يمثل تكريمُ الكاتبة والمؤرخة العالِمة أ.د هند أبو الشعر وإعلانها شخصية هذا العام، في معرض عمان الدولي للكتاب، إنصافاً مثيراً للرضى والغبطة والحوافز.
انا أعدّه تكريماً للإبداع والرصانة والمثابرة والعطاء الوطني الكريم. وأعدّه تكريماً للكُتّاب (الذين غابت هيئتُهم الإدارية). كما أعدّه تكريماً للمرأة الأردنية (التي غابت قيادتُها وداعياتُ إنصافها اللواتي بلا عِداد) !!
حضرت وزيرة الثقافة هيفاء النجار، الوزيرة شديدة الحضور واسعة المشاركة، وحضرت وزيرة الدولة للشؤون القانونية نانسي نمروقة ممثلة للحكومة.
حضرت الحكومة تكريم كاتبة، ولم تحضر مؤسسات الجندر والمجتمع المدني التي تتكسب وتستعطي على مآسي النساء، وتختلق كثيراً منها.
لقد أذهلتني الدكتورة هند أبو الشعر لمّا كتبت عن كتابي «مِن الكسّارة إلى الوزارة»، لِما أضاءت عليه من أهداف وقيم ومحتوى.
في معرض عمان الدولي للكتاب، القائم حاليا، بحرٌ من الكتب التي تلائم الأذواق كافة، إذ يوفر المعرض فرصاً ثمينة للحصول على الكتب المطلوبة، التي اعتبِرها كالماء والهواء والغذاء والدواء. وإنني من هنا أدعو إلى ان تهبط أثمان الكتب في المعرض إلى 50 %.
فأصحابُ دور النشر المثقفون، يعرفون ان القوة الشرائية للمواطنين قد هبطت بفعل الغلاء، ويعلمون أكثر من غيرهم ان أُلفة الكتب لم تعد تلك الألفة الأثيرة، وان القراءة في تراجعٍ وتقهقر أمام طغيان وهيلمان أدوات الإعلام الحديثة الجذابة.
أنا أرد ما وصلت إليه من مواقع، إلى القراءة، فأنا بأربع كلمات:
صنعتني القراءة، صنعتني الكتب.
ويجدر أن أكرر السؤال الوجودي الكبير: ما الذي يوحّد الناس؟
هل هي الجيوش؟ هل هو الذهب؟ هل هو العَلَم؟
الجواب هو: القِصص.
لا توجد قوةٌ في العالم، أقوى أو أعظم من القِصّة الجيدة، التي لا يستطيع أحدٌ إيقافها، أو عدوٌ أن يهزمها.
وسأذهب إلى قول الكاتبة والناقدة والأستاذة الجامعية رضوى عاشور:
«عادة ما أشعر أني قادرة على الطيران، وأنا مستقرة على مقعد، أقرأ رواية ممتعة».
أسأل الله أن يمكنكم من إرشاد ابنائكم، ومَن ترعون وتحبون، إلى القراءة، ففيها علاوة على المتعة، قوتهم وقوتكم وقوة بلادنا و أمتنا.
وتعالوا إلى المعرض.