بداية يعتبر الاردن من دول العالم الرائدة والمتقدمة في مجال اعتماد برامج التطعيم الوطنية والتي تعتمد على اللقاحات الموءهلة وحسب تصنيف منظمة الصحة العالمية.
في عام ٢٠٠٧ تم اطلاق اول نموذج تجريبي لسوق اللقاحات العالمي( AMC التجريبي) من قبل بيل جيتس وزوجته متيلدا والبنك الدولي وبدعم من دول اوروبية وكندا وبريطانيا بقيمة مليار ونصف مليار دولار امريكي وبمشاركة من بعض صناع القرار ورجال الاعمال من مختلف دول العالم للقيام بحملات تطعيم عالمية لانقاذ حياة الاطفال والتي قد لا تدخل من ضمن البرامج الوطنية للتطعيم اضافة الى تعزيز برامج التنمية وتطوير صناعة اللقاحات من خلال شراء اللقاحات الموءهلة مسبقا من خلال منظمة اليونيسيف للطفولة ومنظمة الصحة العالمية من خلال موءسسة Gavi والتي اصبحت الذراع شبه الرئيسي لمنظمة الصحة العالمية ( علما ان عملية شراء وبيع المطاعيم والأدوية لا يدخل ضمن اختصاص اليونسيف أو منظمة الصحة العالمية بل يعملان على المساعدة في تامين احتياجات الدول ) ليس من مهام تلك المنظمات وبالرغم من تعارض ذلك مع متطلبات منظمة الصحة العالمية والتي لا تعتبر التاهيل المسبق بديلا عن عمل الجهات الرقابية الرسمية القطرية ولا تتحمل تلك المنظمات المسوولية عن ممارسات التصنيع الجيد في بلد المنشا او النقل والتخزين في بلد المستورد ولا تتحمل بل تعفيها ايضا من اي مسوولية قد تنشا لاحقا وتتحملها الحكومات والجهات الرسمية الرقابية القطرية..
وهنا تكمن اهمية التفريق بين البرامج الوطنية للتطعيم وحملات التطعيم الوطنية ، وفي كلتا الحالتين يجب ضمان سلامة ومأمونية المطعوم والفرق بين البرنامج الوطني للتطعيم والحملات الوطنية للتطعيم ان الاول يجب ان تكون المطاعيم المستعمله مؤهلة وحسب شروط وتعليمات منظمة الصحة العالمية لاعتماد البرنامج بينما الثاني يكتفي بالمطاعيم الموءهلة مسبقا دون ان تتحمل المنظمات الدولية الموردة إي مسؤولية بل تقع المسؤولية على عاتق الحكومات والجهات الرسمية ..
ولغاية تاهيل المطاعيم يجب التفتيش واعتماد خطوط الانتاج في الشركات الصانعة من قبل الجهات الرقابية الدوائية الرسمية اضافة الى تسجيل المطعوم واستيفاء كآفة إجراءات وفحوصات المأمونية والجودة وسلامة المنتج والفاعلية وقد تقوم نفس الشركات الصانعه للمطاعيم الموءهلة والمعتمدة بإنتاج تلك المطاعيم الموءهلة مسبقا وهنا تقع مسؤولية استكمال الإجراءات على الجهات المستوردة للمطاعيم الموءهلة مسبقا ..
واعتقد ان وجود هامش واسع يتسم بالصراحة والشفافية للنقاش العلمي حول برامج التطعيم الوطني وحملات التطعيم أصبح ضروريًا لتبديد الشكوك وايصال الحقيقة بوضوح وكسب ثقة المواطن ليصار الى ايجاد رسالة توعوية اعلامية مبنية على اسس علمية سليمة يقبل فيها الجميع والخروج من دوامة التشكيك والمحافظة على المركز المتقدم الذي حققته المملكة في هذا المجال وخاصة بعد نجاح الاردن بادارة ملف كورونا في معظم جوانبه .
وحمى الله الاردن شعبا وقيادة من كل مكروه في ظل حضرة صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدالله الثاني بن الحسين