مدار الساعة - في إطار "الحملة الوطنية لحفز المشاركة ومغادرة العزوف" والتي أطلقها مركز القدس للدراسات السياسية، نظم المركز بمشاركة نحو 70 مشاركاً ومشاركة من فعاليات المجتمع المحلي و أعضاء الأحزاب السياسية و نشطاء وناشطات مخيم الشهيد عزمي المفتي ونشطاء من الحصن وإربد، ورشة عملٍ حوارية بعنوان: ".2024 ...لبرلمان قائم على التعددية الحزبية" تحدث فيها كل من الأستاذة ليلاس دلقموني عضوة مجلس محافظة اربد، والأستاذ عوني الرجوب أمين عام حزب الأنصار الأردني، والدكتور مصطفى ياغي النائب السابق وعضو المجلس المركزي في حزب إرادة.
الدلقموني تحدثت في مداخلتها عن تجربتها في خوض الانتخابات المحلية، حيث اشارت إلى فوزها لمرتين سابقتين في الانتخابات البلدية، مُشيرةً لأثر جائحة كورونا في تعزيز ظهور المرأة وحفز مشاركتها في العمل السياسي والعام، منوهةً إلى أنها قد نجحت في انتخابات مجالس المحافظات للعام 2022 بالتنافس في محافظة اربد.
وعلى صعيد مشاركة الشباب في العمل السياسي أشارت الدلقموني لوجود معوقات تقف في طريق إدماج الشباب وبخاصة طلبة الجامعات، مؤكدة أن هناك ممارسات رسمية تعيق تنظيم لقاءات داخل الجامعات داعيةً لمزيد من إجراءات تعزيز الثقة في المشاركة السياسية.
أمين عام حزب الأنصار تطرق في مداخلته إلى تاريخ العمل الحزبي مُشيراً إلى ان الأحزاب السياسية قد لعبت دوراً في تأسيس الإمارة وتحقيق الاستقلال، كما أشار إلى أن من التحديات التي تواجه الأحزاب السياسية ما يُعرف بقوى الشد العكسي، وما يتصل بها من توريثٍ للأدوار والمناصب العامة والسياسية مما يخلق حالة من اليأس والإحباط لدى الفاعلين في العمل السياسي والحزبي.
وعلى صعيد أهمية الأحزاب أشار الرجوب لدور الأحزاب السياسية في تدعيم الجبهة الداخلية لمواجهة التحديات الخارجية، مؤكداً أن ظهور الأحزاب ونشاطها من شأنه القضاء على الولاءات الفرعية والإقليمية، ودعا لاختيار نواب يمثلون بيئة المجتمع ويعبرون على نبض الناس، وينطلقون من صفوفهم.
الدكتور مصطفى ياغي أشار في كلمته إلى أن ما تشهده الساحة السياسية من حراك يعد مساراً مستمراً منذ عقود، منوهاً إلى أن تراجع أو تباطؤ هذا المسار يعود لغياب الإرادة وممارسات قوى الشد العكسي التي كانت تحاول الحفاظ على مكاسبها.
وفيما يخص الانضمام للأحزاب دعا ياغي جمهور االمواطنين لجعل البرنامج والرؤى هي معايير الاختيار وليس الأشخاص أو العلاقات الشخصية، مُشيراً إلى أن هناك تحديان يواجهان الأحزاب القائمة اليوم وهي كيفية تشكيل العقيدة الحزبية، لإقناع جمهور المواطنين، وكيفية تشكيل القوائم الانتخابية في الانتخابات القادمة مؤكداً أن الرهان اليوم هو على الإرادة الشعبية.
من جانبها تركزت مداخلات المشاركين على ما تشهده الساحة الحزبية من حراك كثيف، منبهين من ظاهرة وجود أحزاب الأشخاص داعين إلى التريث والتفكير عند اختيار البرامج الحزبية التي تلبي تطلعات الناس بصرف النظر عن القائمين عليها.
كما أشاروا إلى اهمية وجود الوعي والمشروع السياسي لدفع عجلة المشاركة ومواجهة قوى الشد العكسي، لافتين إلى ما ترتب على نظام الصوت الواحد من مظاهر سلبية، ومتوقفين عن أسباب العزوف عن المشاركة، داعين إلى زيادة الوعي الحزبي وايجاد البرامج والابتعاد عن الشعارات مشددين على قبول الرأي والرأي الأخر، وشدد مشاركون على أهمية حياد الدولة حيال الأحزاب، واعتماد مسطرة واحدة في التعامل معها.
وتولى تقديم الحوارية مدير مركز القدس للدراسات السياسية وإدارتها الاستاذ عريب الرنتاوي الذي لخص في كلمته التقديمية إلى أسباب العزوف عن المشاركة ومنها لخصها بغياب الثقة بالانتخابات والبرلمان والعملية السياسية، وعدم وجود تأثير للأقتراع في الانتخابات على تشكيل الحكومات، إضافة لثقافة الخوف من العمل الحزبي والسياسي والمتجذرة في نفوس المواطنين، والأعباء الاقتصادية والمعيشية التي لا تجعل من العمل الحزبي والمشاركة أولوية بالنسبة لهم.
من جهة أخرى أوضح الرنتاوي على أن حصة الاردنيين في النظام السياسي هي مجلس النواب داعياً إلى ضرورة استثمار الفرصة التي وفرتها مخرجات اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية من اجل تدعيم وزيادة منعة النظام السياسي، منوهاً أن نسب الإقبال الضعيفة لا تؤدي إلى مجالس نيابية ممثلة وقوية، مؤكداً أن الفرصة متاحة أمام الجميع للانخراط في الأحزاب وتشكيل غيرها إن لم يروا في الأحزاب القائمة ما يلبي طموحاتهم.
وكان رئيس لجنة تحسين مخيم الشهيد عزمي المفتي محمد شامخ الخضور قد أفتتح أعمال الحوارية، مؤكداً على أن المخيمات جزءُ أساسي في النسيج الوطني، داعياً الجميع للانخراط والمشاركة في مسيرة التحديث السياسي خاصة مع الزخم الكبير الذي تشهده اللقاءات والتي تتسارع وتيرتها في ظل الحراك الحزبي المتزايد، مؤكداً على دور مخرجات اللجنة الملكية وما انتجته في صناعة مستقبل أفضل وأهمية ان يكون للجميع دورٌ فيه.