جرت العادة أن يقوم الرئيس كلما اقتضت الحاجة إلى إجراء تعديل على فريقه الوزاري حتى يستطيع مواكبة ما يجري والدفع بعناصر قوية لتحل محل بعض المراكز التي لم تستطع أن تسجل تقدماً في المجال المطلوب، وهي سنة نراها في الحكومات الأردنية من حيث التجديد كون أن إطار التشكيل ليس حزبياً قائماً على برامج يمكن المحاسبة بناءً عليها وبيان مدى التقدم والنجاح أو العكس.
وبات في حكم المؤكد أن تقوم حكومة بشر الخصاونة بإجراء تغييرات تستطيع من خلالها العبور إلى المرحلة القادمة وبدراسة بسيطة نجد أن التعديل قد أخذ أكثر من منحى فحقيبة العمل والتي تشغلها معالي ناديا الروابدة فهي لها باع طويل في العمل العام وقد سجلت بصمات واضحة في مؤسسة الضمان الاجتماعي وخصوصاً أنها تنحدر من أسرة لها خبرة في العمل العام، أما وزارة الاتصال الحكومي والتي يشغلها معالي الدكتور مهند مبيضين فهو مشهود له بالعمل؛ فهو كاتب ومدرس وقد تسلم عدة مواقع منها مكتبة الجامعة الأردنية وعميد شؤون الطلبة ونائباً للرئيس وقد شارك في العديد من النشاطات والندوات، ومن يعرفه يحترمه ويقدره ويقدمه لما لديه من صفات حميدة تسجل له ولا تسجل عليه، بالإضافة إلى أن إدخال هذا الرمز الحزبي يعزز المسيرة القادمة ويبين بأن دور الأحزاب قادم في التشكيلات اللاحقة.أما وزارة المياه فمعالي أبو سعود فلديه من الخبرة المتراكمة والانفتاح والقدرة على إدارة الأزمة بما يؤهله لإدارة هذا الملف الشائك، وقد أفلحت الحكومة حين فصلت وزارة العمل عن الصناعة والتجارة، وكذلك الدفع في عنصر شبابي لمعالي حديثة الخريشا لإدارة وزارة الشؤون البرلمانية، فهي تأكيد بأن العنصر الشبابي قادم وبقوة في المرحلة القادمة وتؤكد دوره وبقاءه.
ولن ننسى دور وزارة النقل فالمطلوب والمأمول كثيراً لهذا الملف الشائك والذي يتطلب قدرة عالية وتركيزاً وانفتاحاً على الآخر، وهنا أسجل للحكومة قدرتها الفائقة على إدارة ملف التعديل الوزاري والابتعاد بقدر الاستطاعة عن المطبات الهوائية والتي تكثر السؤال وتوجد خلافات أحوج ما نكون بعيدين عنها، إنني وكل الأردنيين الأوفياء نتطلع إلى غد مشرق قادم بعون الله يعزز المشاركة وليس قادراً فقط على التشخيص وإنما على طرح الحلول والبدائل القابلة للتطبيق والتي يمكن من خلالها رؤية أردن جديد.
وهنا سنلاحظ بأن الكثير يتناول التعديل من الزاوية التي يرى منها؛ فمنهم من يقف معه أو ضده أو غير ذلك، وهذا بحد ذاته يمثل طبيعة الأشياء فليس هناك رضا كامل أو رفض كامل ولكن هناك وسطية قابلة للقسمة والتعامل مع الأحداث.