مدار الساعة - مع انتهاء موعد التقدم للتسجيل في الجامعات الأردنية، يصف طلاب بأن تجربة التقدم للتخصصات التي اختاروها كانت محيرة، وربما أصبحوا يبتعدون عن طموحاتهم في التخصصات التي يرغبون بها، والسبب البطالة المرتفعة فيها.
وبحسب شهادات طلاب، فقد كان من الصعب اتخاذ قراراتهم بسهولة، في ظل ما تعانيه غالبية التخصصات من ركود، وبقاء خريجي هذه التخصصات في صفوف البطالة طويلا.
وبعد حصوله على معدل 91.5 في الفرع العلمي، يقول يزن عمار إنه لم يختر تخصصا تقليديا مثل المحاسبة أو العلوم الإدارية أو غيره عندما تقدم للقبول الموحد للجامعات الحكومة.
حتى إنه لم يفكر في تخصصات أخرى مثل الهندسة، التي يمكن أن يتقدم لها في جامعة خاصة، لأنه يرى ما يعانيه خريجو هذه التخصصات من صعوبات في الحصول على عمل، سواء في الأردن أو حتى خارجه.
ويضيف عمار ، أن توجهه وميوله الآن صوب تخصصات أوجدتها المتغيرات على صعيد سوق العمل في السنوات الأخيرة، نتيجة الثورات التكنولوجية مثل الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني، وتصميم الألعاب والتطبيقات.
بينما حنين أحمد، حاصلة على معدل 86 بالمئة في الفرع الأدبي، تقول إنه ورغم حبها للغات الأجنبية، إلا أنها ترى بأنها يمكن أن تدرس هذه اللغات من خلال دورات في المراكز، دون أن تضيع فرصتها الجامعية للحصول على شهادة.
وتشير أنها تتجه إلى اتخاذ قرار بدراسة التصاميم البصرية أو ما شابه، ما يساعدها مستقبلا على تأسيس مشروع خاص في حال لم تتمكن من الحصول على وظيفة مناسبة.
وفي تصريحات صحفية الشهر الماضي، قالت مديرة مديرية شؤون مجالس المهارات القطاعية (أهلية) ربى العلاونة، إن عدد الخريجين من الجامعات الأردنية سنويا يصل إلى 85 ألف خريج من مختلف التخصصات، مشيرة إلى أن ذلك الرقم يعتبر كبيرا على سوق العمل.
وسجل معدل البطالة في الأردن خلال الربع الأول من العام الجاري، نسبة 21.9 بالمئة بانخفاض مقداره 0.9 نقطة عن الربع المماثل من 2022.
وتراجع بمقدار 1 نقطة مئوية عن الربع الرابع من عام 2022، حيث بلغ معدل البطالة للذكور خلال الربع الأول من العام الحالي 19.6 بالمئة، مقابل 30.7 بالمئة للإناث
وبينت النتائج أن معدل البطالة كان مرتفعاً بين حملة الشهادات الجامعية، حيث بلغ 25.8 بالمئة مقارنة بالمستويات التعليمية الأخرى.
وأشارت النتائج إلى أن 54.9 بالمئة من إجمالي المتعطلين هم من حملة الشهادة الثانوية فأعلى، وأن 44.7 بالمئة من إجمالي المتعطلين كانت مؤهلاتهم التعليمية أقل من الثانوي.
وبلغ معدل البطالة بين الشباب في الفئة العمرية 15-24 سنة، نحو 46.1 بالمئة للمجموع (42.1 بالمئة للذكور مقابل 64.1 بالمئة للإناث).
ديوان الخدمة المدنية وعلى لسان مديره سامح الناصر، قال في تصريحات سابقة إن 465 ألف طلب لدى ديوان الخدمة المدنية، بمعدل زيادة من 35 ألف إلى 40 ألف طلب سنويا"، من حملة الشهادات الجامعية.
وبين الناصر أيضا، أن 80 بالمئة من خريجي الثانوية العامة في الأردن، يتوجهون نحو التعليم الجامعي.
في هذا الخصوص، يقول وزير تطوير القطاع العام الأسبق ماهر مدادحة، إن أثر تباطؤ النمو في السنوات الأخيرة تمثل في تراجع فرص العمل لمختلف التخصصات.
وأضاف مدادحة في حديث للأناضول، أن بعض التخصصات الحديثة تلقى الآن رواجا وفرصا أكبر في سوق العمل، محذرا في الوقت ذاته من انحسار هذه الفرص إذا ما زاد عدد الدارسين والخريجين منها.
هذا يدعو المقبلين على الدراسة الجامعية - بحسب مدادحة - إلى الابتعاد عن التخصصات الراكدة، والتي تشهد أعدادا كبيرة من الخريجين.
وزاد: "في الوقت ذاته من اللازم على الحكومة أن تركز في سياساتها للقبول الجامعي على التخصصات الحديثة والتضييق في قبول الدارسين في التخصصات المشبعة".
وتابع: "يجب على الخريجين في مختلف التخصصات، تعزيز شهاداتهم الجامعية بالدورات والتدريبات المهنية والتدريبية، التي تدعم تعليمهم الأكاديمي وتعطي هم فرص توظيف أكبر".
وأظهرت الأرقام الأخيرة الصادرة عن دائرة الإحصاءات العامة، أن نسبة النمو في الناتج المحلي الإجمالي بلغت 2.8 بالمئة بالأسعار الثابتة، في الربع لأول من العام الحالي، مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي. الأناضول