بقلم: د.م عبدالحفيظ حسين الهروط
فبإلاشارة لمقالاتنا السابقة ذات النصائح المتفائلة ومنها التي تجلت في كلمة حق عند مليك مقتدر بتاريخ 2/10/2017 حيث كان لأثافية سر ثبات منظومة الحكم في الأردن دليلاً قاطعاً ملموساً لا يقبل مجالا للشك والريبة والإنكار من رب عظيم يعبد: متجليا بالمنحة الإنسانية بإن خلقنا أردنيين من أهل الشام نصرة الله على الأرض، وأصبغ علينا نعمة الأمن والآمان والاستقرار، ووهب للأردن شعباً أصيلاً نبراسه فئات شبابية (فتية آمنوا بربهم) بقيادة إنسانية أبوية غير متسلطة ذات نشاط مستدام للتغيير الايجابي لصعود شخصيات عامة ذات سجلات نظيفة في رئاسة الديوان ورئاسة الحكومة التي كانت من ضمن نصائحنا المتفائلة، علماً بأن هذه الشخصيات واقعة لامتحان رب العرش العظيم بإبتلاء السلطة، فمراقبة قائد الوطن، وفتية الشعب الذين أصبحوا المحرك واللاعب الرئيس في مجرى الأحداث على الأرض، بعد أن التقطوا المنحة الربانية لأهل بلاد الشام (الأردن+فلسطين بتوأمة أبدية)، في تغيير التاريخ المستقبلي للمنطقة لتحرير الأوطان بعد تغيير نهج الحكومات المتعاقبة التي أهلكت الحرث والنسل.
يا صاحبي المسؤولية الجديدة، إن المغزى الحقيقي لوجودنا الحياتي هو: عبادة الله، لقوله تعالى: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ، وليس التمكين في الأرض وقيادة العالم، ولكي نكون أكثر بكثير من زمن النصر والتمكين، يجب أن نكون أقرب للعبادة الصحيحة في وقت المشاكل والصعوبات والفتن والشدائد، لان الله من رحمته بنا- يطيل علينا زمن الابتلاء والازمات، لنظل قريبين منه فننجوا، بينما التمكن في الأرض نظن عندنا القدرة على فعل الأشياء، ونفتن بالدنيا، وننسى العبادة. فالعبادة هي حالة إيمانية راقية تتهاوى فيها قيمة الدنيا حيث أمرك الله في العيش والحب والبغض والوصل والقطع. كما يحذرنا رسولنا صلَى الله عليه وسلم عندما قال: (من ولاه الله شيئاً من أمور المسلمين، فاحتجب دون حاجتهم وخلتهم وفقرهم؛ احتجب الله دون حاجته وخلته وفقره يوم القيامة). فاغتنموا فرصة العبادة حتى تكون لكم نبراساً سرمديا في قابل الايام ويبقى الوطن رتقاً لا فتقاً في الحكم الرشيد؛ قبل أن يرفع البلاء،وتاتي العافية، فننسى الله.