مدار الساعة- قالت الكاتبة ماجي هيبرمان في صحيفة نيويورك تايمز، يعتبر تويتر "بوقه" المفضل، إذ ينشر تغريداته غالباً من "هاتف أندرويد قديم غير آمن"، خاصة عندما يشاهد التلفاز في المساء، بحسب موقع Business Insider الأميركي.
ويحب الرئيس دونالد ترامب استخدام تويتر دائماً لترويج أفكاره.
حاول مساعدو ترامب أخذ هاتفه منه، ولكن باءت محاولاتهم بالفشل. ونشر ترامب آخر تغريداته من هاتف أندرويد يوم الجمعة الماضية.
وتقترح الأدلة المأخوذة من الصور أن هاتفه من نوع سامسونغ غلاكسي S3، الذي صدر لأول مرة عام 2012 وحظي بتحديث نظام الأمان في أندرويد في عام 2015.
يعتقد الخبراء أن هاتف ترامب يعد تهديداً أمنياً، ويقول الخبراء إنه من الممكن التجسس عليه أو اختراقه. فمن الجائز أن يقوم شخص باختراقه وتحويله إلى "جهاز تنصت" للتجسس على الجناح الغربي أو المكتب البيضاوي.
ربما ترامب لا يود استخدام الهواتف فائقة الأمان التي استخدمها الرئيس باراك أوباما، إذ كانت تُستخدم للتواصل فقط مع أشخاص حاصلين على موافقة مسبقة.
وصرح أوباما العام الماضي قائلاً "يا له من هاتف رائع، مثال على التكنولوجيا الفائقة، ولكنه لا يلتقط الصور، ولا تستطيع كتابة الرسائل عليه، فكأن الهاتف لا يعمل، ولا تستطيع أن تُشغل الموسيقى عليه".
ولكن لا يعني هذا أن الرئيس بحاجة إلى أن يحمل تهديداً أمنياً معه في كل مكان.
هناك بالفعل حل وسط، وبينما لا تتقبل وكالة الخدمة السرية هذا المقترح، إلا أن أجهزة آيفون قد تجعل ترامب آمناً أكثر عند استخدام الإنترنت.
ليس هذا مثار جدل بين محترفي أنظمة الأمان؛ فنظام تشغيل هواتف آبل، أي أو إس iOS، يعد أكثر أماناً من نظام أندرويد.
نظراً لأن آبل تتحكم بالبرامج التي تعمل على نظام iOS، فإن الشفرات الخبيثة التي يمكن أن تتسلل إلى جهازك تكون أقل بوجه عام.
تتخذ آبل كذلك الكثير من القرارات التي تبدو قاسية، ولكنها ذكية من المنظور الأمني. فعلى سبيل المثال، تُجبر جميع تطبيقات iOS -مثل تويتر- على استخدام تطبيق أمان النقل App Transport Security، مما يعني تشفير نقلها.
كما قوبل هاتف آيفون التابع لآبل بنوبة غضبٍ كبيرة من مكتب التحقيقات الفيدرالي FBI عام 2016، عندما اكتشف المكتب عدم القدرة على استخراج بيانات من جهاز آيفون خاص بإرهابيٍ ميت دون مساعدة خارجية، وذلك بسبب الطريقة التي تتعامل بها أجهزة آيفون في تشفير المحتويات بكاملها.
كما أن الشركة التي يُعتقد أنها توفر هذه المساعدة الخارجية، شركة سيليبرايت Cellebrite، لا يمكنها اختراق أجهزة آيفون الحديثة، وظهر ذلك في عملية تفريغ للبيانات جرت مؤخراً.
trump iphone
ولكن لا يعني استخدام ترامب جهاز آيفون أنه غير قابل للاختراق. فمن المعتقد وجود دولة خارجية يمكنها استخدام "سلاح إلكتروني" يستغل العيوب غير المكتشفة في شفرة آبل. واكتُشِف العام الماضي سلاح إلكتروني، هو الأول من نوعه في استهداف نظام iOS.
ولكن آبل عالجت هذه العيوب بمجرد اكتشافها. فجهاز أندرويد الخاص بترامب ليس معرضاً لهذه العيوب فقط، ولكن أيضاً ليست هناك طريقة لإصلاحها، أبداً، نظراً لأن جهاز غلاكسي S3 لم يعد يستقبل التحديثات.
ترامب يوافق على فتح مصنع سامسونغ
ربما يكون لدى ترامب بعض الولاء لسامسونغ. ففي وقت سابق هذا الأسبوع، غرد ترامب (من جهاز آيفون، من المحتمل أن يكون خاصاً بأحد مساعديه) أنه أيد تقريراً يقترح فتح بعض منافذ تصنيع لسامسونغ داخل الولايات المتحدة.
وطبقاً لتقارير لجنة الانتخابات الاتحادية FEC، دفعت إحدى الشركات التابعة لسامسونغ له 150 ألف دولار لإلقاء خطاب عام 2015. (ولم تستجب سامسونغ عندما طُلب منها التعليق).
ينتمي ترامب كذلك إلى جيل أكبر لا يجيد استخدام الحاسوب، ولذا ربما يريد التشبث بالتكنولوجيا التي يشعر معها بالارتياح أكثر.
ولكن لا ينبغي أن يعني تفضيل ترامب هاتفه القديم أن يجد الخصوم الخارجيون نقطة ضعف جذابة كهذه لاستهدافه.
لا يستطيع مساعدو ترامب إيقافه عن التغريد، ولكن يمكنهم على الأقل التأكد من استخدامه هاتفاً ذكياً يتمتع بالمزيد من الأمان. يبدأ سعر جهاز آيفون 7 من 650 دولاراً، وهو رخيص الثمن في مقابل المزيد من الأمن القومي.