الجميع يعلم ان اكبر خطر يهدد ويتربص في العالم حاليا يكمن في التغيرات المناخية المتسارعة والناتجة عن اسباب كثيرة ولعل اهمها الانبعاثات الكربونية، ليأتي «الانذار المبكر» من مدينة نيويورك التي شهدت تساقطا كبيرا بالامطار التي لم تشهدها سابقا، والتي وصلت فيها معدلات الهطول خلال ثلاث ساعات لما يصل الى أكثر من 4 بوصات وتسببت بحدوث فيضانات أدت لإغلاق الطرق وتعطيل خدمة مترو الأنفاق وغمر الأقبية بالمدينة، وهذا يعني ان تغير المناخ اصبح حقيقة ويجب علينا التعامل معها.في الاردن لدينا تجربة حدثت قبل سنوات قليلة تتمثل بغرق محال تجارية بمنطقة وسط البلد لانهمار الامطار بوقت قياسي، بالاضافة لغرق الكثير من المباني التي تقع بمناطق منحدرة ومداهمة مياه الامطار التي شكلت على هيئة سيول للكراجات ما تسبب بحالات غرق لبعض الاسر، عداك عن الخسائر المادية التي تعرضت لها البنية التحتية والمتاجر والتي تقدر بمئات الملايين.التوقعات والتنبؤات الجوية تؤكد على أن التغيرات المناخية التي تتعرض لها المملكة نتيجة تغير في دورانية الغلاف الجوي خلال السنوات الأخيرة ستتسبب بظروف جوية ومناخية أكثر تطرفا وقساوة وستشتد بشكل كبير خلال الفترة المقبلة وخاصة مع نهاية الصيف وبداية الموسم المطري الجديد 2023-2024 ما يستدعي التخطيط الاستراتيجي والاستعداد لها وان نذهب سريعا لاعتماد النشرات الجوية الاكثر دقة وليست تلك التي تعتمد على الهواة تجنبا للخسائر الكبيرة.كما ان بعض الخبراء يؤكدون على ان بدء تشكل ظاهرة النينو وهي ظاهرة طبيعية تحدث في المحيط الهادئ وتتمثل بارتفاع درجة حرارة سطح المياه في المنطقة المركزية والشرقية من المحيط الهادئ مما يؤثر على النظام المناخي بجميع أنحاء العالم، و هذه التوقعات تبين اننا على ابواب موسم مطري لم نشهد مثله في السابق، ما يعني ان على الجميع حكومة ومواطنين ان يستعدوا بشكل اكثر جدية من ذي قبل.خلاصة القول، ان «درهم وقاية خير من قنطار علاج» وها نحن اليوم لدينا فرصة ووقت كاف لمراجعة كافة اخطاء الماضي والعمل على علاجها من خلال التأكد من الصرف الصحي ورفع قدرتها وضمان صيانه كافة المضخات وتفقد السدود وقدرتها على التحمل وتهيئة مجريات السيول بالاضافة الى رسائل التوعية التي تشجع على الاستعدادات من قبل السكان لتفادي الغرق كما نيويورك.