أخبار الأردن اقتصاديات مغاربيات خليجيات دوليات جامعات وفيات برلمانيات وظائف للأردنيين رياضة أحزاب مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية جاهات واعراس الموقف شهادة مناسبات مجتمع دين ثقافة اخبار خفيفة سياحة الأسرة طقس اليوم

هكذا انهارت عقيدة نتنياهو الأمنية التي استمرت 6 عقود.. في لحظات

مدار الساعة,أخبار عربية ودولية,الاتحاد الأوروبي,الضفة الغربية,بنيامين نتنياهو,حزب الله
مدار الساعة ـ
حجم الخط
مدار الساعة - لأكثر من عقد ونصف العقد، وعلى مدى ست فترات قياسية كرئيس لوزراء إسرائيل، تفاخر بنيامين نتنياهو بإنجاز أمني غير مسبوق وهو جعل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني تحت السيطرة. ولكن عندما اقتحم المئات من المسلحين الفلسطينيين السياج الحدودي الإسرائيلي الذي تبلغ تكلفته مليارات الدولارات وقفزوا فوقه واقتحموه بالجرافات والطائرات الشراعية وعلى الأقدام انهارت في لحظات عقيدة نتنياهو في غزة، التي تتعامل مع التشدد الفلسطيني كأزمة يمكن التحكم فيها.
وبعد ثلاثة أيام من الهجوم الأكثر دموية في التاريخ الإسرائيلي، ومع سقوط ما لا يقل عن ألف قتيل دخلت البلاد في أعتاب حرب طويلة ودموية في غزة حيث تم استدعاء أكثر من 300 ألف جندي احتياطي وفقا لصحيفة "واشنطن بوست".
وأصبحت قدرة الجيش الإسرائيلي، التي كانت تحظى بالاحترام كمصدر للاستقرار محل استفهام. ومن غير الواضح أيضًا ما هي نهاية اللعبة بالنسبة لنتنياهو، فمع تدمير استراتيجيته لاحتواء غزة، يدعو البعض إلى إعادة احتلال كامل للقطاع.
ويقول خبراء أمنيون إن الحرب جاءت نتيجة إخفاقات استخباراتية وعسكرية خطيرة، وكشفت وسائل إعلام في غزة أن مقاتلي حماس والجهاد الإسلامي كانوا يتدربون قبل أسابيع بالقرب من الحدود الإسرائيلية حيث يقومون بالتدرب على إطلاق الصواريخ واختطاف الجنود واقتحام المستوطنات، ومع ذلك، كان تقييم الجيش الإسرائيلي هو أن حماس لا ترغب في خوض صراع آخر، وهو ما كررته شخصيات إعلامية إسرائيلية موثوقة.
ويشير المحللون أيضًا إلى فشل القيادة السياسية، ويتهمون نتنياهو بسماحه بتآكل الاستعداد العسكري يقابله تصعيد المسلحين الفلسطينيين بسبب صراعاته الداخلية حيث أقر خطة مثيرة للجدل لإضعاف القضاء الإسرائيلي مما أدى إلى اندلاع احتجاجات غاضبة استمرت لأشهر وانضم إليها الآلاف من جنود الاحتياط العسكريين الإسرائيليين إلى المظاهرات المناهضة للحكومة.
وأصدر الجيش الإسرائيلي بيانات عامة نادرة في الأشهر الأخيرة، حذر فيها من تدهور الردع العسكري. وسخر نتنياهو وأعضاء متطرفون في حكومته من المسؤولين باعتبارهم جزءًا من حركة الاحتجاج، ومن المتظاهرين باعتبارهم "فوضويين"، مؤكدين أن الوضع الراهن مع الفلسطينيين سيستمر.
ويقول عيران عتصيون، نائب سابق لرئيس مجلس الأمن القومي السابق: "كانت طريقة العيش هي أن تعتني حماس بغزة، وتسمح لها إسرائيل بالازدهار، مقابل ثمن زهيد نسبياً تدفعه إسرائيل بين الحين والآخر، مع جولة من العنف تقتل فيها إسرائيل آلاف الفلسطينيين ويقتل الفلسطينيون عشرات الإسرائيليين. كان ذلك أفضل ما يمكن أن تأمله إسرائيل والآن تم انتهاك هذه المعادلة الاستراتيجية بالكامل".
أيضا، الرد الفوضوي والمتأخر من جانب إسرائيل على الهجوم المتعدد الجوانب كان صادماً للإسرائيليين، حيث تُرك المدنيون في الجنوب ليدافعوا عن أنفسهم ضد مسلحي حماس وقُتلت عائلات بأكملها. وتم أخذ الأطفال والمسنين إلى غزة كرهائن.
وبدأ الهجوم المفاجئ حوالي الساعة السادسة صباحًا، بوابل من إطلاق الصواريخ أعقبته هجمات عبر الحدود. ومع ذلك، لم يتم تعبئة الحافلات والقطارات لنقل الجنود جنوبًا إلا في وقت متأخر من بعد الظهر. واستغرق وصول القوات الأولى إلى البلدات التي اجتاحها المسلحون نحو 10 ساعات.
وكانت ميري ريجيف، وزيرة المواصلات الإسرائيلية وحليفة نتنياهو منذ فترة طويلة، في المكسيك.
وسرعان ما أصبح من الواضح أن حدود غزة كانت بها الحد الأدنى من الأفراد، واستغرق الأمر ساعات لإعادة توجيه الوحدات المتمركزة في الضفة الغربية والتي كانت منطقة التركيز الرئيسية للجيش هذا العام، حيث تصاعدت وتيرة النضال الفلسطيني في الأراضي المحتلة، وسط دعوات حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة إلى ضم الضفة، وفي المقابل بدت غزة مستقرة.
وتولت حماس، التي تصنفها إسرائيل والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على أنها جماعة إرهابية، السلطة في غزة في عام 2007 بعد انسحاب إسرائيل. ولسنوات، قامت المجموعة بحفر الأنفاق، وجمع الصواريخ، والتهديد باحتجاز الرهائن، كجزء من خطة لـتحرير فلسطين" وقد زادت تعاونها علناً مع حزب الله في لبنان، والتي كثفت استفزازاتها في الأشهر الأخيرة على طول الحدود الشمالية لإسرائيل.
وقد قلل نتنياهو من أهمية هذه التطورات، حيث ترأس اتفاق سلام اقتصادي غير رسمي مع حماس، وقام بتسهيل ضخ الأموال إلى القطاع والسماح لآلاف من سكان غزة الفقراء بالعمل في وظائف يومية في إسرائيل. وقال عتصيون إن هذا الترتيب ساعد في إضفاء الشرعية على سيادة حماس في غزة".
وبينما تحاول إسرائيل التعامل مع تداعيات الهجوم، لا يزال الكثيرون في الجنوب يشعرون بالعزلة والوحدة. ولا تزال الكثير من المعلومات الأكثر موثوقية حول الوضع هناك تأتي من شبكات المواطنين وليس من المسؤولين العسكريين، الذين أكدوا يوم الاثنين أنه تم "السيطرة" على البلدات في الجنوب على الرغم من القتال المستمر مع المسلحين.
مدار الساعة ـ