مدار الساعة - بقلم لورانس المجالي
عندما نتتبع صفحات الوطن ونستذكر سيرة الرجال الذين كان لهم الأثر في بناء الدولة وارساء مؤسساتها تستوقفني قصص من الكفاح والصبر والذود عن الوطن دون البحث عن مغنم ومن الذاكرة حابس باشا المجالي رحمة الله عليه والذي تقلد في عهد الحسين الباني طيب الله ثراه مواقع مهمة وكبيرة في لحظات حساسة من عمر الدولة كان يستطيع وقتها ان يستثمر ويتملك ولكنه غادر تلك المواقع من غير مغنم وامثاله كثر من رجالات الوطن التي سمحت لهم الظروف ان يجمعوا المال والعقار ولكنهم أثروا الوطن على الفساد القذر وامثال تلك الثلة الشريفة وصفي التل وحديثة الجازي وفلاح المدادحة وعبدالحميد شرف وهزاع المجالي والكثير من الزعامات التي كانت عنوان البناء والشرف... وما لهذا كتبت بل من استغرابي الشديد لتغير التوجهات والولاءات لبعض الشخصيات حسب الفائدة.
في قريتي كنت اسمع في صغري جملة يرددها الكبار بكل فخر وعزة وهي فلان باشا مات مديون وفلان باشا مات وسره معه ولم استطع في وقتها تحديد اهمية تلك الجمل واثرها على الدولة ولكني بعد اربع عقود بدأت اعي جيدا معنى تلك الجمل واهميتها و كيف يكون الانتماء للوطن خاصة بعد ان ظهر علينا شخصيات تتبدل مثل الجوارب فحين يكون احدهم في السلطة يمارس الدور بكل قوة ويتبنى المشهد ويدافع عنه وعندما يخرج يمارس الاغتيال لمؤسسته التي كان فيها او الجهاز الذي كان فيه او يديره.
والامثلة كثيرة جدا في ايامنا هذه وللذكر لا للحصر احدهم عمل في جهاز امني حتى وصل لرتبة لواء في اهم الاجهزة الامنية وخلال فترة عمله كان يمتاز بقمع كل من يعارض افكاره او يقاطع مصالحه حيث بنى فيلا على حساب التجار البسطاء وبعد ان غادر استل صفحته على فيس بوك واخذ ينتقد الدولة والنظام.
وآخر تدرج عبر الواسطة في جهاز اخر حتى انه قارب الى رتبة مهمة وبعد ان ثقلت غلته وتنوع دخله وخرج من الجهاز اصبح ناشطا واعلاميا يتبنى مشاكل البسطاء وهو ماكان كذلك عندما كان يقف بين يديه اب حزين وام مثكولة على ابنها الذي يعبر عشرينات العمر ويخضع لاشكال الاهانة على يد هذا الظالم.
وآخرون وصلوا بالصدفة لادارة اجهزة او افرع واقتنصوا الفرص لشراء اراضي واستثمارات في جوار مشاريع مهمة اطلعوا على مكانها من موقعهم وها نحن نشاهدهم يهاجمون الدولة ويمارسون التحريض لعل احد يطلبهم لغرفة مغلقة ويمنحهم موقعاً مهماً.
والكارثة عندما يتولى احدهم الوزارة من وزارة اخرى ويجلس في صف صناعة السياسات وعندما يخرج يتوجة للاعلام الخارجي لينتقد الدولة ويحرض اهلها ويحاول اعادة تلميع نفسه للشارع والعالم وهو لا يعلم ان كل الكلور في الاردن لن يطهر عام واحد من تاريخه البائس.
كيف اصبح الانتماء مدفوع الاجر والوطن سلعة وخدمة الوطن محاصصة وكيف ظهرت شلل الانكار والمصالح ورجالات المحاصصات والطمع والسؤال الاكبر كيف تسلقت تلك الشخوص غير المنتمية ضمن مواقع حساسة ومهمة وبماذا قصرت الدولة مع هذه الفئة المرتدة والباحثة عن ترضية اخرى مثل موقع محافظ او ووزير.
وهنا ياتي الاعتماد على ذكاء وفطنة الشارع في التنبه لهذه المجموعة التي بعد ان حصلت كل حقوقها وتنفعت من موقعها مازالت تبخل على الاجيال الحالية والقادمة ان تكون جزءاً من مواقع الدولة.
ولهم اكتب يقول الله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ) صدق الله العظيم.
إن الناس تجاملكم وهي تعلم تاريخكم ومدى بشاعة افعالكم ولا تصدق هذا القناع المزيف وانتم الاخسرون فلا تاريخ يذكركم ولن يكون لكم في صفحات الوطن مكان فمن العيب ان تجالسوا وصفي وهزاع وحديثة في سطور الوطن ولكم خزي المنافقين في الاخرة وحتى مزبلة التاريخ لن تقبلكم فهناك في مزبلة التاريخ رجالات حافظت على مواقفها ووجودهم في الجانب الخاطئ وبدون فخر حتى ابو لهب من مزبلة التاريخ تبت يداه وما تب.
وما انتم الا جوارب يمكن ارتداؤها في اليسار وفي اليمين حسب المصالح والظروف.
طوبى للشرفاء الاوفياء اصحاب الثوابت وبعدا للمتسلقين