أخبار الأردن اقتصاديات دوليات مغاربيات خليجيات برلمانيات جامعات وفيات وظائف للأردنيين رياضة أحزاب مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مناسبات جاهات واعراس الموقف شهادة مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

أمين عام 'الناتو': تهيأوا لحرب 'طويلة الأمد'.. في أُوكرانيا؟


محمد خروب
kharroub@jpf.com.jo

أمين عام 'الناتو': تهيأوا لحرب 'طويلة الأمد'.. في أُوكرانيا؟

محمد خروب
محمد خروب
kharroub@jpf.com.jo
مدار الساعة (الرأي الأردنية) ـ
توالت خطابات قادة المعسكر الغربي وفي مقدمته الرئيس الأميركي بايدن, دعماً لأوكرانيا وخصوصاً دعوتهم الدول «المُتردّدة» إلى تقديم المزيد من الأسلحة والمساعدات لكييف، وفيما يواصل الرئيس الأوكراني/زيلينسكي الدعوة إلى «قمة عالمية للسلام» لوضع حد للحرب، وفق ما قال من على منصة الجمعية العامة للأمم المتحدة, في الوقت ذاته الذي عبَّر فيه وزير الدفاع الأميركي الجنرال/أوستن عن «سعادته» بإعلانه أن دبابات ام1/أبرامز, التي تعهدت واشنطن تقديمها.. ستدخل أوكرانيا قريباً (مصحوبة بالطبع بذخائر اليورانيوم المُنضّب عيار 120 ميليمتر، المحظورة دولياً لارتباطها بمشكلات صحية مثل السرطان وتشوهات خَلّقِية), علماً أن مسؤولين أميركيين كرّروا مرات عدة في تصريحات علنية, أن دبابات أبرامز «غير مناسبة» لقوات كييف بسبب تعقيدها.
في أجواء تصعيدية غريبة وخصوصاً أميركية محمومة كهذه, لم يتردد أمين عام حلف الناتو/ستولتنبرغ بالإعلان عن حاجة أوكرانيا الماسّة للحصول على دفاعات جوية، بما يشمل –أضافَ–الذخائر وقطع الغيار والصيانة لأنظمة لدى الجيش الأوكراني، لافتاً إلى أن المعركة هناك هي «حرب استنزاف», لكنها واصلَ ليست في حالة جمود بالنظر لـ«المكاسب التي حققتها كييف في هجومها المُضاد».
وبصرف النظر عن مدى دقة الوصفه بأن كييف حقّقت مكاسب, رغم اعتراف رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية/الجنرال ميلي, بأنها لم تحقق مكاسب متواضعة كهذه. والتي لا تُرى على الخريطة, على ما يقول خبراء عسكريون، فإن ستولتنبرغ نفسه كان «استبعد قبل أربعة أيام في مقابلة على مجموعة «فونكة» الإعلامية الألمانية, أن تكون هناك نهاية سريعة للحرب الأوكرانية، زاعماً أن معظم الحروب تستمر لفترة أطول من المُتوقع, عندما تبدأ للمرة الأولى، مضيفاً في تحذير لافت أن «علينا أن نُهيئ أنفسنا لحرب طويلة الامد في أوكرانيا»، بل مضى أبعد من ذلك في إصرار على مواصلة الحرب عندما قال: علينا أن ندرك أنه «إذا توقًف الرئيس زيلينسكي والأوكرانيون عن القتال.. سوف «تختفي أوكرانيا من الوجود».
