- الأرجيلة والسهر تفتك بالأجيال؛ تقلل المناعة وتدمر الصحة وتقلل العمر، وهذا أمر يهدد الأمن القومي... فالشباب عماد الدول
- لا يوجد غالبا من يشخص الوضع ويفكر بالحلول وينسب بها
- حلولنا ننتظرها من منظمات وجهات التعاون الدولي... نتلقى دعم لمشاريع مختلفة وتذهب بلا فائدة
- حلولنا إن وجدت فهي غالبا مؤتمرات أو فعاليات شكلية تأخذ طابع (شو) إعلامي، أو نطلق مبادرات تنتهي بمجرد تناول طعام الغداء بالفندق، ويفتتحها مسؤول أنيق بحذاء يلمع لا يعلم المناسبة المدعو إليها غالبا... يغادرها مع بريستيجه ومن حضروا لأجله مباشرة بعد جلسة الافتتاح،،،
- لا أحد يتابع والمؤسسات والوزارات ذات العلاقة أجساد وظيفية لا تسير وفقا لخطط، فأين دور وزارة التخطيط ووزارة الصحة والوزارات ذات العلاقة؟
- الرياضة المدرسية وفي المرحلة الجامعية مصطلح شبه غائب تماما، ويؤثر غيابها سلبا على إكتمال نمو الشباب وصحتهم ذكورا وإناثا؛ فالعظام هشة، وصحة القلب والرئة والمناعة والنمو العقلي وصحة بقية الأجهزة ليست كما بالشخص الرياضي، وهذا أمر له كلف عكسية على الدولة، فأين دور وزارتي التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي؟
- البنى الفوقية والأرصفة والشوارع وطبيعة المدن لا تشجع على رياضة المشي أو السير على الأقدام للوصول لمكان ما، والأمر ينعكس سلبا على الصحة، فأين دور وزارة الإدارة المحلية وأمانة عمان والبلديات والمؤسسات ذات العلاقة؟
- عدد لا بأس به من الأسر حديثة الزواج تعاني الإنفصال وعدم النجاح... وهذا أمر سنفرد له مقال آخر بعون الله تعالى، حيث لا يرتبط بعنوان المقال وهدفه، ولكن لأهميته أشرت له هنا...
كتبت منشور فيسبوكي يقول: "الجيل الجديد مع الأرجيلة والسهر وقلة الحركة بس يوصل ٤٠ سنة بكون وصل سن الشيخوخة ..."، فجاءت التعليقات مؤكدة على الظاهرة، والجميع يستشعرون ذلك...
لنتحدث مثلا عن دور وزارة الشباب وهي المعنية بالأمر بنسبة عالية، ونشكر سعة صدر معالي الوزير، فمخطيء جدا من يعتقد بأن دور هذه الوزارة (كما هو معروف لدى العامة) الإهتمام بالرياضة والتنمية الشبابية التقليدية فقط، فالرسول عليه الصلاة والسلام أوصى بالشباب خيرا كعنصر هام يشكل العمود الفقري للأمم وقوتها وسؤددها، والشباب هم الأمل والعمل والعزيمة والبناء وقوة الدولة، وهم أفضل ما يمكن الإستثمار به لبناء دولة قوية بكافة قطاعاتها، فعند ضمان شباب قوي جسديا وفكريا ومنتج ومتفائل ولديه طاقة من العزم والأمل ولا يعرف الإستسلام، فأنت تضمن الأمن القومي للدولة، كما وتحقق إقتصادا ورفاها للشعب بدولة منتجة ومكتفية ذاتيا.
أتساءل دائما في ضوء غياب دور وزارة الشباب وعدم وجودها على الساحة عن إستراتيجية وأهداف الوزارة، خاصة وأننا ندخل الألفية الثالثة مع عالم يدخل ثورته الصناعية الرابعة، وأننا في مملكة تدخل مئويتها الثانية، وأن المرحلة القادمة وكما يريدها الملك هي دمج الشباب بالعمل السياسي، وأننا نريد نهضة فكرية وواقعية تحقق لنا دولة الإنتاج المنشودة، في بلد عليه شئنا أم أبينا أن يستثمر بإنسانه وشبابه كأهم مورد فيه، خاصة وأننا وفي ظل شح الموارد الطبيعية، يجب أن نتجه للمنتج الفكري ذات البعد الإقتصادي لرفع الناتج القومي للدولة.
شبابنا اليوم أصبحوا فريسة لشبح البطالة والإشاعة، والأفكار السوداوية والتشاؤم يسودان المشهد؛ ينامون النهار ويسهرون الليل الطويل على الأرجيلة، وهذا بالتأكيد يدمر صحة الشباب، ومن المعلوم بأن صحة الشباب رأس مال كل دولة، لأنهم ببساطة القوى العاملة وقوى الإحتياط والتعبئة، وكذلك الجيل الذي سيحمل اللواء ويكون الأب للجيل القادم لكي نستمر كأمة.
لدى الوزارة إمكانيات كثيرة لتحقق الهدف من وجودها، فوزارة الشباب وزارة كبيرة جدا بموازنتها وكوادرها ومنشآتها ومبانيها، وهي موجودة في كل المحافظات والألوية من خلال: مديريات الشباب، مراكز الشباب، بيوت الشباب، نوادي الشباب، المدن الرياضية، المعسكرات والبرامج الشبابية، الأندية الشبابية... إلخ، كما ويمكن للوزارة التعاون مع الجامعات والمدارس وباقي الوزارات والمؤسسات الوطنية والقطاع الخاص، وبرامج جهات التعاون الدولي الداعمة، والأبواب مفتوحة أمامها ومرحب بها، ولكن الواقع ليس بقدر الطموح.
هنالك الكثير لمليء وقت الشباب وهو مطلوب وحيوي للمرحلة، وكما يريد سيد البلاد وولي عهده: الفكر النهضوي، التنمية الشبابية الإيجابية، صحة الشباب، الثقافة، التوعية، الحملات الهادفة، العمل التطوعي، الندوات وورشات العمل الهادفة، الجلسات الحوارية، البيئة والتغير المناخي، الطاقة المتجددة والإقتصاد الأخضر، الحياة والتنمية السياسية، تنمية المجتمعات المحلية، الإعلام الشبابي، الريادة، الإبتكار، فرق الأحياء التطوعية، الكوارث الطبيعية والإستجابة، المواطنة الصالحة، المخدرات وقضايا التعاطي، العمل والحرف اليدوية والمهن، التفاؤل والإنتماء والإصرار على النجاح،
تبني شعارات وحملات لتوجيه الشباب... إلخ، كلها إضافة للرياضة والتنمية التقليدية.
نؤكد من خلال طرحنا السابق على غياب الدور المؤمل من الوزارة الموقرة، وندعو معالي الوزير للإنخراط بقضايا الساعة، لأنه وزير لوزارة تهتم بشؤون وتنمية وفكر الملايين من دولة هرمها السكاني شاب.