مدار الساعة- مر تاريخ الكعبة عبر القرون الطويلة بأكثر من محاولة انتهت بالفشل، في محاولة تهديمها أو حرقها أو تشويه رمزيتها الدينية.
ولا تعد واقعة محاولة حرق رجل لنفسه اليوم بجوار الكعبة، أو محاولة حرقها حسب أقوال أخرى، هي الأولى من نوعها. فقبل الإسلام وبعده مرت بضع كوارث على الكعبة.
قبل الإسلام
محاولة أزماع
تعد محاولة أزماع تبع أسعد أبى كرب، هي الحادثة الأولى في محاولات هدم الكعبة، فابنه حسان بن أبى كرب كان من ملوك اليمن، ونتيجة لإقبال الناس على زيارة الكعبة والتجارة في مكة، وهو ما كان يؤثر على التجارة في اليمن، قرر هدم الكعبة ونقل حجارتها إلى اليمن، لتكون الكعبة فيها بدلا من مكة.
أبرهة الحبشي
تعد محاولة أبرهة الحبشي هدم الكعبة من سير التاريخ الشهيرة، وحدثت عام 570 ميلادي أي قبل ميلاد النبي عليه الصلاة والسلام بأشهر.
وبنى أبرهة الحبشي كعبة أو كنيسة، حتى يقصدها الناس للحج وأيضا ليزيد من التجارة في بلاده ولكن أحدا لم يأت إلى كعبته فعزم على هدم الكعبة المشرفة في مكة ولكن الله أهلكه وجيشه.
قبل بعثة النبي
أقدمت قريش قبل بعثة النبي على هدم الكعبة بهدف إعادة بنائها، إذ إن السيول الكثيرة كانت أثرت في بنائها، فرغب سادة قريش في تجديدها وتم ذلك بالفعل إلا أنهم اختصموا فيمن يضع الحجر الأسود إلى أن وضعه رسول الله صلى الله عليه وسلم في القصة الشهيرة.
يتحول مجرى التاريخ إلى العهد الإسلامي، ورغم ارتفاع مكانة الكعبة بعد الإسلام، لكن محاولات هدمها لم تتوقف.
يزيد بن معاوية
سعى يزيد بن معاوية عام 64 للهجرة على يد قائد جيوشه “الحصين بن النمير الكندي” خلف عبدالله بن الزبير يريد قتله، فاحتمى الأخير ومن معه بالبيت الحرام طلبا للحماية، فما كان من الحصين إلا أن رمى الكعبة بالمنجنيق، فاحترق جزء منها وتهدم. فقام ابن الزبير بإعادة بنائها وأضاف إليها 6 أذرع وجعل لها بابيْن وأدخل فيها الحِجر الأسود.
الحجاج ابن يوسف الثقفي
في عام 73 للهجرة، غزا الحجاج ابن يوسف الثقفي في عهد هشام بن عبدالملك، الذي كان ينازعه على الولاية حينها عبدالله بن الزبير أيضا، الكعبة، حيث تكرر الأمر واحتمى الزبير مجددا فيها، فنصب الحجاج المنجنيق وقذفها، فتهدم حائطها الشمالي وتمكن الحجاج من أسر عبدالله بن الزبير فقتله وصلبه عليها.
بعدها قام الأمويون بإعادة بنائها على النحو التي كانت عليه قبل زيادة ابن الزبير فأُنقصت منها الزيادة وعادت ذات باب واحد.
القرامطة
تعد حملة القرامطة على الكعبة، إحدى أشرس حملات التاريخ عليها، ففي عام 317 للهجرة، قام القرامطة (وهم فرقة منحرفة ظهرت في البحرين على يد حمدان بن الأشعث الذي كان يلقب بقرمطويه) بحملة على مكة المكرمة بقيادة أبي سعيد الجنابي، وذبحوا في يوم واحد 30 ألف حاج من الرجال والنساء والأطفال أثناء طوافهم، كما سرقوا ستار الكعبة وحجرها الأسود وأبقوه عندهم ما يزيد على العقدين من الزمان حتى هدد الخليفة الحاكم بأمر الله الفاطمي، زعيم القرامطة آنذاك، أبو طاهر القرمطي بضروره إرجاع الحجر الأسود إلى مكانه ووضع ستار الكعبة عليها وإلا حاربه حربًا لا هوادة فيها، فما كان من القرامطة إلا أن أذعنوا للتهديد وأعادوا الحجر الأسود ليعود موسم الحج بعد تعطيله 22 عامًا.
السيول
كان آخر مرة تم إعادة بناء الكعبة فيها، عام 1040 للهجرة، حين أغرقت السيول مكة المكرمة ما أثر كثيرا على بنية الكعبة، فأمر حاكم مصر آنذاك محمد علي باشا بهدمها وتجديد بنائها بغرض تمتينها وتقويتها، وتم الانتهاء منها في نحو نصف العام وهذا هو البناء الموجود حتى الآن.