أمير حصل في الصف الأول على علامته 99% عندما كانت تعلّمه المس جودي ولكنه وفي الصف الثاني حصل على علامته 83% عندما انتقل إلى صف المعلمة زين ؟! فما الذي حصل هل كانت المعلمة جودي غير دقيقة في وضع العلامات أم أن المعلمة زين لا تجيد الشرح لذلك تدهور مستوى أمير !
راشد ، طالب مزعج وكثير الحركة وكثيراً ما تحتج المعلمات على وجوده لا وبل تشتكين منه لأنه يزعج زملائه ومن كثرة حركته فإن وقت الحصة يضيع فقط في متابعة حركات راشد ! ولكن الغريب بالموضوع أن راشد هو كابتن فريق كرة القدم وبنفس الوقت مبدع في بعض المواد ومع بعض المعلمات فما هي الخلطة السحرية التي تتبعها تلك المعلمات ؟!
كثير من الزملاء والزميلات لا يدركون أن لكل طالب نمط معين يوافقه أكثر من غيره في التعلّم لذا فعلى المعلم المميز أن يختار النمط الأنسب لكل طالب حتى تكون كمية الفائدة من الحصة الصفية كبيرة وبعكس ذلك فإنه سوف يتم ظلم الطالب لأنه لن يتلقى التعليم المناسب له وعلى العكس ربما تصنفه المعلمات في هقل بعيد كل البعد عن الحالة الحقيقية له .
فما هي الأنماط التعلمية ؟! وماهي أنواعها ؟! دعونا نتعرف إلى هذا المجال التربوي الكبير.
النمط التعليمي : هو طريقة التلقي عند الأطفال أي الطريقة التي يفضل فيها المتعلم أن يتلقى العلوم لذلك يجب اختيار النمط المناسب للطفل حتى يحقق أكبر استفادة .
النمط : هو كيف يستفيد الطالب من التعلم لأن لكل طالب طريقته الخاصة في اكتساب المعلومة .
فهناك طالب نعلّمه الكتابة مثلاً : من خلال الكتابة مباشرة وآخر من خلال المعجون والليجو والألعاب وآخر من خلال موسيقى وأنشودة وآخر من خلال تفريد التعليم وآخر من خلال اللعب وهكذا دواليك .
لذا فإن التعليم الاعتيادي الذي يعلّم جميع الطلبة بنفس الطريقة هو اسلوب لم يثبت نجاحه إطلاقاً فطالب متفوّق عند معلمة ما قد يصبح مهملاً وكسولاً لدى معلمة أخرى والعكس صحيح لأن النمط التعليمي للمعلمة الأولى وافق نمطه التعليمي بينما لم تنجح المعلمة الثانية في أن تكتشف نمطه التعليمي أو ربما لم يناسبه نمطها في الشرح والتدريس لذلك لم يتفوق بل وربما يتحول من ذلك الطالب المتفوق إلى ذلك الطفل المهمل والمزعج .
وأثبتت الدراسات بأن %70 من الطلبة الذين ينعتون بالكسولين هم ليسو كذلك وإنما هم طلبة لم يوافقهم نمط المعلمة التعليمي .
وأنماط التعلم متعددة حسب وجهة نظر العلماء فمنهم من اعتبرها ثلاثة ( بصري وحركي وسمعي ) ومنهم من ذهب إلى غير ذلك بأن ربطها بأنماط الذكاءات المتعددة وأنا أميل للتصنيف الأول.
النمط البصري :
هنا المتعلم يميل بأن يرى كل ما يتعلمه بعينيه حتى يتمكن من تخزين المعلومات وعادة ما ينجذب إلى الصور والرسومات والأقلام وعادة ما يتميز هذا الطفل بذاكرة قوية ويتذكر وجوه الأشخاص وملابسهم أكتر من أسمائهم ويحفظ الطرفين من أول مرة فتجد الطفل يحفظ بيت جدّه وطرقه وهو في سن مبكّرة .
وهنا يجب على المعلم وعلى الأهل الاعتماد على التعليم بالصور والمشاهد والرسم أكثر من التلقين والسماع والوصف اللفظي .
وعلى المعلم أن يستعين بــ :- الخرائط الذهبية
وتحديد خطوط عريضة للمادة والرسومات المائية والمخططات وتقسيم السبورة أو الدفتر إلى أقسام رئيسية مستخدماً الألوان .
