مدار الساعة - مندوبا عن رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز رعى وزير الاوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية الدكتور عبدالناصر ابو البصل افتتاح أعمال المؤتمر التنموي للاوقاف (الوقف-تنمية مستدامة) اليوم الاربعاء في عمان الذي تنظمه شركة لهيم الدولية المحدودة وبالشاركة مع وزارة الاوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية.
وقال ابو البصل خلال الكلمة التي ألقاها نيابة عن رئيس بحضور وزراء التنمية الاجتماعية هالة لطوف والصحة محمود الشياب والتربية والتعليم عزمي محافظة وسماحة قاضي القضاة الشيخ عبدالكريم الخصاونة وسماحة مفتي عام المملكة الدكتور محمد الخلايلة ان المقدسات الاسلامية في القدس الشريف تمثل وقفاً تتمثل فيه خصائص الوقف من التأبيد والديمومة والثبات ووجوب المحافظة عليه وعدم التقصير في عمارته ورعايته ، وهو ما أثبتته الوقائع العملية والمشروعات المعمارية ، والتشريعات الوقفية، والوقفات الراسخة التي جسدتها رؤية جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين الثابتة ورسالتُه للعالم أجمع حول القدس الشريف ومقدساتها جميعاً بعامة والمسجد الأقصى المبارك بخاصة الذي لا يقبل التقسيم ولا المشاركة ولا التفاوض.
وأضاف أبو البصل "نستذكر ونحن نفتتح اليوم أعمال المؤتمر التنموي للاوقاف وكل يوم وكل لحظة تمر بنا أوقاف القدس والمسجد الأقصى المبارك الذي يتعرض للاعتداء وانتهاك حرماته كل يوم من قبل السلطة القائمة بالاحتلال ، ومن قبل المتطرفين اليهود الذين لا يرعون حرمة للوقف ، ولا لأصحاب الحقوق في هذه الأرض المباركة ، لا لهذا المسجد الذي يُعد جزءاً من عقيدة المسلمين وثقافتهم وفكرهم وسيرة نبيهم المصطفى صلى الله عليه وسلم ، حيث ذكر في القرآن الذي نتلوه صباح مساء في سورة الاسراء .
وأشار الى أن انعقاد المؤتمر جاء في وقت تحتاج الأمة فيه إلى احياء النماذج الحضارية التي كان لها دورها وإسهاماتها الكبيرة في تاريخ أمتنا كما تحتاج إلى بعث الأمل في نفوس أبنائها حينما تصلهم منافع الوقف ويستظلون بظلاله، وأنه مخصص "للوقف" الذي يعدد مؤسسة تنموية شاملة تمتد آثارها وثمارها إلى جميع أوجه حركة المجتمع فتتحقق من خلاله مقاصد الشريعة وأهدافها ويثبتُ بالدليل الواقعي جانبٌ من جوانب الاقتصاد الاسلامي الذي تشرئب الأعناق إلى رؤية مؤسساته.
وأوضح أنه لا حاجة لأن نسمع (بعضهم) يكرر على مسامعنا مقولة يتهمنا من خلالها أننا لا نعرف إلا الوقف على المسجد فقط، مع أننا ومن خلال أنظمة وزارة الاوقاف وقوانينها كالبرامج الوقفية ونظام المساجد وغيرها يظهر بوضوح أننا في وزارة الاوقاف ومنذ نشأتها تتبنى فكرة المسجد باعتباره مؤسسة تربوية دعوية واجتماعية متكاملة تحرص الوزارة وتؤكد على ضرورة بناء النموذج المكتمل الذي يحتوي بالاضافة للمسجد جملة من مرافق متكاملة تشكل في مجموعها مجمعاً للنور والهداية والتعليم والثقافة والوسطية والرحمة تشع كلها من تلك المؤسسة الوقفية الأولى في صورتها الناصعة البياض كما يحرص على وقفيات تلبي احتياجات المجتمع والدولة جميعها.
وبين الوزير ابو البصل ان المؤتمر نص على صفة (التنموية) في الأوقاف وهذا الامر وإن كان قد تُرجم عملياً وتشريعياً وتقوم به دائرة تنمية أموال الاوقاف والمؤسسات المماثلة في عالمنا الاسلامي إلا أن المجتمعات العربية والاسلامية لا تزال بحاجة كبيرة الى الارتقاء بمستوى الوعي بالوقف في مجالاته المختلفة ومنها الوقف التعليمي على سبيل المثال والوقف الصحي والوقف الاجتماعي ، فحاجتنا لدليل للواقفين وإعلام مبسط للأصول العملية والاجرائية للوقف لا تزال في بداياتها.
1-أنه نُصَّ عليه في دستور المملكة في دستور (1928 / 1946 / 1952)
2-أن ما تقوم به الدولة من تخصيص للأوقاف يُعد وقفاً .
