قبل أيام إحتفلت السفارة السعودية في عمان بالعيد الوطني السعودي ، وما لفت الإنتباه حجم الحضور الهائل والكبير من المدعووين على المستويين الرسمي والشعبي ، إضافة إلى الحضور الإعلامي ، وهذا الحضور الكثيف يعبر عن مدى عمق العلاقة القوية والحميمية بين المملكتين الأردنية الهاشمية والعربية السعودية ، فالشعب الأردني يكن كل المحبة والاحترام للمملكة العربية السعودية ملكا وحكومة وشعبا ، ولا يشعر الأردني الموجود على الأراضي السعودية أنه في غربة ، بل بالعكس يشعر أنه في وطنه لما يلقى من محبة واحترام وترحيب من الشعب السعودي ، وكذلك وبنفس الشعور يشعر المواطن السعودي المقيم على الأراضي الأردنية كل الترحيب والاحترام والمحبة المتبادلة، وهذا هو ديدن الشعوب العربية قاطبة، ولذلك فإن العلاقة بين البلدين أصبحت في أوجها وذروتها من حيث التقارب وتبادل العلاقات الودية بينهما ، وما زاد قوة هذه العلاقات متانة في الآونة الأخيرة نشاط سعادة السفير السعودي نايف بن بندر السديري على مختلف الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية ، لما يتمتع به من تواضع جم ، ودماثة الخلق ، بالإضافة إلى تميزه بدبلوماسيته الهادئة والرصينة وخبرته السياسية ، وأسلوب تعامله واحترامه للجميع ، علاوة على السلوك الحضاري والسنة الحميدة التي سنها منذ فترة زمنية ميزته عن باقي السفراء ، ألا وهي إفطار الجمعة الصباحي المتكرر منذ زمن ، حيث يستضيف مجموعة من النخب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والإعلامية بشكل دوري وتبادلي، يتم خلاله تبادل أطراف الحديث ومناقشة بعض القضايا العامة على المستوى الوطني والإقليمي والعالمي ، والمقترحات لمزيد من تطوير وتحسين مستوى العلاقات بين البلدين الشقيقين ، بحيث يتم الاستفادة من خبرات الحضور في هذه المجالات ، ولذلك فإنه يسجل لسعادة السفير الحالي سعادة السيد نايف بن بندر بن أحمد السديري هذا الجهد وهذا التميز والإبداع الدبلوماسي في تمتين العلاقات بين البلدين لما فيه خير مصلحة الأردن والسعودية على المستوى المحلي ، ومصلحة المنطقة على المستوى الوطن العربي ، وهذا هو بالأصل دور السفير الناجح بأن يحرك العلاقات الاجتماعية الساكنة وينشطها بدلاً من الجمود الذي تسيطر عليه، وبقائها ضمن البروتوكولات الرسمية الجامدة، كما كان لزيارة رئيس مجلس النواب الأردني إلى مجلس الشورى السعودي وحفاوة الاستقبال الذي وجده، وكذلك الزيارة التي قام بها رئيس مجلس الشورى السعودي إلى مجلس النواب الأردني الأثر الإيجابي الكبير في تعزيز علاقات التعاون النيابي بين المجلسين .
فتحية اعتزاز وفخر وإكبار وإجلال لسعادة السفير على هذا الدور الريادي الإبداعي الذي يمارسه لما فيه خير البلدين في ظل حضرة صاحبي الجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين وولي عهده الأمين الأمير الحسين والملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان حفظهما الله ورعاهما في كنف رعايته ، والله الموفق ، وللحديث بقية.