أخبار الأردن اقتصاديات دوليات مغاربيات خليجيات جامعات وفيات برلمانيات وظائف للأردنيين رياضة أحزاب أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مقالات مختارة مناسبات جاهات واعراس الموقف شهادة مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

انفاق غــزة: امبـراطـوريات الظـلام.. تجـر اسرائيل الى هزيمة عتمة الليل

مدار الساعة,مناسبات أردنية
مدار الساعة ـ
حجم الخط
مدار الساعة - كتب: أ.د. أحمد ملاعبة* - في الوقت الذي كانت اسرائيل تفكر في الحد من أو القضاء على هجمات المقاومة عن طريق بناء الجدار العازل فوق الارض وبارتفاع يبدو شاهقا نسبيا ... كان الغزاويون يفكرون بدهاء وذكاء -تفوق على جدار العزل الاسرائيلي وشبكة الاسلاك الشائكة المكهربة – لقد اختاروا وبمهنية وحرفية عالية تقنية حفر الانفاق تحت الارض وباعماق سحيقة تصل الى عشرات الامتار واطوال تتجاوز الكيلومترات.
– الانفاق الغزاوية -كانت قد غيرت اتجاة حفرها فبعد ان كانت متحهة جنوبا نحو رفح على الحدود المصرية بدأت المعاول والمطارق والازاميل وآلات الحفر الكهربائية أو الهوائية (الجك همر - جك دقاق -jackhammer) والالات الثقيلة -- بالحفر شرقا وشمالا باتجاة العمق الاسرائيلي لتصل الى حيث تريد المقاومة ولانهم على علم بما يحضر لهم الاسرائيلون من جحيم الالة العسكرية الجبارة - كانوا يعملون بسرعة خرافية اذ كانوا يتقدمون مسافة حفر تتراوح بين 4 الى 5 أمتار يوميا، وتم شق معظم الانفاق على عمق 15-25 متر تحت الأرض، ولكن تم اكتشاف إحداها على عمق 35 مترا – ويتطلب الحفر خبرة "هندسية جيولوجية" لتحديد نوع الصخور وصلابتها ومعالجة التخلعات والكسوروالفوالق وكذلك لحل المعضلات الميدانية تحت الارضية مثل حالات الحفر في الركام غير المتصلد او التربة رملية أو الطينيةحيث كان يتم دعم سقف النفق بألواح اسمنتيه مسلحة بالحديد التي يتم تصنيعها محليا.
بمرور الوقت بدأت مخارج ومداخل هذه الانفاق واقعا يربك الجيش الصهيوني واصبح الجنود الصهاينة في حالة تلبس خوفا من شبح ظهور مقاتل أو مجموعة مقاتلة غزاوية من تحت سرير نومهم أو من وسط تجمع جنودة ودباباتهم.
ان قدرة -المجموعات الغزاوية- على حفر العديد من الانفاق والتي لم يتم تحديد عددها بعد – رغم ان الصهاينة عملوا على استخدام كل الوسائل لتحديد مواقع وامتداد الانفاق مستخدمين التطور الهائل في تكنولوجيا استكشاف باطن الارض وخصوصا استخدام تقنية التقاط الصور من الجوية بالطائرات المزودة بتقنية اختراق الاض الرادارية (رادار قياس الأرض :Georadar أو GPR: Ground Penetrating Radar) وهذه التقانة لها القدرة على استكشاف باطن الارض ولاعماق تزيد عن ال 50 مترا وكذلك استخدام نظام المراقبة عبر الاقمار الصناعية وكذلك الصور الجوية والبحث الميداني الا ان عدد الانفاق بقي برسم التخمين فقدروا عددها بـ 30 نفق على الاقل الا أن المصادر استخبارتية أمريكية تؤكد على ان عددها يزيد عن 60 نفق. الأمر الذي جعل القيادة الصيهونية تعتقد انها قادرة على تدمير هذه الانفاق خلال عدة ايام بعد ان قامت باحضار الاليات الثقيلة المزودة بالمعدات الضخمة الصلبة والسائلة اللازمة لتدمير الانفاق – ورغم مرور ايام على عملية التدمير الا ان المقاومة الغزاوية لا زالت تتحرك بكل حرية وتدخل العمق الاسرائيلي من خلال هذه الانفاق – وتقوم بعمليات عسكرية نوعية مما جعل القادة الاسرائيليين يصرخون من مما سموه "فضحية الهزيمة". وبدوأ يعللون ان سبب اخفاقهم يعود الى ان الانفاق ربما تكون شبكه لها عدة مخارج وعدة مداخل وان طريقة تصميمها الهندسي ومواصفات الميكانيكية والفيريائية وثباتيتها علمت حاجزا ضد دمارها رغم القصف الشديد والتجريف العميق والاغراق بالمياه والاحماض الكيماوية القاتلة واستخدام اليات الرجاجات والاهتزازات الشديدة المدمرة -الا ان من المتوقع ان هناك انفاق جديدة لا زالت قيد الانشاء رغم الظروف الفاسية من مجموعات متخصصة.
