أخبار الأردن اقتصاديات مغاربيات خليجيات دوليات جامعات وفيات برلمانيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مختارة مناسبات مستثمرون جاهات واعراس الموقف شهادة مجتمع دين ثقافة اخبار خفيفة سياحة الأسرة طقس اليوم

البطاينة يكتب: تقارير راصد بشأن مجلس النواب


د. رافع شفيق البطاينة

البطاينة يكتب: تقارير راصد بشأن مجلس النواب

مدار الساعة ـ
اعتاد مركز راصد على إصدار تقرير بعد انتهاء الدورة الدورة العادية لمجلس النواب ، ومن ثم تقرير سنوي شامل بعد انتهاء الدورة العادية والدورة الاستثنائية ، يتحدث في هذه التقارير عن أداء أعضاء مجلس النواب وانجازاتهم ، ولدى استعراض مضامين هذه التقارير لا تجد فيها شيء ملفت للإنتباه ، واصبحت هذه التقارير روتينية مستهلكة ومملة ، واعتقد أنه لا يطلع عليها أو يقرأها سوى عدد محدود ، وذلك لأنها مكررة ، ولا تعود بأي فائدة معلوماتية أو ثقافية لمن يقرأها ، وذلك لأن هذه التقارير عبارة عن معلومات رقمية صماء لا تقدم ولا تأخر، فهي تتناول عدد الجلسات وعدد المداخلات ، وعدد المتحدثين ، والاستجوابات ، والأسئلة ، والمذكرات ، وعدد الردود الحكومية ، وووو الخ، وكل هذا من مهام أعضاء مجلس النواب الدستورية ، بالإضافة إلى تضمنها عدد السفرات وعدد النواب الذين سافروا، وعدد النواب الذين تحدثوا والذين لم يتحدثوا، وعدد القوانين التي أقرها المجلس ، وعدد النواب الذين حضروا الجلسات ، والذين غابوا عن الجلسات ، وأكثر النواب حضورا للجلسات ، وأكثرهم غيابا، وهكذا دواليك، وكل هذه الأرقام لا تقدم ولا تأخر بالنسبة للمواطنين والنواب سوية ، فالمواطنين ملوا من هذه الأرقام ، فكل نائب يعلم كم جلسة حضر، وكم جلسة غاب، وكم عدد مداخلاته وأسئلته واستجواباته، وكل ما تم ودار داخل جلسات مجلس النواب ، وكذلك المواطنين الذين يتابعون أعمال وأداء مجلس النواب على أقليتهم يعلمون كل هذه المعلومات لمن تهمه أو يهتم بأداء مجلس النواب ، والأغلبية الباقية لا يعنيها أداء أو ما يحدث داخل جلسات مجلس النواب ، لأن هذا عمل روتيني للمجلس ، كما أن المجلس نفسه يقوم بعد كل دورة سواء كانت دورة عادية ، أو دورة استثنائية بعقد مؤتمر صحفي يتحدث فيه عن إنجازاته ، أما غياب بعض النواب عن الجلسات أو حضورها فهذا وضع طبيعي أن يكون بعض الغياب، فالمجلس مثل أي مؤسسة أو جامعة أو مدرسه أو حكومة ، هناك حضور وهناك غياب ، سواء كان الغياب بعذر أو بدون عذر، وهناك من النواب من تحدث، ومن لم يتحدث ، لذلك وباعتقادي أن هذه التقارير أصبحت بحاجة إلى تطوير وتغيير النهج والأسلوب في إعدادها ، إذا أردنا تقارير تعطي فائدة إيجابية ، أما إذا كانت هذه التقارير فقط لمجرد الحصول على التمويل المالي من الدول أو المنظمات الدولية المانحة فهذا شيء آخر ، كل نائب له خصوصية في أن يتحدث أو لا يتحدث حسب قناعته، لكن يبدوا أن راصد أصبح يهدف من إصدار هذه التقارير هو الشو الإعلامي ، وكسب الشعبية ، والظهور الإعلامي على شاشات التلفزة، فالجميع يعلم أن شعبية مجلس النواب في تراجع وفي أدنى مستوياتها حسب استطلاعات مركز الدراسات الاستراتيجيه في الجامعة الأردنية ، وبالنسبة للكتل البرلمانية فالكل يعلم أنها غير فعالة وليس لها تأثير نيابي ، ولا يوجد توافق وانسجام فكري بين أعضاؤها ، لأن النواب جاؤوا للمجلس بشكل فردي عشائري ، وليس كتلوي أو حزبي ، حتى التقارير السنوية التي يصدرها عن الحكومة والوزراء هي صورة مصدقة عن تقارير مجلس النواب ، ولذلك على راصد أن يعيد النظر في آليات إصدار التقارير ومضامينها، وللحديث بقية.
مدار الساعة ـ