ما دعاني لكتابة هذه الخاطرة.. هو انني يوم امس كنت مدعوا لحفل زفاف.. والتقيت احد الاصدقاء الذين كان قد طلب مني التدخل في حل مشكلة "مظلمة" له مع احد المسؤولين.. وكالعادة شعرت من نبرة حديثه العتاب.. بانني قد اكون "طنشته".. وعلى الفور فتحت هاتفي لاريه انني اتصلت آخر اتصال مع ذلك المسؤول قبل عدة ساعات.. واثناء تفحصه لقائمة الاتصال.. لمح اسم معالي فيصل الشبول كآخر اتصال قمت به قبل دخولي صالة الافراح..
انا لست ملاكا ولا ناسكا زاهدا.. ولم انزل الى الاردن بالباراشوت من كوكب آخر.. وانما اردني وُلِد ونشأ في بيئة لها ثقافات عدة.. ومن ضمنها التباهي و "التفشخر" بمعرفة المسؤولين.. وقوة وسهولة التواصل معهم..
فعندما استلم معالي ابو عمر وزارة الاعلام.. مرت الاردن بعدة احداث ساخنة.. وبمنظوري الخاص وجدت ان تقصيرا حدث من قبل وزارة الاعلام.. ممثلة بمعاليه.. فكتبت حينها عدة مقالات.. انتقدت فيها بطء وغياب الاعلامي الرسمي..
الامر الذي جعل عدة اعلاميين يتواصلون معي.. فمنهم من اخذ دور المبرر لموقف معاليه والوزارة.. ومنهم من ظن انني اهاجمه طمعا في ان احل محله.. حتى ان صديقا عزيزا اتصل معاتبا اثر نشري لمقال بعد مقابلته الوزير.. والوقوف معه لعدة دقائق.. ومدحه له امامي.. حيث عاتبني بقوله.. الهذا الحد انت ناقم عليه.. لدرجة انك لا تحتمل ان يمتدحه احد امامك؟!..
وفي يوم اضطررت لان اوصل له ملاحظة بشكل مباشر.. وترددت في الاتصال خوفا من ان يعاملني بمبدأ "إجى حبك على الطاحونة" ويفشلني.. الا انني اتصلت به ولبى طلبي على الفور..
هذه الحادثة جعلتني اتواصل معه في كل ملاحظة تخص وزراته.. حتى انني اصبحت اتصل به اذا لم يتجاوب معي وزير آخر بخصوص اي ملاحظة.. وكان يأخذها ويمررها ويعود بالرد..
تعودنا عندما تذكر امام اصدقاء.. بانك تواصلت او تتواصل مع دولة فلان.. او معالي فلان.. تجد العيون والافواه المفتوحة.. متبوعة بجملة.. "مش معقول.. بيجاوب على تليفونك مباشرة؟!"..
وفي المقابل.. اكثر من اربع مرات.. كان آخرها يوم امس.. كنت قد ذكرت امام اصدقاء غير رسميين.. بان معالي فيصل الشبول ييجاوب على اتصالي من اول ما برن عليه.. الا اذا كان في اجتماع مهم.. فيعاود الاتصال معي..
فلم اجد ذلك الاستغراب منهم.. وكان ردهم علي.. واحنا كمان.. لما نرن عليه بيجاوب مباشرة..
من هنا اقول.. بانني وللامانة شعرت بشعورين..
الاول.. شعور سعادة بأن وزير عامل يرد على الاتصالات لاناس عاديين.. ويتجاوب مع ملاحظاتهم.. ويعاود الاتصال بهم لوضعهم في صورة ما تم اتخاذه من اجراءات على ملاحظاتهم..
اما الثاني.. فهو شعور "بالفقسَة" لانني كنت اظن انني مقرب جدا له.. ويعاملني بشكل خاص..
فهذه رسالة الى كل مسؤول.. بانني اتمنى ان تتسببوا لكل مواطن عادي بالفقسة.. جراء ردكم على اتصالاتهم.. والسماع لملاحظاتهم.. والتعامل معها بكل جدية.. كما اشعرني معالي ابو عمر بالفقسة امام اصدقائي..