لأن الطالب هنا يميل لحفظ الأشكال والرسومات وتراه يلوّن الأشياء المهمة ويستمتع بتزيين صفحة الكتاب ويميل للهدوء الذي يرافقه الخيال الواسع .
كيف نتعرف إلى الطالب البصري :
- يتابع تحركات المعلم ويهتم بمنظره ولباسه وهندامه ومكان جلوسه ويهتم بالملصقات الورقية ورسمات الجدار والألوان ويجب عند تعليم هذا الطالب استخدام الوسائل والرسومات والأفلام وعدم استخدام اسلوب المحاضرة وعند رواية قصة يجب أن يرافقها كتاب يضم صوراً أو فيلم مصوّر ويجب الابتعاد عن أسلوب السرد أو الحركة لأنه ليس من اهتمامتهم .
النمط السمعي :
يميل إلى الإستماع ويعتمد على حاسة السمع والتخزين لديه ويعتمد على التعليمات الشفهية أكتر من المكتوبة ويميل إلى التعلم عن طريق القصة والوصف ويستمتع جداً بالتحدث إلى الآخرين .
المتعلم السمعي غالباً ما يميل للموسيقى وهو متحدث مبدع ولديه ملكات لغوية كبيرة .
كيف نتعرف إلى الطالب السمعي :
يتعلم من خلال الاستماع ، أحياناً تجده يكلّم نفسه ، يجب أن يستمع للشرح من الآخرين أو أن يشرح هو بنفسه ، يقلّد الأصوات ويجد صعوبة في التعبير الكتابي ، يدرس بأن يسمّع المادة جهراً ، يحب الخوض في المناقشات ويبدع في ذلك ولديه القدرة العالية على تكوين الصداقات وقيادة هذه العلاقات فالطالب السمعي هو طالب يتسم بالقيادة .
أفضل الطرق للتعليم هي أسلوب المحاضرة والكتب المسموعة ، وأسلوب القصة والمناقشات وتبادل الأدوار ويتقن العمل في المجموعات وغالباً ما يكون هو القائد .
النمط الحركي أو الحسي :
المتعلم هنا يتعلم بالحركة وأحياناً يشعر المعلمون بأنه طالب مزعج لديه فرط حركة وأحياناً ينعت بأن لديه (AHDL)
لأنه يسبب إزعاجاً للمعلم بل وللمدرسة ككل إلا أنه طفل طبيعي وربما لديه قدرات عقلية كبيرة ولكن الخطأ تصنيفه ربما يظلمه لأنه يصنفه ضمن خانة طلبة النشاط الزائد وربما يتم تحويله إلى طبيب نفسي أو قسم إرشاد وهو ليس بحاجة لذلك .
كيف نميز المتعلم الحركي :
يحب الرياضة والحركة و يتعلم بالعمل واللمس ، يحب المختبر والليجو والمعجون ، لديه تآزر كبير بالحركة ويستخدم لغة الجسد للتعبير بدلاً من الكلام .
ويتذكر الأحداث أكثر من كل ما يقرأ أو يدرس ، يعبر بيديه وحركة جسده ويميل لتمثيل القصص .
ويجب على المعلمين الإكثار من مقاطع الفيديو والقيام بالرحلات الميدانية وشرح المادة بالعمل والحركة ويجب على المعلمين إشغال هذا الطالب بأعمال إدارية كأن يكون مسؤول الحضور والغياب أو عقد مجلس طلبة ، وعلى المعلم الإكثار من التعلّم بالعمل والأشغال اليدوية والقص واللصق ، لأن هذا المتعلم لا يتعلم إلا بالعمل .
ويجب التركيز عليه في حصص التربية الرياضية والتربية المهنية لأنه غالباً ما سيبدع في هاتين المادتين .
وفي الختام أتمنى من جميع الزملاء المعلمين والمعلمات وأولياء الأمور الكرام أخذ موضوع الأنماط التعليمية على محمل الجد ، لأنه قد يحدد مستقبل طفل ما ويوجهه بطريقة مميزة بل وربما يخرج أفضل ما لديه أو على النقيض ربما يخرج أسوء ما عنده .
مستقبل الأطفال رهن باختيار طريقة التعليم المناسبة له لذا علينا الإبداع في اختيار تلك الطريقة .