مدار الساعة- تباينت تعاملات موسكو مع طهران خلال الأشهر الأخيرة، وبعد تنصيب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على وجه الخصوص، لدرجة لم يعد معها واضحاً معالم وحقيقة الحلف الروسي السوري الإيراني، الذي يقاتل في سوريا مع نظام الأسد.
وظهر ذلك جلياً، بحسب تقرير نشره مؤخراً موقع warsclerotic، في رغبة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بالظهور بشكل أكثر قوة وسيطرة في الحرب السورية، على حساب التواجد الإيراني عبر الحليف “حزب الله”.
وأكد التقرير أنه سبق للزعيم الروسي أن قدم لشريكه في الحرب التزامه باتخاذ قرار في أستانا للمطالبة بانسحاب كل المليشيات الموالية لإيران من سوريا، بما فيها “حزب الله”، بهدف تهدئة المعارضة السورية.
ويوضح التقرير أن بوتين سعى أيضاً من خلال استراتيجيته تلك إلى تقديم إثبات للرئيس الأمريكي ترامب على أن موسكو ستكون شريكاً قوياً في حربه على تنظيم داعش، وأنها مستعدة لقطع أجنحة إيران وإيقاف تدخلها في شؤون سوريا ولبنان.
وفي نفس الوقت، تقدر الاستراتيجية الروسية الحاجة الملحة لتفادي سقوط دير الزور في يد فصائل المعارضة المسلحة، لمنع تطور جبهات القتال بشكل سلبي لصالح “داعش”، كما في جبهاته الرئيسية الثلاث، الموصل، والرقة وتدمر.
واستعاد التقرير لحظات متزامنة خلال خطاب تنصيب ترامب، حيث تعهد الرئيس الأمريكي بالقضاء على ما أسماه “الإرهاب الإسلامي” ومحوه من على وجه الأرض، في حين كانت القاذفات الروسية بعيدة المدى من طراز Tu-22M3 تنطلق من قواعدها في روسيا لتحلق فوق أهداف لتنظيم “داعش” في دير الزور في القطاع الشرقي من سوريا في اليوم التالي مباشرة.
وكانت مصادر موقع “DEBKAfile” الإسرائيلي للاستخبارات العسكرية، فسرت هذا القصف لقواعد تنظيم داعش، كواحدة من الإشارات التي يرسلها الرئيس الروسي بوتين عن رغبته بالتقدم وبذل كل جهده، بالاشتراك مع ترامب، لاجتثاث تنظيم “داعش” من جذوره في منطقة الشرق الأوسط.
وجاء التدخل الروسي على نطاق واسع بعد مرور عدة أشهر من محاصرة وضرب دير الزور، أهم مدينة في القطاع الشرقي السوري، بعد أن كانت قوات الجيش السوري على وشك التراجع وشارفت المدينة والقاعدة الجوية على السقوط في يد مسلحي “داعش”.
ويرى محللون أن الخلافات بدأت تتصاعد داخل تحالف روسيا وإيران ودمشق، حول بعض المحاور الرئيسية، مدللين على ذلك بتصريحات أطلقها الرئيس الإيراني حسن روحاني قبل أشهر، حين لفت إلى أن “علاقات إيران وروسيا لا تخلو من التناقضات”، مؤكدين أن إحدى النقاط الخلافية تتعلق بأن لدى موسكو رغبة في الوصول إلى تسوية للأزمة السورية ربما لا تتوافق بشكل كامل، مع مصالح إيران.
واعتبر المحللون أن الدعم الروسي لبعض أطراف المعادلة السورية، ومن ذلك الأكراد، وإشارتها إلى إمكانية تأسيس دولة فيدرالية في سوريا خاصة بهم، ربما من بين النقاط التي تثير خلافا روسيا – سوريا – إيرانيا، على الرغم من أن أطراف هذا التحالف يحرصون حتى الآن على تجنب تعميق حدة هذه الخلافات.آرم