باقي الدروس، فسوف تتكشّف، قريباً، مع انقشاع غبار المعركة؛ فالشرق الأوسط بعد عمليّة "طوفان الأقصى"، لن يكون كما هو قبلها، إذ ثمّة تطوّرات، أغلبها إيجابيّة، ستكون لصالح فرض القضيّة الفلسطينيّة، مجدّداً، على ما عداها من قضايا أخرى. سننتظر ونرى.
رمضان الرواشدة يكتب: دروس المقاومة....!
مدار الساعة ـ