مع اختتام قمة العشرين وظهور نتائجها التي اجتمع فيها مجموعة البريكس ومجموعة ال G7، كما أسميتها سابقاً إضافة إلى دول أخرى, يبدو أن التوترات السياسية من قضايا مختلفة وأهمها الحرب-الروسية الأوكرانية والأزمة التايوانية وشفير الحرب النووية كلها وضعت جانباً، وكانت مخرجات ونتائج القمة اقتصادية بحتة, تصب في بوتقة التعاون والتوافق العالمي لفتح صفحة جديدة وخصوصاً أن هناك اجتماعاً قادماً افتراضياً بعد شهرين, من المتوقع أن يحضره جميع الرؤساء ومن ضمنهم الرئيسان الروسي والصيني لمراجعة مخرجات هذه القمة والبناء عليها, واتخاذ قرارات قد تبدو في غاية الأهمية تصب في صالح التوافق العالمي.
فالتقرب من العالم الثالث أصبح ضرورة من خلال إشراك إفريقيا في القمم القادمة والتي تمثل 55 دولة لما أثبتته القارة السمراء على الأرض بأن دولها تستطيع اتخاذ قرارها السياسي، أضف إلى ذلك غياب صيغ التهديد والوعيد وعدم تسييس الاجتماع للضغوط السياسية باتجاه أطراف أعضاء في القمة كما حصل في القمة السابقة في بالي, فكانت النتائج بهذا الخصوص هي حسن نية بتعميم القرار بعدم استخدام القوة للاستيلاء على الأراضي, ليكون موجهاً لجميع الدول دون استثناء.
وكذلك أدرك القادة بأن مصيرهم واحد مع شعوبهم من خلال إنقاذ الكوكب الأخضر من التغيرات المناخية بزيادة توجهاتهم للطاقة النظيفة بمقدار ثلاث مرات, لإيقاف ارتفاع حرارة الأرض نتيجة الأنبعاثات للغازات الدفيئة,ولا ننسى الأمن الغذائي وطرق موضوع اتفاقية الحبوب للإفراج عن 30% من الإنتاج العالمي, وكذلك الربط اللوجستي بين آسيا وأوروبا بسكك حديدية عبر الشرق الأوسط وهذا ما تطرقت إليه سابقاً كضرورة مستقبلية على الدول العربية الاستثمار فيها من خلال الصناديق السيادية العربية.
في الختام يبدو أن العالم قد ملّ من الحروب وانعكاساتها الاقتصادية السيئة على دول العالم, فهل نرى في القريب العاجل جلوس أطراف النزاع وحلفائهم في الحرب الروسية- الأوكرانية على طاولة واحدة, ونرى قمة العشرين القادمة عام 2024 في البرازيل وقد تحققت طموحات شعوب العالم الاقتصادية وحلت النزاعات والخلافات بين الدول.