ما يعكس من بين أمور أخرى أن الغرب وبخاصة «حزب الحرب» في الناتو, كما في إدارة بايدن وخصوصاً في البنتاغون كما الاتحاد الأوروبي (الذي يُوشك على التصدّع جراء الخلافات المُحتدمة بين دوله بسبب الحرب الأوكرانية), لم يستخلصوا العِبر من فشل الهجوم الأوكراني المُضاد، بل يريدون تحقيق هدفهم (المُستحيل بالطبع), إلحاق هزيمة استراتيجية بروسيا, على ما أعلن أكثر من مسؤول أميركي وأوروبي, ولكن على حساب حياة الأوكرانيين جيشاً ومدنيين.
هناك أيضاً ما يثير الانتباه, حيث «رجّح» الرئيس التركي أردوغان هو الآخر في مقابلة مع قناة أميركية, «إستمرار النزاع في أوكرانيا لفترة طويلة ولن تنتهي قريباً». لافتاً في الوقت ذاته إلى أن الرئيس الروسي/بوتين «يُريد إنهاء النزاع بأسرع وقت ممكن، ويريد أن تنتهي هذه الحرب في أقرب وقت ممكن.. هذا ما قاله لي وأُنا أُصدِقه» ختم أردوغان. ولعل ما يُعزز الريبة, هو «رفض كييف» تحت ضغوط غربية وخصوصاً أميركية، الدخول في مفاوضات, بل ذهبت بعيداً عندما قامت بـ«سنّ» قانون يمنع زيلينسكي من التفاوض.
في السياق ذاته ورغم ضخامة الأموال والأسلحة والمعدات العسكرية المختلفة, بما فيها الدبابات الثقيلة والصواريخ والمدرعات التي ضخَّها المعسكر الغربي بضغوط هائلة من واشنطن التي تقدمت الصفوف، إضافة إلى حلف الناتو والاتحاد الأوروبي، فإن المؤشرات التي تعكسها تصريحات «غربية» عن بروز «عجز» لدى حلف الناتو, وتراجع قدرته على تلبية طلبات كييف العسكرية التي لا تتوقف, حد الزعم الأوكراني بأن وصول طائرات F-16 الأميركية التي وعدت واشنطن تزويدها بها، فضلاً عن صواريخ بعيدة المدى (ATACMS)، ناهيك عن صواريخ TAURUS الألمانية، ناهيك أن بريطانيا زودتها منذ وقت طويل بصواريخ «ستورم شادو»، وقبلها صواريخ «هيمارس» أرسلتها واشنطن، نجحت موسكو في إبطال مفعول الصاروخين البريطاني/الأميركي، بل واستولت على صواريخ منها, تخضع حالياً لفحص الخبراء الروس.
في المجمل، يكاد لا يختلف خبراء غربيون بان الهجوم الأوكراني المُضاد فشِل, وأن احتمالات تطوره وتفادي الأخطاء التي ارتكبها المُخططون الغربيون, عندما زجّوا بالجيش الأوكراني في معركة خاسرة.. لم تعد واردة. الأمر الذي تبدى في الدعوات المُتصاعدة إلى مراجعة المشهد برمته، خاصة باستحالة إلحاق هزيمة استراتيجية بروسيا، وخصوصاً في «حلم» استعادة الأراضي التي يُسيطر عليها الجيش الروسي. وإن كانوا في روسيا ما يزالوا يبدون نوعاً من الحذَر إزاء التصريحات الأميركية حول فشل الهجوم المُضاد الأوكراني، حيث –كما يقول ألكسندر كوتس في صحيفة «كومسومولسكايا برافدا» يوم أمس/الأربعاء: «بطبيعة الحال، لا ينبغي أن يكون المشهد عبر المحيط مُضللاً.
في بعض الأحيان يكون المقصود من بعض التصريحات حثّ القيادة الأميركية على تقديم مزيد من المساعدة الفعَّالة لكييف, وتوسيع نطاق الأسلحة المُورَّدة». لكن ــ أضافَ ــ من الواضح أن «الشعور بالخيبة والتعب بدأ. وقد يؤدي ذلك إلى دعم أكثر عدوانية لأوكرانيا، أو قد يُؤدي إلى خلاف بين النُخب الأميركية».
مدار الساعة (الرأي الأردنية) ـ