اعتاد مركز راصد على إصدار تقرير بعد انتهاء الدورة الدورة العادية لمجلس النواب ، ومن ثم تقرير سنوي شامل بعد انتهاء الدورة العادية والدورة الاستثنائية ، يتحدث في هذه التقارير عن أداء أعضاء مجلس النواب وانجازاتهم ، ولدى استعراض مضامين هذه التقارير لا تجد فيها شيء ملفت للإنتباه ، واصبحت هذه التقارير روتينية مستهلكة ومملة ، واعتقد أنه لا يطلع عليها أو يقرأها سوى عدد محدود ، وذلك لأنها مكررة ، ولا تعود بأي فائدة معلوماتية أو ثقافية لمن يقرأها ، وذلك لأن هذه التقارير عبارة عن معلومات رقمية صماء لا تقدم ولا تأخر، فهي تتناول عدد الجلسات وعدد المداخلات ، وعدد المتحدثين ، والاستجوابات ، والأسئلة ، والمذكرات ، وعدد الردود الحكومية ، وووو الخ، وكل هذا من مهام أعضاء مجلس النواب الدستورية ، بالإضافة إلى تضمنها عدد السفرات وعدد النواب الذين سافروا، وعدد النواب الذين تحدثوا والذين لم يتحدثوا، وعدد القوانين التي أقرها المجلس ، وعدد النواب الذين حضروا الجلسات ، والذين غابوا عن الجلسات ، وأكثر النواب حضورا للجلسات ، وأكثرهم غيابا، وهكذا دواليك، وكل هذه الأرقام لا تقدم ولا تأخر بالنسبة للمواطنين والنواب سوية ، فالمواطنين ملوا من هذه الأرقام ، فكل نائب يعلم كم جلسة حضر، وكم جلسة غاب، وكم عدد مداخلاته وأسئلته واستجواباته، وكل ما تم ودار داخل جلسات مجلس النواب ، وكذلك المواطنين الذين يتابعون أعمال وأداء مجلس النواب على أقليتهم يعلمون كل هذه المعلومات لمن تهمه أو يهتم بأداء مجلس النواب ، والأغلبية الباقية لا يعنيها أداء أو ما يحدث داخل جلسات مجلس النواب ، لأن هذا عمل روتيني للمجلس ، كما أن المجلس نفسه يقوم بعد كل دورة سواء كانت دورة عادية ، أو دورة استثنائية بعقد مؤتمر صحفي يتحدث فيه عن إنجازاته ، أما غياب بعض النواب عن الجلسات أو حضورها فهذا وضع طبيعي أن يكون بعض الغياب، فالمجلس مثل أي مؤسسة أو جامعة أو مدرسه أو حكومة ، هناك حضور وهناك غياب ، سواء كان الغياب بعذر أو بدون عذر، وهناك من النواب من تحدث، ومن لم يتحدث ، لذلك وباعتقادي أن هذه التقارير أصبحت بحاجة إلى تطوير وتغيير النهج والأسلوب في إعدادها ، إذا أردنا تقارير تعطي فائدة إيجابية ، أما إذا كانت هذه التقارير فقط لمجرد الحصول على التمويل المالي من الدول أو المنظمات الدولية المانحة فهذا شيء آخر ، كل نائب له خصوصية في أن يتحدث أو لا يتحدث حسب قناعته، لكن يبدوا أن راصد أصبح يهدف من إصدار هذه التقارير هو الشو الإعلامي ، وكسب الشعبية ، والظهور الإعلامي على شاشات التلفزة، فالجميع يعلم أن شعبية مجلس النواب في تراجع وفي أدنى مستوياتها حسب استطلاعات مركز الدراسات الاستراتيجيه في الجامعة الأردنية ، وبالنسبة للكتل البرلمانية فالكل يعلم أنها غير فعالة وليس لها تأثير نيابي ، ولا يوجد توافق وانسجام فكري بين أعضاؤها ، لأن النواب جاؤوا للمجلس بشكل فردي عشائري ، وليس كتلوي أو حزبي ، حتى التقارير السنوية التي يصدرها عن الحكومة والوزراء هي صورة مصدقة عن تقارير مجلس النواب ، ولذلك على راصد أن يعيد النظر في آليات إصدار التقارير ومضامينها، وللحديث بقية.
البطاينة يكتب: تقارير راصد بشأن مجلس النواب
مدار الساعة ـ