في السابق كانت ترتقي في الأردن السياحة العلاجية لما كانت تتمتع به المستشفيات من حرفية وعمل جيد وكانت البلاد تتمتع بمناطق ذات هواء منعش نقي يصلح كمناخ جيد لمن يريد العلاج. فماذا حصل؟
عدة اسباب منها موضوعية اتحدث عنها عند التكلم عن اللجنة الصحية وعن اللجنه السياحية, ومنها بيئيه فلم تعد هناك مناطق كثيرة خالية من التلوث الصادر عن المصانع العشوائية التي تقام بدون سابق تخطيط منطقي وعن الحافلات والسيارات القديمة الملوثة والكل يعاني من مشاكلها.
كل العالم المتحضر حظر التدخين في كافة المرافق, بينما في الاردن المواطن غير المدخن يجد صعوبة بايجاد مطعم بدون أراجيل, وهي من احد المسببات الرئيسية للسرطانات المنتشرة في البلد. ولوحظ ظاهرة التجمعات في ساحات معينة اقيمت خصيصا لتدخين الاراجيل واصبحت الأرجيلة رمزاً قومياً يدعو للتفاخر بما يسبب من امراض وسرطانات مختلفة ويسلب طاقة واموال المواطن.
وبالرغم من اضرارها الصحية الكبيرة فقد انتشرت للأسف بين الشبان والشابات لاتباع الموضة والتي لا نجدها بين الدول المتقدمة في العالم و انما بين الدول الاقل تقدما والاكثر امراضا و كسولا. فالمدخن يتنفس القطران والنيكوتين واول اكسيد الكربون والرصاص والزرنيخ والجلسرين و النيكل والكوبالت والكروم وكلها مواد مسرطنة ضارة بالانسان و بالبيئة المحيطة به. و ان التدخين الجانبي او الثانوي يسبب نفس الامراض للمدخن ولذلك تدخل هنا مسألة الانانيه وعدم المسؤولية بالتسبب بضرر الاخرين من حوله بدون اي اهتمام او مراعاة.
ان السياحة عموما تحتاج الى بنية تحتية خاصة ومشغولة بعناية وخبرة وكذلك السياحة العلاجيه تحتاج علاوة على البنية التحتية, الى مناخ وبيئة ملائمة لتلقي العلاج وقضاء فترة النقاهة بعد ذلك. و مقومات الاردن تسمح بصورة كبيرة جدا ان تكون بيئته صالحة لهذه السياحة والتي تعود على قطاعات كثيرة بالفائدة. ولكن يجب انقاذها قبل فوات الوان.
التوزيع الخاطئ للمستشفيات وتركيزها مع العيادات الخارجية في اماكن محددة ادى الى اكتظاظ تلك الاماكن بالسيارات والناس بكثافة و خلق زحمه شوارع دائمه ادت الى تلوثات كثيرة في تلك الاماكن و اضرت بالبيئه المحيطة و بمن يرتاد تلك الاماكن مضطرا بسبب العلاج. و ارغمت الناس الى تنقلات بعيدة متعبة واستعمال لكثير من وسائل التنقل مما يترتب عليه استهلاك الوقود و التلوث الناتج عنه. ولو كان توزيع المستشفيات و المراكز الصحية مدروسا لوفر على المواطنين الكثير من العناء في التنقل و الكثير على البيئة من التلوث وتقل ايضا بذلك زحمة الشوارع بوسائل النقل. ولو تم عمل مواقف سيارات مجانية خارج مناطق تجمع المستشفيات ونقل الركاب و الزوار لتلك المستشفيات او التجمعات الطبية بباصات مجانية لساهمت بحل بعض مشاكل المرور و التلوث.
هناك هيئات تعمل على الحفاظ على بعض المناطق الطبيعية في الاردن على شكل محميات مثل ضانا وغيرها وهم مشكورون على ذلك ولكن لم ترقَ بعد الى مناطق سياحية يزدهر فيها الاستثمار السياحي الداخلي والخارجي لخلق فرص عمل مهمة.ولماذا لا نرقى ببيئة الاردن كلها لتكون على مستوى محمية عالية النظافة والترتيب في كافة مرافقه؟ وسنعود للتكلم عن ذلك. فلنتكلم قليلا عن المرافق مثل محطات الوقود الكبيرة بما تحتوي من محلات ومطاعم سريعة الخدمة ومخابز وغيرها, هذه المحطات والتي اصبحت اكثر من المطلوب يصرف عليها الملايين لبنائها ولا يصرف بضعة الاف من الدنانير لعمل مرافق صحية نظيفة كافية ملحقة بها, ان السائح والمواطن يرتاح لو عرف انه سوف يجد حمامات نظيفة و معتنى بها كمنزله يستطيع ان يجدها بسهولة و في كل مكان يتجه لزيارته. ان من واجب الجهة التي تصدر التراخيص لهذه المحطات ان تعطيهم رسم هندسي معد سابقا للمرافق الصحية بمواصفات عالية ليكون معتمد في كل المرافق. وممكن ان تمده وزارة السياحة او وزارة البيئة ويكون معداً من قبل المهندسين المختصين. حتى المولات الكبيرة فانه في الدول المتقدمة تجدها مخدومة من قبل كادر له زي جميل ونظيف يتابع الحفاظ على نظافة المكان وامداده بالمناشف واللوازم الاخرى, ومراعاة فصل مناطق الوضوء للصلاة عن الحمامات العموميه وعمل مرافق خاصة فقط بالوضوء ملحقه في المصلى.
والخلاصة يجب ان تطلب الهيئة المصدرة للتراخيص ان تكون المرافق 5 نجوم. وتضع مخالفات وتطلب التحديث للموجود حتى يتلاءم مع المطلوب.
وهل نذهب للدوائر الخدمية ومشاهدة مرافقها؟ والمستشفيات والمدارس و المطاعم وغيرهان هذا الموضوع جرح مفتوح في الاردن يجب معالجته جذريا.