3- أن أموال الاوقاف محميّة (الأموال العامة) نص (1928) نص دستور (1928) مادة (61) منه على ما يأتي يعين بقانون خاص تنظيم أمور الأوقاف الاسلامية وإدارة شؤونها المالية وغيرها ، وتعتبر مصلحة الوقف أحد مصالح الحكومة .
4- أن عقار الوقف لا يخضع للربع القانوني.
بدوره قال أمين عام المؤتمر ورئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر المهندس محمود بن أحمد العوضي ان الوقف يحقق الريادة والسيادة للاوطان وللمؤسسات وهذا ما ظهر في الجامعات العريقة على مستوى العالم مستشهدا بواقع الوقف تلذي حققتها بعض الجامعات الامريكية والاوروبية.
وأكد العوضي على ضرورة تطوير مفهوم الوقف لدى الرأي العام بحيث يدرك الناس ان الوقف ليس مرتبط بأنواع محددة مثل المساجد التي نقدر عاليا جهود الخيرين في عملية البناء وانما هناك أوجه أخرى للوقف يمكن الانفاق بها.
أمين عام مجمع الفقه الاسلامي الدولة الاستاذ الدكتور عبدالسلام العبادي قال ان المؤتمر التنموي للاوقاف يأتي امتدادا لنهج يسير عليه المجمع الفقهي والذي استطاع ان يعد العديد من الدراسات والابحاث جزء منها يسلط الضوء هلى الوقف مقترحا على المشتركين الاستفادة من هذه الدراسات والبحوث العلمية المنقحة.
وأضاف العبادي اننا لا بد وان نستفيد من المؤسسات المصرفية الاسلامية (البنوك) في الاستثمار لصالح الوقف واقامة مشاريع وقفية.
وبين ان الاردن كان مهتما بالوقف وهذا ظهر من خلال تأسيس مؤسسة تنمية أموال الاوقاف التابعة لوزارة الاوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية ، لكننا بحاجة الى تفعيل العمل وتكثيف الجهود من أجل تشجيع الاستثمار وتنمية الوقف.
من جانبه قال رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر عميد كلية الشريعة بالجامعة الاردنية الاستاذ الدكتور عبدالرحمن زيد الكيلاني ان انطلاق أعمال المؤتمر التنموي للاوقاف يأتي بالتزامن مع المشروع النهضوي الشامل الذي يطلقه جلالة الملك عبدالله الثاني والذي يحمل بطياته نهضة اقتصادية وسياسية واجتماعية.
وأكد الكيلاني ضرورة الاستفادة من الجلسات والاوراق النقاشية والابحاث التي يتم طرحها وتناولها خلال فعاليات المؤتمر التي تمتد ليومين، بمشاركة وزراء سابقين وعلماء ومفكرين ومختصين في الاقتصاد الاسلامي والوقف.
كما واصلت جلسات المؤتمر انعقادها حيث استهل اولى جلساته صباح اليوم بجلسة حوارية ضمت كل من وزير الاوقاف و الشؤون و المقدسات الاسلامية الدكتور عبد الناصر ابو البصل ووزيرة التنمية الاجتماعية هالة لطوف بسيسو ووزير الصحة الدكتور محمود الشياب ووزير التربية و التعليم الدكتور عزمي محافظة خيث ناقشوا اهمية الوقف على القطاعات المختلفة وضرورة تفعيله لينعكس على المجتمع بالنفع و الفائدة وتحسين الاوضاع الاقتصادية.
واكد وزير الاوقاف و الشؤون و المقدسات الاسلامية الدكتور عبد الناصر ابو البصل ان وزارة الاوقاف تمتلك اراضي واستثمارات وقفية في مختلف مناطق المملكة وهي تعمل في الفترة الحالية على نشر التوعية لدى عامة الناس باهمية الوقف و الشمركة فيه لما يعكسه نجاح هذه المشاريع من فائدة اقتصادية و اجتماعية على المجتمع باكمله.
واضاف ان مجالس الاوقاف اصدرت العديد من الفتاوى المهمة التي ساعدت في تطوير الوقف من خلال السماح بالمساهمة بالوقف بما يسمى سهم الوقف والذي يتيح للجميع المساهمه في مشاريع وقفية بالية الاسهم التي تمكن غير الاغنياء من المشاركة في الوقف وهو ما يؤسس لمرحلة جديدة من الوقف تنعشه و تزيد من روافده السنوية والتي ستعزز من الوقف بشكل كبير.
وزيرة التنمية الاجتماعية هالة لطوف بسيسو قالت ان مؤتمر التنموي للوقف يأتي الان في فترة مهمه خصوصا مع ضعف الاقتصاديات العربية و هو ما يحتم علينا جميعا ان نعزز من الاوقاف و نوسع اشكالها بادخال مشاريع وقفية جديدة انسانية مثل ادخال الوقف في مشاريع رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة و فتح دور للسمنين و اصحاب التفكك الاسري وغيرها من المجالات التي تمس بشكل مباشر الفقراء و المساكين واصحاب الحاجة.
