مع التطور الكبير في وسائل التواصل الاجتماعي، أصبحت صناعة المحتوى والمؤثرين على السوشيال ميديا ظاهرة شائعة ومنتشرة، لكن ما لا يُعرَفه الكثيرون هو القسوة والانتهازية في إشهار بعض هؤلاء الصناع والمؤثرون، بينما يقوم البعض الآخر مثل الجهات الإعلامية وغيرها بدعم هذه العناصر.
فعوضًا عن تقديم محتوى ذي قيمة حقيقية ومفيدة، تنشر هذه الفئة كميات هائلة من المحتوى السطحي والعشوائي؛ للحصول على المزيد من المتابعين والإعجابات، يتلاعبون بتصنيفات وشعبية المواضيع المتداولة، بعدم توفير محتوى مفيد وذي قيمة، يتلقى المستخدمون كمية كبيرة من المعلومات الغير مؤثرة والمفيدة.
يُشهر العديد من الجهات الإعلامية والأفراد الآخرين بعض صناع المحتوى والمؤثرون على وسائل التواصل الاجتماعي بدون تحليل أو تقييم لمحتواهم ، يقومون بذلك من أجل الحصول على دعاية مجانية أو لأسباب مادية أخرى، قد يتم دفع أموال طائلة بهدف زيادة متابعة هؤلاء صناع المحتوى دون مراعاة المحتوى الذي يقدمونه أو تأثيره الحقيقي على الجمهور.
يدفع هذا التهافت صناع المحتوى والمؤثرون على وسائل التواصل الاجتماعي، إلى زيادة الإنتاجية والتنافس في إثارة الجدل وجذب الانتباه، بغض النظر عن جودة المحتوى ودقة المعلومات المقدمة، يعتمد البعض على التلاعب بعواطف وتطلعات الجمهور لكسب شهرة واستجابة أكبر؛ هذا يتسبب انخفاض في درجة المصداقية العامة لتلك العناصر ويشكك الجمهور في قيمة المحتوى الذي يقدمونه.
ومع ذلك، ينبغي أن نعترف بأن هناك جهات إعلامية وأشخاص آخرين يقدمون الدعم والدعاية لهؤلاء صناع المحتوى المجهولين دون إدراك المحتوى أو قيمته الفعلية، قد يقومون بإشهارهم وتقديم منصات لتفعيلهم بغض النظر عن الفائدة أو الأثر لهذا الترويج، يعتبر هذا الأمر مسؤولية الجهات الإعلامية والإعلانية على حد سواء لإعطاء الأولوية للمحتوى الهادف والمفيد، وعدم السماح بالترويج للعواطف والأغراض الشخصية لبعضهم.
يجب أن نصبح واعيين لتلك الواقعية المظلمة في العالم الرقمي، ينبغي علينا أن نقدر صانعين المحتوى والمؤثرون الذين يسعون لتقديم محتوى ذو جودة وقيمة حقيقية، ويساهمون في إثراء المحتوى ؛ على الجهات الإعلامية وغيرها أن تتحمل مسؤوليتها في ترويج واشهار الأشخاص الذين يقدمون محتوى هادف ومفيد للجمهور بدلاً من التسبب في انتشار العناصر ذات الجودة المنخفضة والتي ليس لها أي قيمة.