عندما خلق الله آدم عليه السلام وضع أولاً مواصفاته كاملة: الأعضاء جميعا ومواصفاتها وكم عدد كل عضو (كم عين وكم أذن وكم منخار في الأنف وكم أنف وكم فم وكم يد وكم قدم وكم قلب وكم رئة وشكل كل عضو ومواصفاته بشكل دقيق وبالخصوص عقله الجبار الذي يتلقى العلوم من ربه … الخ)، أي وضع تصميم آدم عليه السلام ومن ثم حدد الله المواد الخام الأولية التي سيصنع منها سيدنا آدم عليه السلام والمتطورة فيما بعد.
وطلب من رئيس الملائكة جبريل عليه السلام إحضار المواد الخام من مختلف أنواع أديم الأرض التي سيعمرها آدم عليه السلام وزوجه وذريته فيما بعد (الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ ۖ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنسَانِ مِن طِينٍ (السجدة: 7)). وبعد أن أنهى الله خلق آدم عليه السلام واكتمل وبالطبع شاهده وعاينه كل من أذن له الله من الملائكة وابليس ان يراه، نفخ فيه من روحه وأصبح حيا يتحرك (ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِ ۖ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ ۚ قَلِيلًا مَّا تَشْكُرُونَ (السجدة: 9)). وقد جعل الله في مواصفاته أن يكون له زوجة من نفسه ويتم التزاوج بينهما والتكاثر عن طريق الزواج بين الذكور والاناث من ذريتهما ليعمروا الارض حتى حين (ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِن سُلَالَةٍ مِّن مَّاءٍ مَّهِينٍ، يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱتَّقُواْ رَبَّكُمُ ٱلَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفۡسٖ وَٰحِدَةٖ وَخَلَقَ مِنۡهَا زَوۡجَهَا وَبَثَّ مِنۡهُمَا رِجَالٗا كَثِيرٗا وَنِسَآءٗۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ ٱلَّذِي تَسَآءَلُونَ بِهِۦ وَٱلۡأَرۡحَامَۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلَيۡكُمۡ رَقِيبٗا (لسجدة: 8، النساء: 1)). وكما أوضحنا في مقالات عديدة سابقة لنا أن الله خلق الملائكة أولا ومن ثم خلق الجن وبعد ذلك خلق آدم وزوجه والدليل على ذلك قوله تعالى للملائكة (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (سورة البقرة: 30)). وحتى يقنع الله الملائكة والجن بأفضلية سيدنا آدم عليهم اختار اللغة الأم وهي اللغة العربية من بين اللغات المستقبلية والعديدة والمختلفة لشعوب وقبائل بني آدم المختلفين في الألوان والمواصفات واللغات (وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ (الروم: 22)).
وعَلَّمَ الله بعد ذلك سيدنا آدم الأسماء كلها وكل ما يحتاج اليه من علوم ليخلفه هو وذريته من الشعوب والقبائل المختلفة في جميع بقاع الأرض (في القارات السبعةً وهي: آسيا وقارة إفريقيا وقارة أوروبا وقارة أمريكا الشمالية وقارة أمريكا الجنوبية وقارة أستراليا والقارة القطبية الجنوبية التي تدعى أنتاركتيكا) وليعمروها حتى حين (وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ، قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ، قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ ۖ فَلَمَّا أَنبَأَهُم بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ، وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ، وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَٰذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ، فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ ۖ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ۖ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حين (البقرة: 31-36)). ومن ثم تاب الله على آدم وزوجه بعد أن أزلهما الشيطان وأكلا من الشجرة التي نهاهما الله حتى عن الاقتراب منها (فَتَلَقَّىٰ آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ ۚ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (البقرة: 37)). وأهبطهما وابليس جميعا على الأرض وقال لهم جميعا (قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا ۖ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (البقرة: 38)). وبعد ذلك اختار الله من عباده الرسل والأنبياء الكثيرة والعديدة واعطى لبعضهم ما لم يعطه لأحد من العالمين كسيدنا سليمان عليه السلام وفتح الله على بعض عباده من العلماء من علمه ما يشاء فصنعوا النووي والهيدروجيني والكهرومغناطيسي وولدوا الطاقة عن بعد وابتكروا تكنولوجيا اختصار الوقت والزمن. وقد حصل العالم نيكولا تسلا على كتب من علوم سيدنا سليمان واعتمد عليها في الاختراعات التالية: التيار المتناوب (المتــردد)، المحرك الكهربائي الذي يعمل على التيار المتناوب، الضوء وكيفية تسخيره وتوزيعه، الاشعة السينية
الراديو، اجهزة التحكم عن بعد، المحرك الكهربائي، والروبوتات. وبالتالي اعتمد علماء امريكا في بناء مشروع محطة هارب في ولاية آلاسكا على الأفكار الأولية للعالم الفيزيائي الأميركي نيكولاس تسلا (1856-1943)، الذي بلّور في عام 1891 الأسس الأولى للنظرية العلمية التي انبنى عليها المشروع، وبعد نحو قرن انطلق العمل فيه بشكل رسمي عام 1993 وانتهى عام 2007. وتم بناء هذا المشروع في موقع تابع للقوات الجوية الأميركية في ولاية آلاسكا في القطب المتجمد الشمالي، وموّل من قبل القوات الجوية الأميركية والقوات البحرية الأميركية وجامعة ولاية ألاسكا وداربا. تعد شركة "بي إي إيه تي" للتقنيات المتقدمة المقاول الرئيسي لهذا المشروع، وأسهمت في هذا المشروع أيضا عدة جامعات منها: ستانفورد وكورنيل وماساشوستس وكاليفورنيا ومعهد ماساشوستس للتكنولوجيا وجامعة دارتموث وكليمسون وجامعات بنسلفانيا وتوليا وميريلاند. وعن طريق جهاز جامعة ألاسكا "هارب" عالي الارسال والقدرة والتردد، وهو الأكثر قدرة وتطورا في العالم لدراسة طبقة الأيونوسفير يمكن اصطناع الهزات الأرضية والاعصارات المدمرة في اي بقعة من الكرة الارضية.