واضافت لطوف ان ابواب وزارة التنمية الاجتماعية مفتوحة للتعاون في هذا المجال لما يحققه من انجاز على المستوى الانساني مؤكدة انه يتوجب على القائمين الوقف نشر المزيد من الوعي مجتمعيا وعلى صعيد شعبي ليفهمه الجميع ويقتنع باهميته وثم يشارك فيه بقدر ما يستطيع وهو ما سينعكس على الدولة بكل مؤسساتها وسيتفيد منه المواطن وصاحب الحاجة و تساهم بانعاش الاقتصاد المحلي بكشل كبير.
وزير الصحة الدكتور محمود الشياب قال ان الاستثمار في الوقف مهم جدا حيث تملك وزارة الصحة العديد من قصص النجاح بهذا المجال ابرزها مؤسسة الحسين لعلاج مرض السرطان اضافة الى مستشفى المقاصد التابع لوزارة الاوقاف مؤكدا انها مشاريع ناحجة ساهمت بعلاج الناس بشكل كبير وحققت فرص العمل للكثير من الشباب .
وقال ان وزارة الصحة استقبلت العديد من التبرعات على شكل وقف منها الاراضي و بناء المراكز الصحية و التبرع بالاجهزة الطبية مؤكدا اننا نحتاج المزيد من التبرعات والتي لن تأتي الا بنشر الوعي الوقفي بين الناس .
وزير التربية و التعليم الدكتور عزمي محافظة ان الحاجة ماسة لتعظيم الوقف على التعليم وارشاد الناس اليه خصوصا في الاردن الذي يعاني من اكتظاظ الطلبة في المدارس نتيجة ما يعرف باللجوء السوري مؤكدا ان 140 الف طالب سوري يتلقون تعليمهم في المدارس الاردنية.
واضاف انه يتوجب على القائمين على الوقف القيام بحملة توعوية كبيرة ترشد الناس و توعيهم باهمية الوقف.
من جهته اكد وزير الاوقاف الفلسطيني على اهمية الوصاية الهاشمية في رعاية المقدسات الاسلامية و المسيحية التي تعبر وقفا لا يجوز للاحتلال الاسرائيلي الاقتراب منه لافتا الى ان 2 % من اراضي الدولة الفلسطينية هي ملك للاوقاف ويتم رعايتها و استثمارها بشكل كبير.
واضاف ان الدولة الفلسطينية تعتبر الاوقاف خطا احمرا يتم رعايته و استثماره ليعود على الاقتصاد الاسلامي بالفائدة التي تنعكس عليه اجابا مؤكدا ان اي استثمار بالوقف هو استثمار ناحج يجب رعايته و الاهتمام فيه.
وضم المؤتمر في يومه الاول جلسة بعنوان الاوقاف و التنمية ترأسها وزير الاقاف الاسبق الدكتور هايل داود اكد خلالها على ان للوقف دور كبير في التنمية المجتمعية بكل اشكالها ويجب على الجميع الاستثمار فيها كما تحدث في الجلسة مدير معهد الملك عبد الله الثاني لاعداد الدعاة و تأهيلهم وتدريبهم الدكتور رشاد الكيلاني مؤكدا ان الوقف ساهم في تأهيل و تدريب الائمة و الوعاظ و عالج الكثير من المشاكل التي كان حلها يحتاج الى تمويل لحلها.
وقال وكيل وزارة الشؤون الاسلامية و الدعوة و الارشاد للتخطيط والتطوير السعودية السابق الشيخ احمد بن عبد الله الصبان ان مشاريع الوقف لها دور كبير في التنمية وخصوصا في مجال المياه حيث ان للمملكة العربية السعودية تجارب ناحجة في استثمار الوقف في ما يخص المياه حيث نفذت مشايع في هذا المجال واستفاد منه المواطن السعودي.
وتحدثت الجلسة الثانية التي حملت عنوان الاوقاف و التطور العمراني عن اهمية الاوقاف و الاسكان و الاوقاف السياحة و الاوقاف و الاسكان قال خلالها مستشار شركة الصكوك الوطنية الاماراتية و مستشار رئيس مجلس ادارة الهيئة العامة للاوقاف السابق عبد الله بم محسن النمري ان الاستثمار في الوقف مهم ويساعد بشكل كبير في حل مشاكل الشباب في ايجاد مساكن يمكن تمويلها باشكال مخففه تساعدهم على الزواج و الاستقرار و تعود بالفائدة على الاقتصاد الوقفي من خلال عوائد التمويل و مرابحاته .