١٤ يوماً فتكت بقلوبنا حد التشضي

حاولنا جميعاً لملمة الجراح التي كانت تنزف من ألم الفقد، لنتلقى صدمةً اخرى برحيل الزميل الصحفي جمال حداد على عجل، غادر جمال دون سابق انذار، رحل وكأنه غادر مكتبه لشراء سجائره كعادته، ولكنه غادر هذه الدنيا نحو رحمن رحيم.

لم نستفق بعد يا جمال فالتحق بك الزميل الصحفي نضال سلامة، نضال الذي قاوم في دنياه، الصحفي المؤدب والدمث يغادر على حين غرة ايضاً، لأقف مشدوهاً لا أعلم ماذا يحدث ، ١٤ يوماً فتكت بقلوبنا حد التشضي .

ايلول وكعادته يؤلمنا في كل عام أكثر من سابقيه

في العام الماضي ناقشنا مشاريع الماجستير في غياب تيسير العميريين الذي اختطفه الموت ايضاً على غفلةٍ منا جميعاً ، وقبل عام ايضا في ايلول غادرنا سليم بن طريف ، سليم الذي حين ودعتُهُ في ثلاجةِ الموتى كان مبتسماً كعادته .

هذا شهر الفقد "ايلول ثقيل جداً "،الخريف الذي يبدأ في ايلول معلناً عن تساقط أوراقِ الشجر تتساقط معه دموعٌ لا تنضب ولا تنتهي في كل عام.

لا اعلم كيف استطعت ان اكتب هذه الكلمات فهي صغيرة جداً امام فكرة الموت ،كل ما أعلمه أنني بت أخاف ايلول واخاف الفقد أكثر .

اتجول بين شوارع الفيسبوك فتداهمني منشورات نعي نضال سلامة من كل حدبٍ وصوب ،احاول الهروب لاصطدم بمحبي جمال حداد ينعون فقيدهم ويذكرون مناقبه .

يا الله اي فقدٍ هذا الذي يصنع رزيماً وحروقاً في الروح لا تهدأ ، رحم الله كل حبيب وصديق وزميل فقدناه في ايلول ، رحم الله احبتنا جميعاً، وربط على قلوبنا وقلوب ذويهم، رحم الله دموعنا وغصةً عند سماع خبر الفقد ، رحم الله ارواحنا التي باتت اشلاءً متناثرة ،رحم الله عيوناً تهرب من أن يراها احد دامعة ،رحم الله قلوباً أنهكها الفقد ،رحمنا الله ان غادرنا صدفةً وكنا ندبةً في قلوب من نحب.

كنت اقاتِلُ لاحيا يوماً آخر ،ولكنني الآن أقاتل عَلّي لا أسمعُ خبر فقدٍ آخر ،فقد شطر أيلول روحي كعادته في كل عام ولم يعد هناك مُتسعٌ لأي حزن، فقد فاضت آهات الحشا ، واستحكمت خلجات القلب، اللهم اجبر قلوبنا وقلوب ذويهم ،اللهم ارحمهم واغفر لهم واجعل حزننا شفيعاً لنا ولهم ،اللهم انك تعلم ونحن لا نعلم كن معنا وألهمنا الصبر والقوة.

لا حول ولا قوة الا بالله ، انا لله وانا اليه لراجعون.

رحمكم الله جميعاً وجعل الجنة منزلكم و ملتقاكم

لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين.