أخبار الأردن اقتصاديات مغاربيات خليجيات دوليات جامعات وفيات برلمانيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات أسرار ومجالس مقالات مختارة تبليغات قضائية مستثمرون جاهات واعراس الموقف شهادة مناسبات مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

القفز فوق الفلسطينيين بالبراشوت


د. محمد المومني

القفز فوق الفلسطينيين بالبراشوت

مدار الساعة (الغد الأردنية) ـ
بعد خطاب جلالة الملك في الجمعية العامة للأمم المتحدة، الذي احتوى مضامين عميقة عن اللجوء والأمن الغذائي والأزمة السورية والقضية الفلسطينية والأونروا، أجرى الملك لقاء مع مؤسسة المونيتور الإعلامية الدولية، تضمن أيضا مضامين مهمة وإستراتيجية وانطوت على جراءة وقوة في الطرح، كما اعتاد العالم على ما يقوله الملك. اللقاء يأتي ضمن النهج الملكي ليس فقط بإلقاء الخطابات ولقاء الرسميين، وإنما أيضا بالاشتباك مع الرأي العام وقادته ومراكز الأبحاث والإعلام، لكي تصل الرؤية الأردنية والتفكير الإستراتيجي الأردني حول الملفات الإقليمية المختلفة. غادر الملك بعد الخطاب واللقاء مع المونيتور، وأكمل ولي العهد اللقاءات مع مراكز البحث والتفكير وقيادات الكونغرس والإدارة.
جلالة الملك تحدث في المقابلة؛ إن أي توجه لسلام بين السعودية الشقيقة وإسرائيل سيخلق أفقا جديدا في إقليم الشرق الأوسط، وإن الأردن ومصر يحاولان المساعدة بما يستطيعان، ولكن، وهذه "لكن" كبيرة، إن أي اتفاق لا يجب أن يقفز فوق جوهر الصراع وأساسه الأول وهي القضية الفلسطينية وشعبها، لأننا إن قفزنا فوق الفلسطينيين بالبراشوت أو المظلة، فهذا يعني أن الأفق المأمول لن يتحقق ولن نجني ثماره. الشعب الفلسطيني وعدالته المنقوصة هي أساس المشكلة، وإن قفزنا عنها فهذا يعني أننا لم نحل المشكلة بل عقّدناها. هذا منطق مضاد تمام لتوجهات الحكومة الإسرائيلية التي تريد الذهاب لسلام مع العرب دون الفلسطينيين وعبر القفز عنهم، والموقف الأردني يقول إن هذا ضرب من المستحيل لأنهم أصحاب القضية، والسلام مع كل العرب لن يغني وجود سلام معهم، لأن إسرائيل في صبيحة اليوم الثاني لأي سلام مع أي دولة عربية سوف تفتح الشباك لتجد الفلسطينيين أصحاب الأرض أمامها وليس باقي الدول العربية. حتى الدول العربية التي وقّعت ما يعرف بالاتفاقات الإبراهيمية تجد نفسها مكبّلة في كثير من الأحيان بسبب قفز إسرائيل عن حقوق الشعب الفلسطيني، الأمر الذي ينافي قناعات هذه الدول.
أما الأمر الآخر المهم الذي أشار إليه الملك هو حاجتنا لمعرفة الجيل الجديد الشاب من الفلسطينيين، كيف يفكرون وماذا يريدون؟، مشيرا للتغيرات الأخيرة التي أحدثها الرئيس عباس في الإدارة الحكومية، في محاولة من الرئيس الفلسطيني تهيئة جيل فلسطيني قيادي جديد متقد، علينا أن نعرف ماذا يريدون وما هي توجهاتهم؟، وفي ذات السياق يطرح السؤال الكبير حول؛ ما الذي تريده إسرائيل؟ هل تريد حل الدولة الواحدة أو حل الدولتين، بمعنى هل تدرك تداعيات وتعقيدات هذه الخيارات؟ أم أنها تسير لا إراديا نحو حل الدولة الواحدة ما يعني انتحارا لإسرائيل ويملي الضرورة الأخلاقية بإنصاف الفلسطينيين وحقوقهم المدنية إذا ما وجدنا أنفسنا أمام حل الدولة الواحدة.
كلام الملك في العاصمة الأهم إستراتيجي وفي غاية العمق، ولا بد وأن يجد صدى وتأثيرا، فالأفكار العميقة والمؤثرة تجد دوما طريقها للقرار.
مدار الساعة (الغد الأردنية) ـ