مبارك بداية لمعالي الأخ د. فارس بريزات وأعضاء المجلس الجديد، وكل الشكر للمجلس الذي أنهى مدته والذي لم تكن مهمته سهلة أبدا، خاصة في أعوام كورونا والحظر، فقد حافظوا على المؤسسة والكوادر والخدمات والبترا وديمومة العمل بالعطاءات رغم شح الإيرادات، المجالس السابقة عملت ضمن تحديات كثيرة من الربيع العربي لأزمات سياسية تابعة له عصفت بالمنطقة، وكذلك تحديات داخلية ليس أقلها قضية البيع الآجل.
كان وما زال المجتمع المحلي بمكوناته الكريمة داعما للعملية التنموية، وعنصرا مهما للنجاح والتفوق، وأشهد الله تعالى بأنهم نعم الاهل والسند لكل من يعمل بصدق وإخلاص.
أعرف حقيقة بالمجلس الحالي وعن كثب عطوفة د. فاطمة هلالات، القانونية الفذة والتي عملت مع الزملاء بكافة المديريات والأقسام لضبط عمل السلطة ووضعها على المسار الصحيح دائما، وأشهد لكل الكوادر في مفوضية البترا بالكفاءة وحسن الأداء والتعامل وسرعة الإنجاز والأمانة والشفافية.
المهمة القادمة أمام المجلس ليست سهلة، فهنالك أجيال تحتاج فرص العمل وإحداث التنمية من أجل ذلك، وهنالك حاجة للمد السكاني خارج التنظيم ورفد هذه الأراضي بالبنى التحتية والفوقية والشبكات والخدمات، أمام الإزدحام الذي تشهده مدن الإقليم، وهنالك حاجة للتوسع بجذب الاستثمارات السياحية لاستيعاب عدد السياح المتنامي، مقابل ضبط وتحسين جودة الخدمات السياحية، كل ذلك مع الحفاظ على البيئة وصحة السكان والموقع الأثري وصيانته المستمرة وإستدامته، مع الحفاظ على النمط والطابع التراثي لوادي موسى ومدن وقرى الإقليم، وأخذ التغير المناخي والكوارث الطبيعية والجاهزية بعين الاعتبار لحساسية مناطق البترا لعوامل الطبيعية لخصوصيتها الهيدرولوجية والجيولوجية والطبوغرافية، ويجب أن يعلم السائح والمستثمر على حد سواء بأن البترا مدينة ذات منعة ضد المخاطر الطبيعية، وهذا بالطبع له أسباب عملت عليها المجالس والكوادر ويجب أن تستدام.
من المهم جدا أن يضع المجلس الجديد في مقدمة أولوياته جذب الاستثمار، والذي يحتاج تحسين البنى التحتية والشبكات والخدمات، ويحتاج تقديم حوافز نوعية للمستثمرين.
حسب الدراسات ٨٥% من زوار المملكة من السياح الأجانب هدفهم الرئيسي من الزيارة رؤية البترا، وتساهم السياحة بتشغيل عشرات الآلاف من الأردنيين بشكل مباشر وغير مباشر، وتشكل نحو ١٧% من الدخل الاجمالي للمملكة بواقع نحو ٦ مليارات دينار من العملة الصعبة.
السياحة رأسمال وطني وسمعة وطنية ومكانة سياسية للأردن، والبترا هي سنام السياحة الأردنية، ويجب أن تكون بخير دائما؛ بآثارها ومجتمعها المحلي وسياحها.
إدارة النفقات وتوجيهها فعلا نحو التنمية خطوة هامة، ويجب أن تراعي كل ما جاء بالأعلى كحاجات ملحة وغير منفصلة عن بعضها البعض.
هنالك مخطط شمولي إستراتيجي وضعناه للبترا عام ٢٠١٢، ويصلح لغاية ٢٠٣٢ حسب تركيبته، وهو مزود بخطط تنفيذية، ومن المهم أن يسترشد المجلس الجديد به، ومن الجيد أن يتابع كذلك العطاءات والخطط القائمة تحت التنفيذ.
نسأل الله تعالى الخير كل الخير للوطن العزيز والبترا العزيزة والأهل الكرام في البترا، وحمى الله الوطن وقائد الوطن.