في ضوء التعديلات الدستورية الاخيرة التي شملت قانوني الاحزاب والانتخاب فان رؤية المشهد الحزبي قد تشكلت بصورة اوضح لدى كافة اطياف المجتمع بحيث باتت المشاركة الحزبية ضرورة لتحقيق برامج هادفة تعنى بكافة القطاعات التي تمس حياة المواطن كالصحة والتعليم والنقل والعمل وحرية التعبير المسؤول والعدالة والمساواة وغيرها من امور تتعلق بحياتنا ومستقبلنا.
وطالما تكونت هذه الثقافة الحزبية لدى الافراد فعلى كافة الاحزاب مسؤولية استثمار هذا الفكر الجمعي الايجابي تجاه الاحزاب بتقديم برامج واقعية قابلة للتطبيق تحاكي احتياجات المواطن الفعلية و تهدف للنهوض بالوطن.
وبقراءة لنسب المشاركة والانتساب للاحزاب نجد انها تتفاوت من منطقة لاخرى الامر الذي يستدعي بذل مزيد من الجهود من قبل الجهات المعنيه والاحزاب لنشر ثقافة الوعي الحزبي والوصول الى كافة فئات المجتمع خاصة في المناطق التي تشهد اقبالا اقل على المشاركة والانتساب للاحزاب.
ان توسيع قاعدة المشاركة الحزبية من خلال ادماج المراة والشباب وتمثيل كافة محافظات الوطن في كل حزب وفقا للتعديلات الدستورية الاخيرة يؤكد على حتمية العمل بروح الفريق وبتشاركية تضم كافة الاطياف العمرية والفكرية بعيدا عن العمل الفردي وتحقيق الرؤى بمعزل عن الجماعة.
كما ان الذكاء في صياغة العمل الحزبي يلقي واجبا كبيرا على عاتق الاحزاب لتطوير اساليب ورؤى ومنهجية عملها لتقديم حلول واضحة وطرح برامج وخطط مستقبلية قابلة للتطبيق بما يخدم مصلحة الوطن وخدمة المواطن.
واخير فان الجهد المبذول لانجاح هذه التجربة وتبني رسائلها ومضامينها يحتم على الجميع واجب المبادرة لاثبات جدارة الاستحقاق وجدية العمل وكلية الانجاز والعمل بروح الفريق والمواطنة والانتماء بعيدا عن التفرد والأنا فبلدنا الغالي يستحق منا العمل بعزيمة لا تلين وارادة لا تنثني وهامات مرفوعة نباهي بها الدنيا.