مدار الساعة - أكد وزير الطاقة والثروة المعدنية الدكتور صالح الخرابشة اليوم السبت على أهمية مشروع التنقيب عن النحاس في منطقة وادي عربة الذي تنفذه الشركة الاردنية المتكاملة للتعدين والتنقيب ضمن مذكرة التفاهم الموقعة بين الوزارة والشركة في حزيران من العام 2022.
ووصف الخرابشة خلال جولته التفقدية للمشروع في منطقة وادي الجارية 1 و2 جنوب ضانا نتائج الدراسات التي قامت بها الشركة في المنطقة بالايجابية، وفقا لنتائج تراكيز خام النحاس التي وصلت الى 3.5% في ظل تزايد الطلب العالمي على الخام، مشيرا الى أهمية العناصر المصاحبة للنحاس والتي سيكون لها قيمة اقتصادية مهمة.
وأشار الخرابشة الى وجود 3 شركات محلية وعالمية تعمل على التنقيب عن خام النحاس في المملكة بالاضافة الى مشروع تعمل عليه الوزارة حاليا، مشيرا الى ان رؤية التحديث الاقتصادي أولت أهمية كبرى لقطاع التعدين ضمن محرك الصناعات ذات القيمة المضافة، حيث تمكنت الوزارة من توقيع 13 مذكرة تفاهم للتنقيب عن خامات النحاس والليثيوم والذهب والعناصر الارضية النادرة والبوتاس الصخري والفوسفات، حيث تعمل الوزارة على تسريع عمليات التعدين المختلفة مع شركائها في القطاع.
وأكد الوزير الخرابشة على أن اعمال مشروع تعدين النحاس في ضانا تتم وفقا للمعايير البيئية العالمية ومراعاة الاشتراطات الصارمة لعمليات التعدين في مناطق مثل ضانا باعتبارها تضم محمية طبيعية مهمة.
وأطلع الوزير الخرابشة خلال الجولة على تقدم سير العمل في أعمال الشركة في التنقيب السطحي على رواسب النحاس المتكشفة وجمع العينات في منطقة وادي الجارية1 و2 وعمليات حفر الخنادق والآبار الإستكشافية في المنطقة، مشيدا بالجهود التي تبذلها الشركة في إعداد الدراسات المطلوبة بهدف تقدير إحتياطيات خام النحاس في المنطقة وبالتالي تحديد الجدوى الاقتصادية من إستغلاله.
من جانبه أوضح مدير الشركة المتكاملة زهير حسنين أنه تم البدء ببرنامج التنقيب في المنطقة الشمالية لمنطقة التعاقد في ضانا منذ توقيع مذكرة التفاهم في العام 2022 بإنشاء مسارات جديدة وإعادة تأهيل المسارات القديمة في المنطقة، مشيرا الى ان الأعمال الاستكشافية شملت في المجمل 76 خندقاً، و170 حفرة، و4 أنفاق قديمة، و16 عينة سطحية، و 21 بئرا.
وأضاف حسنين أن الشركة تقوم حاليا بإجراء اختبار العينات في مختبرات عالمية في النمسا وتركيا، حيث أظهرت النتائج وجود تراكيز في خام النحاس بثلاث مناطق بنسب أعلى من الدراسات السابقة وفي منطقة واحدة بتراكيز أقل، وتم إرسال 357 عينة و تحضير 200 عينة لإجراء الفحوصات الكيميائية عليها.
بدوره أشاد مستشار رئيس هيئة المديرين في الشركة م. وائل أبو ارميله بالتعاون الكامل الذي توليه وزارة الطاقة والثروة المعدنية للمشروع بالشراكة مع هيئة تنظيم قطاع الطاقة والمعادن والجمعية الملكية لحماية الطبيعة وجميع الجهات الرسمية المعنية، مثمنا أهمية مشروع التنقيب عن خام النحاس باعتباره من أهم المشاريع التنقيبية في الأردن، موضحا انتهاء الشركة من المرحلة الأولى للتنقيب متضمنة فحص أكثر من 1000 عينة من خام النحاس من آبار مختلفة وخنادق وعينات سطحية، ووضع خطة عمل محدثة للمشروع تستهدف حفر آبار إضافية للتأكد من تموضعات النحاس في مناطق جديدة ضمن منطقة امتياز الشركة ، بالإضافة إلى إرسال عينات إضافية لإجراء الفحوصات الكيميائية تمهيدا لإعداد المودل الجيولوجي التفصيلي للمنطقة وفحوصات إضافية للمعادن المصاحبة ذات القيمة الاقتصادية المضافة.
و لفت أبو رميلة إلى الاهتمام الملكي السامي بقطاع التعدين من خلال رؤية التحديث الاقتصادي ليكون قطاع ذو قيمة مضافة، مؤكدا ان جهود الشركة في المشروع تهدف الى تقديم دراسة جدوى إقتصادية دقيقة للخام تمهيدًا للشراكة المستقبلية مع وزارة الطاقة والثروة المعدنية، والتي تعود بالنفع على الاقتصاد الوطني وتعزز مكانة الأردن في مجال التعدين.
بدوره أكد مدير محمية ضانا رائد الخوالدة أهمية الالتزام بالمعايير البيئية خلال عمليات التعدين والاستغلال الامثل للثروات الطبيعية في منطقة ضانا، مشيرا الى ان الجمعية العلمية الملكية التي تشرف على المحمية تولي الاهتمام للحد من تلوث البيئة وانجراف التربة والتاكيد على المستثمرين بتهيئة منطقة التعدين بعد الانتهاء من المشاريع التي تنفذها.
واطلع الوزير والوفد المرافق على الاعدادت الميدانية في مركز ميدان القريقرة التابع للشركة والمتضمن المركز الميداني ومستودع العينات ومختبر تحضير عينات خام النحاس لغايات إرسالها للمختبرات الدولية للفحص وحفظ العينات المرجعية وذلك حسب متطلبات الـــ JORC.
وكانت وزارة الطاقة والثروة المعدنية وقعت مذكرة تفاهم مع الشركة الاردنية المتكاملة للتعدين والتنقيب في الاول من حزيران من العام 2022 لاستكشاف خامات النحاس في منطقة ضانا على مساحة 78 كم2 ، وإتاحة المجال للشركة لاستكمال أعمال الإستكشاف التي قامت بها في المرحلة الأولى بين عامي 2016 و2018، وتم خلالها البدء بالمنطقة الشمالية بعد أن تم تقسيم منطقة المشروع إلى أربعة بلوكات رئيسية وما تبعها من رسم خرائط جيولوجية تفصيلية للمنطقة الشمالية وبمقياس رسم 1:10,000.
رافق الوزير في جولته التفقدية مدير دراسات المصادر الطبيعية هشام الزيود ورئيس قسم الدراسات التنقيبية معتصم حوامدة ورئيس اللجنة الفنية للمعادن الاستراتيجية م. ليث ابو عفار والجيولوجي مهند حمزة من الوزارة.