أخبار الأردن اقتصاديات خليجيات دوليات مغاربيات برلمانيات جامعات وفيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات أسرار ومجالس مقالات مختارة تبليغات قضائية مناسبات مستثمرون جاهات واعراس الموقف شهادة مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

هل يظهر الجن للإنسان ويراه؟


أ.د. بلال ابوالهدى خماش

هل يظهر الجن للإنسان ويراه؟

مدار الساعة ـ
كثير من الناس يقولون أنهم رأوا الجن بشكل إنسان أو حيوان . . . الخ؟! فهل يرى الإنسي الجني؟
لقد اعلمنا الله في كتابه العزيز القرآن الكريم انه يرانا هو وقبيله من حيث لا نراهم (يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا ۗ إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ ۗ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ (الأعراف: 27)). خلق الله ابو الإنس آدم عليه السلام من طين، من حَمَإٍ مَّسْنُونٍ من صلصال كالفخار (الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ ۖ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ ، وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ خَلَقَ ٱلۡإِنسَـٰنَ مِن صَلۡصَـٰلࣲ كَٱلۡفَخَّارِ (السجدة: 7، الحجر: 26، الرحمن: 14)). وخلق زوجه من نفسه وخلقهما بعقل وغريزة للتكاثر، أجساد بني آدم مادية وملموسة غير شفافه وثابتة، وطبيعتها لا تتغير ولا يرى ما بداخلها بالعين المجردة. وأما بالنسبة لروح آدم فقد نفخ فيه الله من روحه فروح آدم وزوجه وذريته وأرواح بني آدم أجمع من روح الله (ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِ ۖ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ ۚ قَلِيلًا مَّا تَشْكُرُونَ (السجدة: 9)). اما الجن فقد خلقهم الله من قبل آدم عليه السلام وبعد الملائكة وخلقهم من نار من نار السموم (وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ مِن نَّارِ السَّمُومِ (الحجر: 27))، فماهية أجساد الجن تتغير وتتشكل بأشكال مختلفة لأنها من نار وغير مادية ولا نعرف مكوناتها التفصيلية الا التي ذكرها الله لنا وبشكل عام وهي من نار (شفافه ويمكن ان يرى الإنسان من خلال أجسادها)، وخلق الله الجن من عقل وغريزة للتكاثر ومن روح (ولا نعرف اي شيء عن ماهية روح الجن). واما الملائكة فقد خلقهم الله من عقل وروح (ولا ندري عن ماهية روح الملائكة) وبدون غريزة فهم لا يتكاثرون. فماهية أجساد الملائكة تتغير وتتشكل بأشكال مختلفة لأنها من نور وغير مادية أيضا ولا نعرف مكوناتها التفصيلية الا التي ذكرها الله لنا وبشكل عام وهي من نور (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُون (الأنعام : 1)) فماهية أجساد الملائكة شفافه ويمكن ان يرى الإنسان من خلالها. وخلق الله الحيوانات بأشكال مادية ثابتةً لا تتغير وبدون عقل وبغريزة للتكاثر ومن روح (ولا نعرف اي شيء عن ماهية روح الحيوانات).
وبناء على ماهية أجساد الملائكة وأجساد الجن فيمكن أن تتشكل أجساد الملائكة والجن بأشكال بني آدم او الحيوانات أو الطيور أو غيرها من خلق الله المادي واما العكس فلا. وللإجابة على عنوان المقالة وبعد رجوعنا الى الشيخ العلامة محمد متولي الشعراوي رحمه الله فوجدنا انه اجاب بما يلي: إذا أراد الجن أن تراه فهو يظهر لك على صورة شيء مادي من مخلوقات اللهً المادية (كالإنسان او الحيوان أو غيره)، ولكنه لا يتمثل في صورة وهيئة غير هيئته كالإنسان أو الحيوان بشكل مستمر، بل بشكل ومضة وسريعة، ومن ثم يختفي من أمام من يراه، معللا ذلك بأن الجن يعلم أنه لو تشكل للإنسان في صورة مادية وبشكل مستمر تحكمه الصورة التي انتقل إليها فإذا أطلقت عليه الرصاص عند ظهوره لك بصورة إنسان أو حيوان يموت في الحال.
ومن الأنبياء الذين كانوا يرون الجن ويتعاملون معهم هو سيدنا سليمان عليه السلام فقد شغل مردة الجنّ بالأعمال الشاقّة لدرء أذاهم عن الناس، وكان يراقبهم بنفسه مراقبة متواصلة كلّها جدّ وهيبة. وقد ذكر الله في القرآن الكريم أن الرسول قد قرأ القرآن على رهط منهم وقابلهم في الحجون. فالأصل في الجن أن لا يراهم الإنس، لكن يوجد بعض حالات تستثنى من هذه القاعدة، فيوجد من الإنس من رأى أو يرى الجن، وقد ثبت أن النبي ﷺ رأى الجن، وكلمهم، وخاطبهم. ولكن الأدلة الصحيحة تثبت رؤيتهم حقيقة وليس تخييلًا، كما حصل مع أبي هريرة في الحديث المتقدم الذي أخرجه البخاري، عندما جاءه الشيطان على صورة رجل فقير ذي عيال لأكثر من ليلة وأخبره الرسول بذلك عن طريق جبريل عليه السلام، وغير ذلك من الأحاديث التي تثبت رؤيتهم حقيقة.
مدار الساعة ـ