مدار الساعة - بيت شعر ودهن عود وقهوة عربية وصقور.. كان لها جميعا مفعول السحر على الروسيين مكسيم وخطيبته ماريا اللذين قررا أن يزورا فعالية "نراكم في قطر 2022"، على ضفاف نهر موسكو الشهير بالعاصمة الروسية.
يرتدي مكسيم الزي القطري التقليدي ويضع الغترة على رأسه، وكذلك تفعل ماريا بارتدائها الزي النسائي والحلي بيديها ورأسها وهما في قمة السعادة بزي يرتديانه أو يريانه على أرض الواقع للمرة الأولى.
ماريا كادت تطير من الغبطة وهي تتنشق عطر دهن العود الذي وضعته على معصمها ودعت مكسيم لشمه أيضاً وهي تقول له وللحضور "أغرب وأجمل عطر أشمه في حياتي".
كل هذا ورائحة القهوة العربية والهيل والبهارات وصوت الأغاني والأهازيج التراثية التقليدية والفلكلورية القطرية تنتشر في المكان من قبل الفرقة التي حضرت من قطر خصيصا لتجسيد هذه الأجواء.
وأعلنت اللجنة العليا للمشاريع والإرث في قطر عن إطلاق سلسلة من الفعاليات والأنشطة الترويجية للبلاد في الفترة ما بين 7 و15 يوليو/ تموز الجاري في موسكو، وذلك تزامناً مع مونديال روسيا 2018.
وتهدف الحملة التي تتبنى شعار "نراكم في قطر 2022" إلى تعريف زوار روسيا والمشجعين وعشاق كرة القدم من مختلف دول العالم بماهية بطولة كأس العالم التي تستضيفها قطر بعد أربع سنوات والاستادات وأبرز ملامح البطولة ومميزاتها.
صقور وكرة
زائرة للفعالية من المكسيك منشغلة بتعلم صناعة القهوة العربية وتحميصها في بيت الشعر وآخرون من روسيا وبريطانيا يستمتعون بشربها داخله وهم جالسون على المجلس العربي الفاخر ومتكئين على المساند.
آخرون يتفرجون على الصقور داخل بيت الشعر ويتسابقون للتصور معها فيما تجرّأ بعضهم على وضع الصقر على ذراعه بعد إلباس المدرب له الجلد الخاص بذلك وقاية من مخالبه، وكل هذا في حالة من الانبهار خاصة أن هذه الأشياء يراها معظمهم للمرة الأولى في حياته.
مقابل بيت الشعر نصب ملعب صغير لكرة القدم يمارس البعض هوايته فيه ويحاولون تسجيل الأهداف بقدر ما يحاول القائمون على الفعالية القطرية تسجيل وتحقيق أهدافها.
وتعمل الحملة الترويجية القطرية، وفق القائمين عليها، على تقديم دولة قطر كوجهة رياضية وثقافية، وتعريف الجمهور العالمي بأشهر المعالم السياحية والأنشطة التي ستستقطب آلاف الزوار عند استضافة قطر لمونديال 2022.
بهارات ودهن عود
أمام الملعب الصغير نصبت بعض المحال الصغيرة التي تجسد "سوق واقف" أشهر الأسواق القديمة في قطر، محل للبهارات بروائحها المميزة يستقطب الزوار وآخر للملابس التقليدية يتيح لهم ارتدائها وأخذ الصور بها مع هدية مسحة من دهن العود الفاخر على المعصم.
وفي سوق واقف المصغّر أيضا توجد محال يجسد فيها حرفيون الحرف التقليدية في قطر كصناعة السفن والبُسط والجِبس وغيرها.
والزيارة الى الفعالية لا تخلو من الهدايا المختلفة حيث السيدات والصبايا يتسابقن للاصطفاف والجلوس أمام فنانة قطرية تنقش بالحناء على أيديهن نقوشات يخترنها أو هي من تقوم برسم إبداعاتها التي تثير إعجابهن في النهاية.
"مجلس قطر"
كل ما سبق هو في القسم المفتوح من الفعالية التي يفصلها عن القسم المغلق أو ما يطلق عليه القائمون اسم "مجلس قطر" بوابة كبيرة مضاءة بطريقة أنيقة وما أن تعبرها حتى تخال نفسك انتقلت إلى زمن آخر.
أحدث تقنيات ثلاثي الابعاد(3D) والتقنيات السمعية والبصرية تجدها في الداخل حيث يتيح لك ارتداء "نظارة 3D" القيام بجولة افتراضية محاكية للواقع داخل شوارع الدوحة ومناطق أخرى بقطر وحتى الاستادات التي ستحتضن مباريات كأس العالم 2022.
وعن التركيز على إبراز بيت الشعر في الفعالية أوضح الزراع، اعتمدنا في ذلك على شيئين الأول "مجلس قطر" الذي يحاكي في تصميمه شكل بيت الشَّعر العربي التقليدي المعروف في قطر ومنطقة الخليج ويضم داخله أحدث التقنيات ووسائط الاتصال في العالم.
أما الشيء الثاني فهو خيمة تقليدية مصنوعة بالكامل من الشعر وداخلها الجلسة والقهوة العربية والغاية منها التركيز على المحافظة على الأصالة والتراث، فبيت الشعر عموما يرمز للكرم واستقبال الضيوف إضافة إلى أن استاد "البيت" بمدينة الخور يحاكيه أيضا في التصميم وسيستضيف مباريات لكاس العالم 2022 وسعته 60 ألف مشجع.
وعن الخبرة التي تمت الاستفادة منها من مونديال روسيا خاصة أن قطر أوفدت عشرات الخبراء والعناصر لاكتساب تلك الخبرة، قال الزراع إنه بالتعاون مع اللجنة المنظمة الروسية والاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" اعتمدنا على 3 برامج لأخذ الخبرة (ندب الخبراء والاختصاصيين، والتوأمة، والرصد والمتابعة).
وعما تم اكتسابه من خبرات، والكلام للزراع، سجلنا ايجابيات كثيرة وبعض السلبيات ونحن سنأخذ ما يمكن تطبيقه لدينا لان الظروف مختلفة فروسيا اكبر دولة بالعالم و11 مدينة فيها استضافت الحدث في 12 استاد، أما في قطر فالوضع سيكون مختلف الى حد كبير.
وتختتم بطولة كأس العالم في روسيا في 15 يوليو/ تموز الجاري وتسلم الراية لقطر التي ستستضيف البطولة العالمية بعد 4 سنوات لأول مرة في الوطن العربي والشرق الأوسط.