لم يخامرني الشك للحظة في حتمية انتصار الحق في الصراع الدائر فوق تراب فلسطين، لأن مثل هذا الشك هو عدم يقين بالوعد الهي بحتمية هزيمة بني إسرائيل في فلسطين ، فكل من يتأمل القرآن الكريم سيجد تصورا كاملا لمراحل الصراع الدائر في فلسطين، ابتداء من هجرة اليهود من كل بقاع الأرض، وتجميعم في فلسطين، وهو ماذهب اليه مفسرون لقوله تعالى (وقلنا من بعده لبني اسرائيل اسكنوا الأرض فاذا جاء وعدالاخرة جئنا به لفيفا)، وقد تابع العالم كيف ان يهود تدافعوا ومازالوا إلى فلسطين من كل بقاع الأرض. مما يؤكد ماذهب اليه مفسرون لهذه الاية الكريمة، من اجتماعهم في فلسطين، وهذه هي الخطوة الأولى من التصور القرأني للصراع الدائر في فلسطين.
اما الخطوة الثانية من التصور القرأني للصراع، فيتمثل في قوله تعالى(لا يقاتلون جميعا الا في قرى محصنة اومن وراء جدر تحسبهم جميعا قلوبهم شتى ذلك بانهم قوم لايعقلون)، وهي كريمة تصور تصويرا دقيقا لواقع العدو الاسرائيلي،واول ذلك الجدار الحاجز الذي بناه الاحتلال الإسرائيلي على امتداد جزء من مايزعم انها حدوده مع الأراضي المحتلة في الضفة الغربية، فاذا أضفنا إلى ذلك كيف يحصن الصهاينة مستعمراتهم في فلسطين،، وتاملنا فيها، وكيف ان جنود الاحتلال لايقاتلون الا مختبئن خلف جدر واسلاك شائكة ومصفحات ودبابات، وكيف انهم يعيشون في صراع حاد فيما بينهم، تأكدنا من دقة الوصف القرأني ليهود، الذي يجب أن يفودنا إلى الإيمان بحتمية تحقيق الوعد الالهى بتحرير فلسطين، وتاجها القدس، وجوهرته الأقصى، لقوله تعالى ( فإذا جاء وعدالاخرة ليسوؤا وجوهكم ليدخلوا المسجد ها كما دخلوه اول مرة).
ان هذه الحقائق القرآنية تفرض علينا أن نأخذ بكل أسباب النصر، امتثالا لقوله تعالى (واعدوا لهم من قوة ورباط الخيل)ومابدا في غزة امس مجرد نموذج صغير لأهمية الاعداد للمعركة الفاصلة.