الشعبويون فئات أما مسؤول سابق يبحث عن العودة والتذكير بنفسه أو مذيع وإعلامي يبحث عن شهرة ومشاهدات واما معارض يبحث عن الابتزاز أو قطاع خاص يبحث عن مكاسب أو حاقد يسعى لتصفية الحسابات وجميعهم يصلون بنا لنفس النهاية من تشاؤم وسوداوية وإحباط، فهل مازال لدينا متسع من الوقت لمثل هؤلاء ؟ ام اننا سننتظرهم وهم يقودنا إلى الهاوية؟.
هؤلاء قرروا أن يحتكروا حب الوطن والمعرفة والقدرة على إيجاد الحلول لانفسهم وعند تجربتهم ينهالون عليك بالتبريرات الكاذبة والتي دائما تذهب الى وجود تيار فاسد يمنعهم من تحقيق اهدافهم، والأهم من هذا أنهم يتعمدون عدم تسليط الضوء على الايجابيات بينما يبدعون ويتفنون بتعظيم السلبية واشباعها بالتنظير والكذب والافتراء على كل ما هو جميل فينا، فمن منهم يتحدث عن استقرارنا الاقتصادي وتسجيله لنمو رغم كل ما يدور بالعالم من أحداث حتى أصبح اليوم مثار اهتمام العالم واعجابه وتصويره على أنه قصة نجاح.
حسنا، تجاربنا الكثيرة في هؤلاء كثيرة حتى أنها أصبحت مكررة، ففي كل يوم يظهر لدينا معارض ومنظر ومهاجم لكل شيء تقوم به الدولة فسرعان ما ينقلب حاله ويبدأ بالاشادات والدفاع فور حصوله على مكاسب نالها من وراء شعبويات تسلق فيها على أكتاف الناس واحتياجاتهم متنصلا من كل احاديثه السابقة ومبررا بمقولة لم أكن أعرف ما كان يدور وبأن الكلام اسهل بكثير من الفعل، وفي المقابل تبدأ اصوات كانت تدافع بالهجوم فور خروجها من المسؤولية بهدف العودة للأضواء.
خطورة هؤلاء اليوم لا تكمن في أنهم يتحدثون فقط في كل شي وبأي شي، بل أنهم باتوا يقصدون بوابة الاقتصاد للتنظير خارج إطار المسؤولية دون اي تقدير منهم لظروفنا المالية التي نعاني منها نتيجة قلة الإمكانيات في أسلوب تحريضي ومحبط، فيرفضون الضريبة ويطالبون بتخفيضها رغم أنهم يعلمون مدى اعتماد الخزينة عليها رغم أنها وبكل ما يحصل منها لاتكفي لسداد رواتب الموظفين التي تصل إلى 7 مليارات دينار بينما كل ما يحصل من الضرائب لا يتجاوز 5 مليارات دينار.
هم يطالبون أيضا بعدم رفع الفائدة من قبل المركزي رغم أنهم يعرفون أننا لولا رفع الفائدة ولأكثر من عشر مرات لارتفعت الاسعار إلى إضعاف ما هي عليه الآن ولما استطعنا أن نحافظ على معدلات التضخم لدينا مستقرة ولانهارت القوة الشرائية للمواطنين وانخفض سعر الدينار، فما نشهده من استقرار اقتصادي حاليا دفع الاستثمار و السياحة والصادرات للارتفاع لمستويات نمو لم تتحقق في السابق.
خلاصة القول، تعودنا على شعبوياتكم وتنظيركم خارج إطار المسؤولية غير أن اقتصادنا حساس لدرجة أنه لايستطيع تحمل هرطقاتكم وتحقيق مصالحكم على حسابه، نظروا في كل شيء الا الاقتصاد فهو يعتمد الارقام والواقع لا الكلام، فتوقفوا عن التكسب على ظهره.