من الواضح انه صار يغيب عن فكر وقناعات الكثير من المسؤولين في بلدنا، واحد من أهم عناصر الانجاز والنجاح والحضور، ان لم يكن اهمها. وهو عنصر ضروري للسياسي سواء كان في موقع رسمي او اهلي، كما هو ضروري للاداري سواء كان في القطاع العام أو الاهلي أو الخاص، وهو ضروري أيضا للعسكري، كما أنه ضروري للاديب والفنان.
باختصار هو عنصر ضروري لكل من يتعاطى بالشان العام،أو يمارس عملا ابداعيا، أو يشغل موقع تحت الضوء.
وهذا العنصر هام لنجاح السياسات، ولنفاذ القرارات، وهو عنصر حاسم في الثبات والانتصار في المعارك سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو عسكرية، وهو عنصر مهم في تصحيح الاخطاء والمسارات، كما أنه مهم في تحقيق الحضور للقادة بل وتخليدهم.
وهو عنصر حرص عليه جلالة المغفور له بإذن الله الملك الحسين بن طلال، فكسب كل معاركه السياسية بما فيها حفر الباطن عندما صمد جلالته لكل الضغوط الأمريكية وغير الأمريكية، وهو عنصر توفر للشهيد وصفي التل والمرحوم حابس المجالي فخلدا في ضمير شعبهما.بعد ان آمنوا بأن المناصب لا تدوم لاحد مهما سمت.
هذا العنصر الهام والحاسم، هو القواعد الشعبية التي تشكل روافع وحواضن للسياسات والقرارات والمواقف، وعنصرا حاسما من عناصر نجاحها، فهي الرأي العام العام الذي يحرص القادة في ميادين السياسة والاقتصاد والادارة والعسكرية على كسبه، وعلى بناء اوكسب الأطر الناظمه له، أو المعبرة عنه من جمعيات ونقابات وغيرها. كما يحرص عليه المبدعون في كل المجالات الأدبية والفنية، فما قيمة اي إبداع لا يصل إلى الناس ولا يحبوه ان وصلهم؟.
لقد اجمع الفكر البشري على أهمية الرأي العام، لذلك صار بناؤه وطرق كسبه والتأثير عليه علما يدرس في الجامعات، ومع ذلك فإن في بلدنا من يهز اكتافه استهزاء به ويدير ظهره للراي العام استخفاف به.