مدار الساعة - كتب: الوزير السابق عادل الطويسي - كان ذلك في بدايات تأسيس جامعة الحسين بن طلال في معان (وكنت رئيسها آنذاك) ، وتحديدا في العام ٢٠٠٠ عندما قابلتني مديرة المسؤولية المجتمعية في الجامعة (الدكتورة منى أبو درويش) والتي أخبرتني بوجود قرية صغيرة جداً على الطريق بين البترا ورأس النقب اسمها "الثغرة". وأنها سمعت بحاجة اهل القرية لمن يساعدهم على شظف ظروف عيشهم. تمّ تشكيل فريق وذهب للقرية وقدم تقريراً بالوضع فيها.
بدأنا بالبحث عن متبرعين لمشاركة الجامعة في حملتها . فكانت الحاجة/ الشيخة (حقيقةً) صيته الحديد أول المشاركين بقافلة من الملابس والألعاب والمأكولات وغيرها، كما شاركنا طيب الذكر الدكتور نايف العبداللات بسيارة معدات اجهزة طبية واسنان وأطباء وطبيبات.
تكررت الحملات من أم ابراهيم للقرية ولقرى أخرى مثل المريغة والعباسية، وكان ذلك في رمضان ومعظم الأعياد.
في عام ٢٠٠٧ (وكنت وقتها وزيراً للثقافة) وقع الإختيار على جمعية المرأة الريفية التي ترأسها الشيخة صيته لتمثيل التراث الأردني في الأسبوع الثقافي الأردني الذي أقيم في الصين، فكانت مشاركتها متميزة ومن أفضل ما قُدّم عن تراث الأردن في ذلك الأسبوع.
توسعت معرفتي بأم ابراهيم في السنوات اللاحقة لتشمل عائلتي وعائلتها الكريمة، وكانت صداقتنا تقوم على المشاركة في فعل الخير لمن يستحقه.
اليوم، وأُم ابراهيم تغادرنا الى الدار الباقية لانملك الا أن نترحم عليها ونقول "إنا لله وانا اليه راجعون ". سأبقى أنا وأُم عدي على العهد والدرب الذي تعلمنا فيه الكثير منكِ يا أم ابراهيم .