نحو انشاء المدن الحضارية وأنظمة التصريف الذكية لمواجهة الكوارث والازمات.
تأهيل الحكومات وأفرادها اهم من توعية المواطنين
بعد الفشل الكبير في احذ التدابير والاجراءات اللازمة لمواجهة تداعيات اعصار دانيال في ليبيا رغم انه كان هناك مدة الستة ايام كانت كافة لتحذير السكان وخضوضا في المنخفضات واعلي الجبال وترحيلهم الى أماكن أكثر أمنا, وقبلها كان هناعشرات السنين للتحضير لما قبل الازمة أو الكارثة بشكل شامل ولكن حدث الاسوأ: كارثة القرن 20 الف من الضحايا جراء الاعصار وما تبعه من امطار غزيرة وانهدام المباني والسدود والبنى التحتية وطوفان في وادي درنه وخرج عن مسارة واهلك الحرث والنسل ودمر المدن وجر الضحايا كأشلاء نحو البحرالابيض المتوسط في اقسى مشهد للكوارث الطبيعية ودروس لتقاعس الحكومات المتصارعة على السلطة.
وبالمقارنة مر نفس الاعصار منذ 4 ايلول في ثلاثة دول هي تركيا وبلغاريا واليونان وكانت الخسائر البشرية قليلة لم تتجاوز ال ٢٠ قتيل بسبب الجاهزية التامة رغم حصول خسائر مادية كبيرة وهي عادة لا يمكن تجنبها ولكن اعلان حالة الطوارىء ثم التحضير باستدعاء مئات العناصر من المدربين والمدنيين ومن الجيش والجهات الأمنية الاخرى وتجهيز المأوى وتقديم المساعدة للمتضررين ساهم في تقليل الخشائ.
قبل شهرضرب الولايات المتحدة اعصار هيلاري Hurricane Hilary ولكن خرج الرئيس الامريكي بايدن ووجه التحذر ل 50 مليون مواطن لاخذ الحذر وكانت جاهزية الإدارة المتكاملة والشاملة للازمة أو الكارثة عالية جدا من سلامة المباني والطرق والجسورحيث التوعية وسلامة انظمة التصريف والغاء رحلات جوية والغاء النشاطات الرياضية والاحتفالات حتى الغاء أو تأحيل رحلات الفضاء ومتابعة وسائل الاعلام في بث مباشر لمتابعة التطورات وبث التحذيرات.
ولعل من أهم الدروس المستفادة والمطلوبة لمواجهة الأعاصير هي؛ الدعوة إلى إنشاء نظام تصريف مياه عالمي للمدن باستخدام شبكة أنفاق TBM وهذه الأنفاق متعددة الاغراض تساعد في حل أزمة الطرق وتصريف المياه ومشاريع معتدلة التكلفة وتحل أزمة التقاطعات المرورية وتحول مدننا إلى مدن ذكية بدون ازدحام أو تلوث أو فيضانات.
** الانفاق الذكية والآت الحفر العملاقة : Smart Tunnels ..and Tunnel Boring Machine "TBM"
والتي تعرف بحلول الضب العملاق .. جحور بحجم الانفاق الذكية العملاقة وهي أنفاق الذكية تحد من كوارث الأمطار والفيضانات والازدحام المروري .. وكلفة الانشاء أقل من كلفة الخسائر
ابهرت ماليزيا العالم بحماية كوالالمبور وذلك بانشاء النفق الذكي حيث قامت الحكومة الماليزية ببنائه بعد ان غمرت مياه الأمطار بعض المدن الماليزية إلى حد استٌنفرت فيها أجهزة الدولة لمعالجة المشكلة التي كانت الأولى حينها نظرا لارتفاع منسوب المياه لحد غير مسبوق فجاءت ولادة مشروع النفق الذكي الذي يعتبر الأول و الأوحد في العالم للتخلص من مشكلة الفيضانات بالدرجة الاولى وكذلك لحل جزء من الازدحامات المرورية في كوالالمبور وبطريقة لم يسبق تنفيذها في العالم يتكون هذا النفق من ثلاث طبقات . واحدة للذهاب واخرى للاياب والطبقة الثالثة لتصريف المياه ويبلغ طوله اكثر من 9 كيلو متر. عند هطول امطار غزيرة يتم اغلاق النفق ويستخدم بشكل كامل وبطبقاته الثلاثة لتصريف مياه الامطار والتي تذهب الى خزانات على جانبي النفق لتستخدم بعد ذلك في اغراض اخرى.
.
"Tunnel Boring Machine"TBM او ما تعرف شعبيا ب " الضب العملاق", استخدمت في حفر النفق ألات حفر الأنفاق العملاقة طول الآلة الواحدة منها، ما بين 90 و120 متراً، وتقدر كمية الحفر اليومية لكل آلة بما يعادل 200 ، كما يصل وزن الآلة الواحدة نحو 1528 طنا بما يعادل شاحنة أو يعادل طائرة من طراز "جامبو 747" بكامل حمولتها.
وهذه آلالة مجهزة بشفرة دائرية لحفر مختلف أنواع التربة في الطبقة الأرضية من التربة الرملية إلى الصخور القاسية.
ويمكنها حفر الأنفاق بأقطار متعددة تصل حتى 19.25 م حالياً. ولا يتم استخدامها في الأنفاق الأقل من 1 م حيث يتم استخدام انواع اخرى منها اصغر خجما وقطرا.
هذا جانب مهم من التحضير لمواجهة الأمازات والكوارث وتقليل الخسائر البشرية وحتى نخفف من حجم الاجراءات ما بعد الكارثة من رعاية صحية وايواء وغذاء وطلب المساعدات وتخفيف عمل طواقم المساعدة والنجاة.