صحيح ان مجلة "دير شبيغل" الالمانية -واسعة الانتشار - قد كتبت تقريرا مصورا عن احد الانفاق - حيث وثقت ان ارتفاع النفق حوالي 1.7 م وعرضة يتراوح من 70 سم الى 1 م في المتوسط - وانه مزود بالاضاءة وأكدت سهولة و حرية الحركة فيه. وقد سمحت السلطات الإسرائيلية للقناة الألمانية بتصوير النفق الواقع بالقرب من مستوطنة (كيبوتس) في جنوب إسرائيل، ويبلغ عمقه بين عشرين وثلاثين مترا وطوله حوالي ثلاثة كيلومترات. والنفق مزود بالكهرباء كما أن جوانبه مبطنة بالخرسانة.
وأخيرا، سيبقى سر "الانفاق الغزاوية" بمجملها لغزا محيرا لعشرات السنوات وربما اكثر ولكن يمكن القول أن المقاومة الغزاوية استطاعت ان تبهر العالم بفكرة – الانفاق – وعملت عبر هذه الانفاق على كسر الحصار وتأمين مخزون استراتيجي من الغذاء والدواء والماء وكذلك الاسلحة المتنوعة. وبذلك شكلت الانفاق "اسطورة تاريخية" في تاريخ الصراعات والحروب الدولية -بالرغم من قصر الفترة الزمنية و محدودية مساحة القطاع الغزاوي- واستطاعت أن تؤرخ قدرة و عظمة المقاومة على مواجهة أحد أقوى الجيوش في العالم وبتقنيات بسيطة حسب المقاييس والمعايير العسكرية والسياسية الدولية.
وأخيرا، فلقد عززت الانفاق الغزاوية من مكانة و قدرة المقاومة على تغيير موازين القاتل ونتائجة خلال ساعات اذ انه كلما اشتد القتال والقتل والقصف والدمار الصهيوني - برزت امبراطورية الانفاق الغزاوية لتعيد المعادلة الى تفوق ونصر للمقاومة.
*(خبير دولي في استكشاف الانفاق والكهوف - عضو الاتحاد العالمي لمستكشفي الانفاق/ هولندا)
  • Madar Al-Saa Images 0.5841472798341332
  • Madar Al-Saa Images 0.3468314288239889
  • Madar Al-Saa Images 0.8399831179014565
  • Madar Al-Saa Images 0.7506209983987921
  • Madar Al-Saa Images 0.7457876996093826
  • Madar Al-Saa Images 0.09253208779286348
  • Madar Al-Saa Images 0.9999578402616258
  • Madar Al-Saa Images 0.15339264973928812
  • Madar Al-Saa Images 0.2626580724106753
  • Madar Al-Saa Images 0.6715570462732294
  • Madar Al-Saa Images 0.5922664996616338
مدار الساعة ـ