أخبار الأردن اقتصاديات خليجيات دوليات مغاربيات برلمانيات وفيات جامعات وظائف للأردنيين رياضة أحزاب مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية جاهات واعراس الموقف شهادة مناسبات مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

نذير.. مثال للانتماء والاخلاص والوطنية

مدار الساعة,مناسبات أردنية,الملك عبدالله الثاني بن الحسين
مدار الساعة ـ
حجم الخط
مدار الساعة -كتب: المستشار الدكتور انور العتوم - لطالما بحثت في حياتي عن الرجال الرجال الذين يبنون الاوطان من خلال قيم الانتماء والاخلاص والوطنية ، ومن خلال استغلال علمهم وخبراتهم لبناء المؤسسات التي يقودونها بطريقة عصرية تواكب التطورات العالمية والاقليمية من اجل المساهمة في بناء الوطن .
هناك نماذج عالمية واقليمية نجحت نجاحا باهرا في تقدم دولهم ، كنا نبحث عن تطبيق امثالها في اردننا الغالي الحبيب ، ونتساءل عشرات ، لا بل مئات المرات عن سبب عجزنا عن صنع مثل هذه النماذج .
ولنعلم جميعا وبدون ادنى شك ، بأن الدول التي وصلت الى اعلى سلم التطور والنهضة ، ما كانت لتصل لذلك لولا العلم سواء على الصعيد المدني او العسكري ، فالعلم يصنع الدول ويجعلها في مصاف الدول المتقدمة ، ولا يمكن استخدام هذا العلم في صناعة العلماء في حالة من الانغلاق وعدم الانفتاح على الآخرين والأخذ من تجاربهم .
وفي هذا الشأن ، فقد سرني ، لا بل ابهرني الفكر المتقدم الذي يتبناه ويقوده المخلص الوطني المنتم معالي الدكتور نذير عبيدات رئيس الجامعة الاردنية في ادارته وقيادته للجامعة من خلاله تبنيه لبرامج غير مسبوقة في الجامعات الاردنية تهدف الى إصلاح الجامعة على كافة الصعد ، ابرزها برنامج الابتعاث الذي شرع به بجرأة كبيرة لم يسبقه عليه احد ، اذ عمل على ارسال ارسال اكثر من 70 طالبا وطالبه في بعثات خارجية لأرقى الجامعات في العالم ليعودوا للجامعة حاملين معهم آخر ما توصل اليه العلم وما توصلت اليه التكنولوجيا ، وليقودوا طلبتنا الى طريق النهوض ، وليجعلوا من علمهم وخبراتهم انطلاقة جديدة تؤسس لنهضة جديدة في البلاد تكون فريدة من نوعها في المنطقة .
لقد تبنت بعض الدول العربية مثل هذا التوجه وهذه الاستراتيجية ، فنهضت وتقدمت ، مثال ذلك العراق الذي اتبع استراتيجية الابتعاث الى الجامعات الامريكية والبريطانية حتى غدا في فترة من الفترات من اكثر الدول تقدما على كافة الأصعدة على مستوى الاقليم ، لا بل على مستوى العالم ، ولولا الحروب التي خاضها ، لكان الآن من بين اول خمس او ست دول في العالم على مستوى التقدم العلمي والتكنولوجي والعسكري .
ليس العراق فقط ، بل دأبت بعض الدول الخليجية ومنها الامارات والسعودية وقطر على اتباع مثل هذه الاستراتيجية ، فعاد لها الالاف من الخريجين والعلماء الذين بدأوا يعملوا على تنمية ونهضة بلادهم .
لم يقف معالي الدكتور عبيدات عند ذلك ، انما وجه انظاره الى داخل الجامعة على صعيد تطوير مهارات الطلبة بنشاطات غير مسبوقة ايضا ، تهدف الى صقل مهاراتهم وتواصلهم مع المجتمع المحلي ، والمشاركة في منتديات داخلية وخارجية للحصول على مزيد من المعرفة .
ولطالما كان الكثير يشكون من البنية التحية والصفوف الدراسية في الجامعة ، فجاء عبيدات ليتصدى لذلك من خلال العمل على زيادة وإصلاح المئات من الغرف الصفية تمنح الطالب الراحة في غرفة الصف .
لم يأت هذا من فراغ ، انما جاء من انسان مفكر حركته مبادؤه وانتماؤه واخلاصه لبلده للخروج من عنق الزجاجة والتمترس في مكان واحد الى العمل الجاد ليلا نهارا لتحقيق المستحيل ، وتحقيق رؤية جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين المعظم التي ينادي بها لتطوير التعليم .
وليعلم الجميع بأنني لم اكتب هذا ، الا حينما اطلعت على مثل هذا الفكر وهذا التطبيق الذي ابهرني حقا ; ابهرني لأن ما حدث كان غير مسبوق ، وكنت اتمنى منذ زمن طويل ان نتحرك خطوة للأمام ، وها نحن نتحرك هذه الخطوة في ظل الدكتور عبيدات الذي نرجو له التوفيق في عمله والمضي في خطواته المباركة على هذا النهج .
مدار الساعة ـ